ديانا حداد تعيش قهر المعنّفات وتداويهن بالحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاولتْ إخفاء دموعها والجلوس بثبات بالقرب منها، أمسكت يدها وهمستْ في أذنها: «لا تستسلمي، كوني قوية». تلك كانت حال النجمة ديانا حداد حين زارت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، رفقة «البيان».

وقابلت إحدى السيدات اللاتي تعرضن للعنف، سمعتْ قصتها والذهول يسيطر على ملامح وجهها، كيف لزوج وأب أن يتحول لوحش كاسر، يفتقد كل معاني الرحمة! احتضنتها بحب، وعلامات التعجب لا تزال تسيطر عليها متسائلةً: أين ضاعت الإنسانية؟

ولكنها في الوقت نفسه حين لمست مدى الرعاية والدعم التي تقدمه المؤسسة لضحايا العنف الأسري والاتجار بالبشر وسوء معاملة الأطفال، وجدت نفسها مطمئنة نحو غد أكثر استقراراً وأماناً، ووصفت المؤسسة بأنها الملاذ الآمن.

سنوات عجاف

لم يكن سهلاً أن تسرد «ع. م» قصتها، ولكنها شعرت بمدى اهتمام ديانا، لنسمع تنهيدة مغلفة بالحسرة..ثم قالت: ليالٍ وأيام مرت وكأنها سنوات عجاف، تعرضت خلالها لضرب مبرح من زوجي.. ولكن، حين ضرب أولادي الصغار، شعرتُ بمدى ضعفي وقلة حيلتي وأنا أرى البسمة تذبل على شفاهم.

فجمعت أغراضي ولجأت لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، التي فتحت ذراعيها أمامي واحتضنتني، لأجد أمامي فريقاً يهتم بأمري بلا مقابل، يحاول مساعدتي للتوصل لحلول أتجاوز معها مشكلتي..وأشعر الآن بأني امرأة أخرى لن تقبل الإهانة.

فريق متميز

شعرتْ ديانا بالفرح الشديد والتحول الكبير الذي أصبحت عليه تلك السيدة بعدما لجأت للمؤسسة، وهكذا بادرت لزيارة أقسامها والتي توفر جميع خدماتها لضحايا العنف بالمجان، وتشمل خدمات الرعاية والتأهيل والإيواء.. والخدمات القانونية والتعليمية.

إضافة للرعاية الطبية والتأهيل لسوق العمل، وتسهم في التوعية بقضايا العنف تجاه النساء والأطفال. وأبدت ديانا إعجابها بالفريق المتميز الذي يقف وراء ذلك الصرح العظيم.

بلا حواجز

أمام الأطفال، عادت ديانا طفلة صغيرة، فغنت ولعبت بصحبة الأطفال الذين هم من ضحايا العنف، وكانوا يصفقون ويلعبون معها، فأمسكت بهاتفها حتى تطلعهم على صور بناتها.. وحاولت أن تكون قريبة منهم، لتدخل الفرحة والسرور إلى قلوبهم الصغيرة.

ولتنهي زيارتها وهي تعيش حالة فرح وحزن؛ سعيدة بما شاهدته من إمكانات رائعة بالمؤسسة، وحزينة بسبب الحالات التي تعرضت للعنف.. مؤكدةً إثرها أن الأسرةأهم شيء في الوجود، وأن بناتها بالنسبة لها أغلى ما تملك، وشعارها بالحياة هو: «العمل الإنساني عدوى حميدة تنقلها وترسخها المحبة».

رمضان بالنسبة إلى ديانا حداد يعني لمة العائلة حول المائدة، فهي - على حد قولها - طباخة ماهرة، وتعِدُ أشهى أصناف الأطعمة، وتفضل دعوة أهلها وأصدقائها للإفطار معها بمنزلها. وأوضحت ديانا، في الحديث عن أفضل هواياتها، أنها لو لم تكن فنانة لربما كانت لاعبة كرة قدم.

طفل صغير تَرسُمُ على شفتيه بسمة فرح.. شيّاب تزورهم لتُشعرهم بمدى أهميتهم في حياتنا، ومريض تحاول مداواة جرحه بأمل متجدد.. إنها أفعال بسيطة، ولكن كبيرة الأثر، اشتملت عليها وعكستها حملة «البيان» الموسومة بـ«يوم للخير» في الشهر الفضيل.

إذ دعت معها عدداً من مشاهير الفن والرياضة والإعلام والتصميم، ليتطوعوا فيشاركوا بنشاطات الحملة من خلال زيارات ولقاءات حية مع أفراد شرائح مجتمعية متنوعة، هم بأمس الحاجة لدعم ولقاء هؤلاء المشاهير بشكل مباشر، كون ذلك يعزز تفاؤلهم وشعورهم بالمحبة..

ويعمق إيمانهم بأن الخير أصيل راسخ في مجتمعنا، وبأننا في «دار زايد» يد واحدة لا ننفك نضرب المثل في المحافظة على الأصالة والأخلاق الحميدة.

نجومنا في هذه الزيارات والجولات، ظهروا على طبيعتهم بعيداً عن كاميرات التصوير فكان الجانب الإنساني هو الغالب في أفعالهم، لتراهم تارةً أطفالاً يلعبون.. وتارةً أخرى هم يتألمون ويفرحون ويتفاعلون مع كل ما يعايشونه.

لعبة البونبون

هناك طفلة تعلقت كثيراً بديانا، وكانت تأبى تركها، حيث عانقتها بشدة، وغنت برفقتها، بسعادة بالغة، أما «لعبة البونبون» فأحدثت أجواء تفاعلية، حيث كانت تخبئ ديانا البونبون في أحد كفيها، ويبدأ الأولاد محاولة تحديد أي الكفين هي التي تحمل البونبون.

رسالة فنية

تحاول حداد التجديد ومواكبة العصر ولكن بشكل محترم، فهي لم تجارِ الموجة السائدة، وفي الوقت نفسه وخلال مسيرتها الفنية كوّنت قاعدة جماهيرية كبيرة، وحرصت على تقديم مختلف الألوان الغنائية، فهي ترى نفسها مسؤولة أمام جمهورها عن تقديم فن راقٍ يحمل بين طياته رسالة.

مدريدية بامتياز

تشجع ديانا فريق ريال مدريد، وتحرص على مشاهدة كل مبارياته وتتابعها بشغفٍ وتحدٍ، مشيرةً إلى أنها من الفنانات اللائي يعلن عن ميولهن الرياضية بكل صراحة، ولكن في الوقت نفسه بطريقة لائقة مع مراعاة شعور الغير، متجنبةً النقد اللاذع.

Email