شذى حسون:

نزيلات سجن النساء.. إبـداع خلف القضبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعيداً عن الصورة النمطية الرتيبة المأخوذة عن السجون في دولنا العربية، تجد المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي تنفذ الأحكام المفروضة على النزلاء، وتمنحهم فرصة جديدة للتأهيل وتغيير حياتهم إلى الأفضل.

وخلف الأسوار العالية، زارت الفنانة شذى حسون نزيلات سجن النساء تحديداً لأول مرة في حياتها، لتقترب من ذلك العالم، الذي لا تراه سوى على شاشات التلفزيون والسينما، غير أنها وجدت على أرض الواقع اختلافاً كبيراً، حيث البيئة الصحية والنموذج الفريد من نوعه الذي يزيل حاجز الخوف والتردد الذي يخالج صدور النزيلات تجاه مجتمعهن الذي يفترض أن يخرجن إليه بعد قضاء عقوباتهن برؤية جديدة تنفعهن وتسهم في خدمة مجتمعهن.

منافذ البيع

ليالٍ طويلة وقاسية، وملابس متسخة، وسيدات قادمات من عالم إجرامي محترف، هذه كانت فكرة حسون عن السجون، مثلها مثل كثيرات غيرها، يفكرن أن الحياة في السجن عبارة عن ألم وقهر، ولكن الأمر مغاير تماماً بالمؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي، فقد لمست حسون الدعم المعنوي الذي تقدمه المؤسسة للنزيلات، وتنمية وتأهيل قدراتهن العلمية والمهنية وتجعلهن يحترفن مهنة جديدة، لتكون بمثابة مفتاح أمل وسلاح يحتمين به من تقلبات الحياة، وقد أبدت شذى انبهارها بورشة التطريز والأعمال اليدوية التي تقوم بها النزيلات، حيث إنهن يتقاضين رواتب شهرية نظير عملهن، لتدعو الجميع لشراء تلك المنتجات من خلال منافذ البيع الموجودة في المؤسسة العقابية، والموقع الخاص بشرطة دبي.

حكايات النزيلات

اجتمعت شذى أثناء الزيارة بعدد من النزيلات وحكين لها عن حياتهن داخل سجن النساء، فها هي علا تدخل غمار الأدب، لتصبح قارئة نهمة ومن ثم أمينة مكتبة، تعرف كل شيء عن الكتب وتساعد غيرها على استعارة ما يبحثن عنه، تعطي دورات في الرسم على الماء والطباعة، وتصف «سجن النساء» بأنه مدرسة تتعلم فيه كل يوم شيئاً جديداً، وبعد خروجها منه ستفتتح مشروعها الجديد.

أما زينب التي كانت تصغي شذى إلى حكايتها بإمعان فتقول: أنا أم وابني عمره 4 سنوات، ويعيش معي في «سجن النساء»، يذهب إلى المدرسة صباحاً، وحينما يعود أساعده على إتمام الواجب المدرسي، وتضيف: أحمل الكثير من الطاقة الإيجابية، ولست خائفة من مواجهة المجتمع حينما أخرج، فأنا أتطلع إلى المستقبل بعين التفاؤل، فقد اكتسبت خلال مكوثي هنا العديد من الثقافات المختلفة، التي فتحت أمامي آفاقاً رحبة.

أما فاطمة، التي وصفتها شذى بأنها الرياضية الجميلة، فقالت: أنا مسؤولة عن تنظيم الفعاليات الرياضية، وهناك جوائز وميداليات نحصل عليها، وقد تعلمت خلال وجودي هنا الصبر «فالضربة التي لا تقتلك تقويك» وأعتقد أنني أصبحت أقوى من ذي قبل.

كورال شذى

طلبت إحدى النزيلات أن تقدم لهن شذى إحدى الأغنيات، خاصةً أنهن أبدين إعجاباً كبيراً بصوتها، فغنت بصحبتهن «طالعة من بيت أبوها». في نهاية الزيارة أشارت شذى إلى أن بداخلنا جميعاً بذرة طيبة إذا تمت تنميتها ورعايتها بشكل صحيح مثلما تفعل المؤسسات العقابية في دبي، فإننا بذلك نسهم في حماية مجتمعنا، وخلق أفراد أسوياء.

عمل فني

أكدت شذى رغبتها في تقديم عمل فني يرصد حياة النزيلات، فخلف الأبواب هناك من يقضين فترات عقابية نتيجة صدور أحكام قضائية أقرت بحقهن نظير أعمال مخالفة للقانون أقدمن عليها، ولكنهن في الوقت نفسه يتم تأهيلهن ودعمهن نفسياً ومعنوياً.

لغات متعددة

هنأت شذى النزيلة نور التي حصلت على العفو مؤخراً، بعد قضائها فترة عقوبتها التي استمرت عاماً وستة أشهر، وكانت تعمل وقتها على تدريس النزيلات اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

إعادة تأهيل

نزيلات المؤسسات العقابية والإصلاحية أثنين على المعاملة الحسنة التي يتعاملن بها، والدور الكبير الذي تلعبه لإعادتهن أفراداً أسوياء، والخدمات المقدمة لهن، وتطوير مهاراتهن وهواياتهن، والعمل على استغلال قضاء فترة العقوبة بما ينفعهن.

 

Email