منتهى الرمحي ومروة صادق..رحلة تتأرجح بين عوالم الألـم والأمــل بغدٍ أفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

طفل صغير تَرسُمُ على شفتيه بسمة فرح.. شيّاب تزورهم لتُشعرهم بمدى أهميتهم في حياتنا، ومريض تحاول مداواة جرحه بأمل متجدد.. إنها أفعال بسيطة، ولكن كبيرة الأثر، اشتملت عليها وعكستها حملة «البيان» الموسومة بـ«يوم للخير» في الشهر الفضيل، إذ دعت معها عدداً من مشاهير الفن والرياضة والإعلام والتصميم، ليتطوعوا فيشاركوا بنشاطات الحملة من خلال زيارات ولقاءات حية مع أفراد شرائح مجتمعية متنوعة، هم بأمس الحاجة لدعم ولقاء هؤلاء المشاهير بشكل مباشر، كون ذلك يعزز تفاؤلهم وشعورهم بالمحبة.. ويعمق إيمانهم بأن الخير أصيل راسخ في مجتمعنا، وبأننا في «دار زايد» يد واحدة لا ننفك نضرب المثل في المحافظة على الأصالة والأخلاق الحميدة.

نجومنا في هذه الزيارات والجولات، ظهروا على طبيعتهم بعيداً عن كاميرات التصوير فكان الجانب الإنساني هو الغالب في أفعالهم، لتراهم تارةً أطفالاً يلعبون.. وتارةً أخرى وهم يتألمون ويفرحون ويتفاعلون مع كل ما يعايشونه.

الأمل والألم كلمتان تشتركان في الحروف نفسها، ولكنهما تحملان معاني مختلفة؛ «الألم» يعذب النفس ويضعفها.. أما «الأمل» فينير الطريق ويعطي الدافع للبقاء. بعضهم يستسلم ويرفع الراية البيضاء والبعض الآخر ينظر للحياة بطريقة إيجابية ويظل يحارب حتى يصل إلى مبتغاه في نهاية الأمر.. منتهى الرمحي، الإعلامية في قناة «العربية»، عاشت وخاضت في حياتها الأمرين، وشعرت بكل ما تحمله الكلمتان من معانٍ، ولكن إيمانها وتمسكها بالأمل جعلاها إعلامية ناجحة وأماً رائعة وزوجة تقف بجوار عائلتها. كذلك مروة صادق، تلك الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً، التي تعرضت للإصابة بمرض سرطان الدم، وهي في التاسعة من عمرها، هي الأخرى لم تستسلم لهذا المرض وواجهته ببراءتها وابتسامتها الصافية، وساندتها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان».

صعوبات ونجاحات

جاءت الرمحي إلى سيتي سنتر مردف للقاء صادق، وكلها حنين وشوق لرؤية تلك الفتاة التي حاربت الألم بابتسامتها، جلست في البداية بصحبتها لتتحدثا معاً عن أمور الحياة والصعوبات والنجاحات التي تقابل الإنسان في أثناء رحلته.. وكيفية التغلب عليها بالأمل، استمر الحديث لأكثر من ساعة، لتقرر بعدها الرمحي وصادق التسوق في مختلف المحال التجارية، غاية اختيار بعض الملابس لصادق، خاصةً أن «سيتي سنتر مردف» قدم لها قسيمة شراء بقيمة 1000 درهم، فبدأت رحلة البحث عما يناسب صادق.

تجربة جديدة ممتعة

لا تحب الرمحي التسوق كثيراً، ولكن من أجل صادق شعرت بأن الوقت يمر سريعاً، وللمرة الأولى ترى تجربة التسوق ممتعة، فكانت تتعامل معها وكأنها إحدى بناتها، تحتضنها بحب وتضحك معها بعفوية. صادق هي الأخرى وجدت في الرمحي مثالاً يحتذى به، لمست فيها تواضعاً حقيقياً وقلباً صادقاً، اشترت صادق العديد من الملابس الأنيقة التي أصرت الرمحي على اقتنائها لها، ليأتي بعدها وقت اللعب، فذهبتا معاً إلى صالة البولينغ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تلعب فيها صادق مثل هذه اللعبة.

تغلب على الأوجاع

وأكدت الرمحي أن عملها مذيعة في قناة إخبارية يجعلها معرضة للاكتئاب في كثير من الأحيان، بسبب أخبار الحرب والعنف التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية، ففي البداية كانت هذه الأخبار تؤثر في حياتها الخاصة بشكل كبير، إلى درجة أنها ربما تشعر بعدم الرغبة في تناول الطعام أو الخروج، ولكن مع الوقت حاولت الفصل بين عملها وحياتها، وتشير إلى أن الأمل وحده هو الذي يجعلها تتغلب على أوجاعها.

لا تفضل الرمحي تناول الحلويات وتميل إلى الموالح، ولكنها في رمضان تضعف أمام القطايف التي لا تستطيع مقاومتها، وتبدأ فطورها بتناول طبق الشوربة إلى جانب السلطة والسمبوسة، مشيرةً إلى أن نجمها المفضل الذي تنتظره كل عام هو يحيى الفخراني، فهي تعتبره «غول تمثيل»، إضافة إلى أنها تميل إلى مشاهدة الأعمال الكوميدية.

حالة الجدية

تؤكد الرمحي أن حالة الجدية التي يظهر بها مذيع الأخبار ونظرته الحادة، ما هي إلا متطلبات للمهنة، فلا يصح تقديم نشرة الأخبار المليئة بالقتل والدمار، والمذيع مبتسم، لأنها تعتبر استهانة واستخفافاً بما يقدمه، وكأنه يعيش في كوكب آخر، ولا يشعر بآلام غيره.

الأم الصديقة

الرمحي ليست مجرد أم لبناتها الثلاث، وإنما هي صديقة مقربة منهن، تستمع إليهن بآذان صاغية، معتبرةً أن نجاح بناتها وتفوقهن في مجالات دراستهن وعملهن، يعد أكبر إنجاز حصدته خلال حياتها.

موقعة وحماسة

الرمحي وصادق حاولتا بذل ما في وسعهما لتحقيق أعلى النتائج في أثناء لعبهما البولينغ، فكانتا تلعبان بحماسة منقطعة النظير، وكان اختيار الكرة المناسبة يأخذ منهما الكثير من الوقت، حيث كانتا تفضلان اللعب بالكرة الخفيفة.

Email