اصطحبت فريق الإخراج لتلتقي المبدعين

نايلة الخاجة تلوّن «استوديو مواهــب» بأنامل أصحاب الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تأتِ المخرجة نايلة الخاجة إلى «استوديو مواهب» لأصحاب الهمم بمفردها، بل اصطحبت معها فريق عملها، حتى يعيش بصحبتها تجربة قضاء يوم مع شباب يمتلكون مهارات عالية في الرسم والتلوين... هنا يمكنك أن ترى أسماً تمسك بالقلم لترسم شخصيات كرتونية مختلفة تصنعها من وحي خيالها، أما عبدالله فتجد أعماله بين الأبيض والأسود، بينما علي يبدع في رسومات متعددة الألوان، كل هذه الأعمال الجميلة تطبعها شركة «هوم سنتر» على منتجاتها كنوع من الدعم لاستوديو مواهب، الذي يعتني بأصحاب الهمم بعد سن 18 خاصةً في ظل ندرة المراكز التي تهتم بهذه الفئة العمرية.

ذكرى استثنائية

أمسكت الخاجة القلم والورقة وحاولت تقليد أسما، وكانت النتيجة رسم فتاتين أطلقتا على الأولى أسما والثانية نايلة، لتحتفظ الخاجة بهذه الصورة شاهدة على ذكرى جميلة استثنائية. أما عبدالله فأعربت له عن إعجابها بلوحاته وصفقت له هي وفريق عملها تشجيعاً له. الخاجة ترى أن تعلم «أصحاب الهمم» للفنون يعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وبالمحيطين بهم، فضلاً عن تسهيل اندماجهم في المجتمع وتوسيع آفاق تفاعلهم مع مختلف الفئات، وملء أوقات فراغهم بهوية محببة إلى قلوبهم، وتحقيق التكيف والاستقلال الذاتي وتنمية الشعور بالقيمة الذاتية والتوافق النفسي.

وسادة فريدا كاهلو

حينما تجولت الخاجة في المتجر الخاص ببيع الأشياء التي يصنعونها في «استويو المواهب» أبدت إعجابها بمختلف المنتجات والصناعات واشترت وسادة مرسومةً عليها صورة الفنانة التشكيلية «فريدا كاهلو» التي تعرّضت لمرض وأصيبت بشلل الأطفال فتأذت رجلها اليمنى، وخلّف ذلك إعاقة بساقها مما ترك أثراً سيئاً فيها لفترة طويلة من حياتها، فكان الرسم هو المتنفس الوحيد لآلامها، فالمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال.

الخاجة أشارت إلى أن ما حققه أصحاب الهمم على مدى السنوات الماضية من إنجازات هو دليل على أن العزيمة والإرادة تصنعان المستحيل، ووجهت تحية تقدير لهؤلاء المبدعين الذين تحدوا ظروفهم وقدموا لمسات فنية تقف أمامها متأملاً جمالها. فالإعاقة لم تكن يوماً حاجزاً، والمجتمع يتسع للجميع، وذوو الإعاقة اليوم أصحاب همة، وجزء مهم من النسيج المجتمعي، وعطاؤهم لا يختلف عن عطاء سواهم.

الصورة الإيجابية

قام فريق عمل الخاجة بعمل فيديو قصير عن زيارتهم لـ«مواهب استوديو» فوقفت نايلة خلف الكاميرا، لتراقبهم بنظرة المخرج، وتركت لهم المجال ليعبر كل واحد فيهم عما يجول في خاطره، فكان هناك إجماع على الاستمتاع برؤية هؤلاء الشباب، الذين أمدوهم بجرعة من التفاؤل، فذوو الإعاقة كما يشيرون لا بد من التعزيز المتواصل لأعمالهم الإبداعية مهما كانت قيمتها، وعرضها بصورتها الإيجابية على الآخرين، وإبداء الاهتمام بها، ويأتي ذلك عن طريق تبني هذه الأعمال من قبل المؤسسات الثقافية والتعليمية، واحتضان المبدعين منهم ليتم شطب كلمة «مستحيل» من قاموس الإعاقة التي تتحدى كل الإمكانات. مؤكدين أن الإمارات تثبت يوماً بعد يوم أنها قائدة في المجال الإنساني والتطوعي، حيث إنها تمهد الطريق لأصحاب الهمم ليكونوا نموذجاً إبداعياً يحتذى به.

إمارات الإنسانية

تؤكد الخاجة أن القيادة الرشيدة لطالما وضعت أبناءها من أصحاب الهمم في المقام الأول، حيث أثبتت الدولة إنسانيتها بامتياز في رفع راية الأبناء، وتوثيق كفاءتهم، وتعزيز إمكاناتهم، وإعلاء ثقتهم بأنفسهم.

إبداعات مختلفة

يضم «استوديو مواهب» أكثر من 26 شاباً وشابة، يعملون من خلاله على تفجير المواهب الإبداعية بداخلهم سواء في الرسم أو النحت، ولديهم الكثير من الأعمال التي تمت الاستعانة بها في أماكن مهمة مثل مطار دبي.

بيئة العمل

بصفة دورية تقوم الخاجة باصطحاب فريق عملها في زياراتها للأعمال التطوعية المختلفة التي تقوم بها، كذلك رحلاتها الميدانية، فهي ترى أن بيئة العمل المناسبة تكمن في الشعور بأنهم أسرة واحدة.

Email