عبدالله الجفالي: إسعاد الآخرين قيمة رفيعة يعززهـــا ويحميها العمل التطوعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

طفل صغير تَرسُمُ على شفتيه بسمة فرح.. شيّاب تزورهم لتُشعرهم بمدى أهميتهم في حياتنا، ومريض تحاول مداواة جرحه بأمل متجدد.. إنها أفعال بسيطة، ولكن كبيرة الأثر.

اشتملت عليها وعكستها حملة «البيان» الموسومة بـ«يوم للخير» في الشهر الفضيل، إذ دعت معها عدداً من مشاهير الفن والرياضة والإعلام والتصميم، ليتطوعوا فيشاركوا بنشاطات الحملة من خلال زيارات ولقاءات حية مع أفراد شرائح مجتمعية متنوعة، هم بأمس الحاجة لدعم ولقاء هؤلاء المشاهير بشكل مباشر.

كون ذلك يعزز تفاؤلهم وشعورهم بالمحبة.. ويعمق إيمانهم بأن الخير أصيل راسخ في مجتمعنا، وبأننا في «دار زايد» يد واحدة لا ننفك نضرب المثل في المحافظة على الأصالة والأخلاق الحميدة.

نجومنا في هذه الزيارات والجولات، ظهروا على طبيعتهم بعيداً عن كاميرات التصوير فكان الجانب الإنساني هو الغالب في أفعالهم، لتراهم تارةً أطفالاً يلعبون.. وتارةً أخرى هم يتألمون ويفرحون ويتفاعلون مع كل ما يعايشونه.

جلب الصناديق من السيارات وأدخلها للخيمة المخصصة لفرز الملابس، جلس على الأرض وفتحها وصار ينتقي المناسب منها لطيه بشكل منظم، أخذ يصنف ملابس النساء والأطفال في جهة، ويضع ملابس الرجال في جهة أخرى.

إنه الفنان عبدالله الجفالي الذي يحرص على المشاركة في المبادرات الخيرية، كما فعل أخيراً في حملة «لماذا تحتفظ بها؟». إذ إنه يرى العمل التطوعي متعة لا تُضاهى، فتجميع الملابس المستعملة التي قد لا تساوي شيئاً بنظر بعض الناس، على حد قوله، ربما تكون سبباً في إسعاد غيرهم.

بصيص أمل

حملة «لماذا تحتفظ بها؟» التابعة لهيئة الأملاك والأراضي في دبي، التي أقيمت في نادي «نادي الشباب العربي الرياضي»، هدفت إلى حث الأشخاص على التبرع بأغراضهم «ومنها ملابسهم التي لا يحتاجون إليها» للأسر المتعففة. وتفاعل عدد كبير من الناس مع الحملة، حيث كانت تتوافد الحقائب التي تحتوي الملابس والأغراض المتنوعة إلى مقر النادي، بكثرة.

وجوه متجمدة

يعجب الجفالي من مسلك وخيارات الجيل الجديد من الفنانين في التمثيل، إذ يحرص هؤلاء على الاهتمام بمظاهرهم الخارجية أكثر من مواهبهم؛ فأهم شيء بالنسبة لهم «الابتسامة الهوليوودية». ويتابع: ترى الأسنان ناصعة البياض وعمليات التجميل والنفخ والشفط تقف عائقاً أمام تجسيد الشخصية بالشكل المطلوب.

الأمر الذي يجعل المشاهد غير مقتنع بما يراه على الشاشة، فالوجه أصبح متجمداً خالياً من تعبيرات الحزن والفرح، فتجد الفنان يمثل وكأنه «ببغاء» من دون أي إحساس أو مشاعر.

عمل جديد

يوضح الجفالي أنه يتابع أعماله الدرامية التي يشارك فيها بدقة، وذلك للتعرف إلى مواطن القوة والضعف في أدائه، لافتاً إلى أنه يطل خلال الشهر الفضيل، على الشاشة من خلال مسلسل «طماشة» مع الفنان جابر نغموش. كما أنه، ومن ناحية أخرى، انتهى من تصوير فيلمه الجديد «ضحي في تايلاند»، من إخراج راكان، الذي تشاركه فيه البطولة نخبة من الفنانين؛ منهم:

حسن حسني وأحمد صالح وسعيد الدرمكي. وسيعرض في عيد الفطر السعيد. وأشار أيضاً، إلى أن الكوميديا الحقيقية هي التي تقدم بعفوية وليس بافتعال مثلما يفعل بعضهم، فهناك من يلجأ إلى الصراخ والقفز لكي يضحك الناس، ولكن في الواقع فإن الجمهور لا يضحك على مثل هذه الأمور الافتعالية.

لا مجال للخطأ

يرى الجفالي أن الدراما التاريخية بحاجة إلى كاتب واعٍ مثقف وملم بالتفاصيل التاريخية، فهناك كثير من الأحداث المتشعبة، وأخرى تحتاج إلى مراجعة كبيرة. ويستطرد: لذلك لا مجال للخطأ حين نريد تقديمها على الشاشة.

والمشاهد اليوم صار على درجة كبيرة من الوعي، وإذا قدم العمل بصدق سيصل إليه ويحقق نجاحاً كبيراً، أما إذا حدث تهاون وقدمنا عملاً مهلهلاً غير متكامل الأركان فلن يرحمنا الجمهور.

معروضات متنوعة

وزع الجفالي الملابس على بعض الأسر المتعففة، وكان يساعد الأفراد على اختيار المقاسات المناسبة لهم، عارضاً لهم مختلف القطع من المعروضات، ومقدماً عدة خيارات لكي يكونوا مقتنعين بأي قطعة يقتنونها. وترافق ذلك مع مبدلتهم التحايا وعدم رفض طلبهم التقاط الصور التذكارية.

وجبة درامية

يعتبر الجفالي «طماشة» وجبة درامية دسمة للمشاهد الخليجي، فهو ينتظر متابعته كل عام بشغف، نظراً إلى قيمة ومستوى جرعة الكوميديا التي تتخلله والأحداث العفوية فيه، وكذا الأداء المميز لطاقم العمل.

شرور الغرور

يؤمن الجفالي بأنه من المفترض على الفنان، دوماً، أن يضع قدميه على الأرض، لأن الغرور مقبرة الفنان، فالجمهور هو السبب الرئيسي في نجاحه، فكيف يأتي الزمن الذي يتكبر عليه.. متناسياً سبب نجاحه!؟

Email