إبراهيم جمعة: شياب «ملتقى الأسرة» كورال يعيد الزمن الجميل

ت + ت - الحجم الطبيعي

وكأننا عدنا إلى الوراء لنتنسم عبق الماضي، وأصالة التاريخ وعراقته، فبين جدران «ملتقى الأسرة» التابع لهيئة الصحة بدبي، قابلنا «شياب» رسم الزمن على وجوههم تعبيرات وخطوطاً رفيعة، يحمل كل وجه منها قصة حياة تنوعت خيوطها بين الأمل والشقاء والسعادة، لتجد في جعبتهم بحراً من الروايات القديمة التي لا يمكن أن تجدها بين سطور أي كتاب، وقد اختار الملحن إبراهيم جمعة ذلك المكان تحديداً لأنه يرى أن من لا ماضي له لن يكون له مستقبل، إضافة إلى حرصه منذ سنوات على الاهتمام بهذه الفئة ورعايتها، فهناك عدد من المسنين كانت تربطهم بوالده علاقة صداقة، ليأتي مرتدياً ثوب البساطة، ويعيد أمامنا شريطاً من ذكريات الزمن الجميل.

الذوق الفني

استقبل الشياب إبراهيم جمعة بحفاوة كبيرة، فجلسوا معاً وغنوا برفقته أجمل الأغاني القديمة، وكان محمد الشحي، أو «مطرب الملتقى» كما يطلقون عليه، يمسك بالميكروفون ليقدم وصلة من الأغنيات وسط تصفيق الشياب، أما عبيد بخيت (75 عاماً) الذي يحفظ الأهازيج الشعبية، يردد هو الآخر الكثير منها، فهو في أيام شبابه كان واحداً من فرقة دبي للفنون الشعبية، فجاء التناغم بينهما واضحاً في ترديد مختلف الأهازيج.

ويذكر جمعة أن معظم المقاهي كانت أجواؤها على الدوام مفعمة ومزدانة بأغاني فريد الأطرش وعبدالوهاب وبن روغة ومحمد عبدالسلام وجابر جاسم.

كتاب من الواقع

عبد العزيز القصاب هو أحد الشياب في الجلسة، وكان يزين ملابسه بصور لقادة الدولة وبعلمها، ذكر أمامنا كيفية نقل المياه قديماً، حيث لم تكن هناك شبكات توزيع للمياه، فاعتمد السكان على المياه الجوفية، وكانوا يستخرجون الماء من الآبار بطرق يدوية بدائية.

ومن كثرة الذكريات التي يحتفظ بها الشياب، زارت الكاتبة مريم جمعة فرج من قبل ملتقى الأسرة، والتقت عدداً منهم، وسمعت حكاياتهم القديمة، لتكون جزءاً من كتابها الذي يسلط الضوء على الجوانب المهمة المتعلقة بمهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ.

فرقة موسيقية

تزينت جدران ملتقى الأسرة ببعض من لوحات الفنان محمد صالح، حيث عرف بالمصادفة الملحن إبراهيم جمعة أنه كان صديقاً لعمه، فكان يعلمه العزف على العود. ويقول جمعة: أتى العازف علي أبو عيشة من زنجبار عام 1964، وأسسنا وقتها فرقة موسيقية تكونت من: عثمان كابتن- الذي عمل لاحقاً مصوراً في صحيفة «البيان» الإماراتية، محمد العصيمي وسالم سيف البحر وأنا. وكان أبو عيشة عاشقاً لأغاني فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب، إلى درجة أنه كان يقدم أغانيهما باللغة الزنجبارية، وكنا نقيم معها حفلات موسيقية متنوعة. ابتسم صالح في أثناء حديث جمعة عن تلك الذكريات الجميلة، مشيراً إلى أنه هو الآخر أحب الفن ولكنه اختار الرسم، ورسم لوحات تحمل الكثير من المعالم لدبي القديمة والحديثة، ليمزجها في لوحة واحدة.

كيف تصنع الفارق؟

يقول جمعة: إن مبادرة «عام الخير» ترمي إلى تعزيز المشاركة الإيجابية والجهود التعاونية في الميدان التطوعي من قبل المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الخيرية. ويضيف: المبادرة تحمل بين ثناياها رؤية لبناء أجيال قوامها المسؤولية والعطاء، والإسهام في خلق فرص التطوع على النحو الأمثل في مجالات الحياة الكثيرة، حتى تشعر بمتعة إسعاد غيرك والتخفيف عن معاناتهم.

«صوت الأمة»

يحلم جمعة بتقديم أوبريت عن العالم العربي باللغة العربية الفصحى، «صوت الأمة»، يضم : حسين الجسمي ولطفي بوشناق وعلي الحجار. ويحكي كيف أننا أمة عربية لا تُقهر؛ ربما تمرض ولكنها لا تموت.

تبادل أدوار

تبادل جمعة الأدوار مع شياب «ملتقى الأسرة»، وحفزهم على الغناء فكان يصفق لهم ويشجهم بكلماته التي حملت الكثير من الحماس، أما الشياب فأمسكوا بالميكروفون ليقدموا وصلة من الأغاني والأهازيج الشعبية. وفي نهاية الزيارة لم يكن الشياب يرغبون في أن يغادر جمعه الملتقى، معلنين أنهم بالفعل قضوا أوقاتاً لا تنسى.

Email