صفية الشحي:

غرس حب القراءة في نفوس النشء يعزز تعلقهم بالمعرفة وفعل الخير

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

Ⅶدبي - عبادة إبراهيم

لم تأتِ الإعلامية صفية الشحي (تعمل في مؤسسة أبوظبي للإعلام) وفي يدها وردة أو لعبة، وإنما اختارت أن تمسك كتاباً، بغاية أن تغرس المثل والقيم والأخلاق الحميدة في أذهان الصغار، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، كما تؤمن. جاءت ومعها قصة «القنديل الصغير»، للكاتب غسان كنفاني، لتقدم لطلاب مدرسة مواكب القرهود وجبة دسمة من القراءة، ولتبث في دواخلهم روح التفاؤل والأمل والمعرفة. لم تأتِ لتقرأ لهم فقط، وإنما لتحاورهم في تفاصيل القصة والدروس المستفادة منها.

ركن القراءة

ركن القراءة في المدرسة كان المكان الأنسب لتعطي الشحي طلاب الصف الرابع جرعة من الثقافة، فالكتاب موجّه لهذه الفئة العمرية التي تفاعلت كثيراً مع الشحي، وأخذت تسألها عن برنامجها «أبوظبي تقرأ»، وكيفية قدرتها على محاورة المؤلفين الكبار، وعن أبرز القصص التي أحبتها وأثرت فيها.

هدم الأسوار العالية

حاولت الشحي أن تبسط للأطفال قصة «القنديل الصغير» وترويها بشكل مشوق وجذاب، إذ تبدأ أحداث القصة بموت الإمبراطور، فيترك وصية يحدد فيها الكيفية التي يمكن لابنته الوحيدة والصغيرة أن تصبح عبرها أميرة، وهي التي لا يمكن أن تحكم، ولكي تكون حاكمة للمدينة عليها جلب الشمس إلى داخل القصر، فيصيبها اليأس، حتى تقابل رجلاً مسناً يحاول أن يَدخُل القصر، ولكنَّ الحُرّاس يمنعونه من الدُّخول ويطردونه، إلا أنّه كان عنيداً وطلب من الحراس إبلاغ الأميرة أنه إذا لم يكن بوسع شيخ كبير أن يدخل قصرها فكيف تطمعُ أن تدخله الشمس؟ وحينها تفهم المغزى من وراء حديث والدها؛ وهو أهمية فتح الأبواب للناس وهدم الأسوار العالية.

فوانيس صغيرة

تفاعل الطلاب كثيراً مع القصة، وعرفوا معها معنى وقيمة التعاون والتآخي والأخلاق السامية التي تحاول بثها، لتقوم بعدها الشحي بتوزيع القصة مُصممة في كتاب على شكل فوانيس صغيرة، على جميع الطلاب، وهؤلاء بدورهم أهدوها مجسم قصر مكتوباً في داخله عبارة مقتبسة من القصة: «لن تستطيعي أن تجدي الشمس في غرفةٍ مغلقة»، ذلك إلى جانب لوحة موقعة بأسماء جميع طلاب الفصل الرابع. وأشارت الشحي إلى أن القراءة من أفضل الأمور التي يجب على الإنسان المواظبة عليها منذ صغره، إذ بإمكانها فعل المعجزات لأيِّ فردٍ..تعطي الإنسان الطاقة وتحفِّز دماغه وتحرِّكه وتحث على تحصيل المعرفة وفعل الخير.

في معنى الثقافة

وقالت الشحي: «الثقافة ليست كتاباً نضعه على المنضدة، أو على رف المكتبة، لكي نلتقط صوراً إلى جواره، أو مجرد نظارة نلبسها للتباهي بأننا نقرأ، وإنما هي جوهر الحياة، وتستطيع أن تعرف بمجرد أن تجلس مع الشخص الذي أمامك ويبدأ الحديث، إذا كان بالفعل مثقفاً أم يدعي الثقافة». من ناحية أخرى، لا تشاهد الشحي التلفزيون إطلاقاً في رمضان، فعلاقتها به سطحية للغاية، وتفضل أن تقرأ كتاباً بدلاً من مشاهدة مسلسل درامي. أما عن الطعام، فهي تفضل الشوربة والسلطات والأكلات الخفيفة.

إعلاميو الغد

عبّر طلاب المدرسة عن سعادتهم بوجود صفية الشحي معهم، وأبدى عدد منهم الرغبة في أن يكونوا إعلاميين معروفين في المستقبل، يملكون ثقافة ومعرفة مثلما تملك الشحي، وبعضهم أظهر رغبته في أن يكون كاتباً معروفاً.

الأرض الطيبة

أكثر الروايات التي أثرت في حياة الشحي، حسب تأكيدها، «الأرض الطيبة» للكاتبة الأميركية بيرل بك، تلك الملحمة الروائية التي تتغنى بعشق الإنسان للأرض، ومدى احترام الفلاح الصيني للقيم والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال، كذلك هناك رواية «غادة الكاميليا» لإسكندر دوماس.

إرشادات وحكايات

تقرأ الشحي لأولادها بصفة يومية، فهي تروي لهم قصص ما قبل النوم، وكل الإرشادات والنصائح التي ترغب في إيصالها إليهم عبر القصص والحكايات الشائقة التي توسع مخيلتهم، إذ تعد الممر والمعبر إلى قلوبهم وعقولهم.

تعلُّق النشء بالقراءة يعــــــــــــزّز حبّهــــــــم للمعرفة والخير

صفية الشحي:

Email