محمد خميس: نعم «أصحاب الهمم» أهلٌ لصعود القمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

طفل صغير تَرسُمُ على شفتيه بسمة فرح.. شيّاب تزورهم لتُشعرهم بمدى أهميتهم في حياتنا، ومريض تحاول مداواة جرحه بأمل متجدد.. إنها أفعال بسيطة.

ولكن كبيرة الأثر، اشتملت عليها وعكستها حملة «البيان» الموسومة بـ«يوم للخير» في الشهر الفضيل، إذ دعت معها عدداً من مشاهير الفن والرياضة والإعلام والتصميم، ليتطوعوا فيشاركوا بنشاطات الحملة من خلال زيارات ولقاءات حية مع أفراد شرائح مجتمعية متنوعة، هم بأمس الحاجة لدعم ولقاء هؤلاء المشاهير بشكل مباشر.

كون ذلك يعزز تفاؤلهم وشعورهم بالمحبة.. ويعمق إيمانهم بأن الخير أصيل راسخ في مجتمعنا، وبأننا في «دار زايد» يد واحدة لا ننفك نضرب المثل في المحافظة على الأصالة والأخلاق الحميدة.

نجومنا في هذه الزيارات والجولات، ظهروا على طبيعتهم بعيداً عن كاميرات التصوير فكان الجانب الإنساني هو الغالب في أفعالهم، لتراهم تارةً أطفالاً يلعبون.. وتارةً أخرى هم يتألمون ويفرحون ويتفاعلون مع كل ما يعايشونه.

واظب على التدريب طوال شهور وليال. أراد تحقيق حلمه والوصول إلى هدفه، طريقه لم تكن مفروشة بالورود، ولكن إرادته كانت كفيلة بأن يكون بطلاً عالمياً في رفع الأثقال؛ إنه نجم «أصحاب الهمم» محمد خميس، الذي أصبح يمثل للشباب قدوة يحتذى بها، حيث استطاع قهر الإعاقة عبر براعته واقتداره في موهبته الرياضية.

ليمتلك سجلاً حافلاً من الإنجازات، القارية والدولية والعربية. وكون أفراد مجموعة شباب «تكاتف» كانوا يحلمون بمقابلة البطل خميس، لأنه بالنسبة لهم مصدر إلهام وتحفيز، كان لقاؤهم به في نادي دبي للمعاقين، ذا طعم خاص، إذ طال انتظاره. وليعلن هؤلاء الشبان، وهم يمازحون البطل، تحديهم إياه.. ولكن طبعاً، في رفع الأثقال الخفيفة، حتى لا يتعرضوا للإصابة.

محطات في حياته

حماس الشباب كان يدفعهم للتساؤل عن العديد من الأشياء، فلم يكن يجيب عن سؤال أحدهم، حتى يبادر الثاني بسؤاله عن شيء آخر. وكان يجيبهم بسعادة وحبور.. ثم قال: مارست رياضات كثيرة، ولكن وجدت نفسي أكثر في رفع الأثقال، فمن المهم أن يمارس الشخص رياضة محببة له، وخاصة أن رياضة «رفع الأثقال» تحتاج المواظبة على التمارين بشكل يومي.. كذلك بين أنه في قاموسه لا اعتراف واستسلام للخسارة. فالنجاح همه وهاجسه دائماً.

أخذ خميس الشبان في جولة ضمن صالة رفع الأثقال التي يتمرن فيها، ليعرفهم بالأجهزة المختلفة وكيفية استخدامها بشكل سليم.. مشيراً إلى أن أفضل الميداليات التي حصل عليها كانت عند فوزه بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب البارالمبية في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

والتي أهداها للإمارات، وذلك بعد أن حقق المركز الأول في منافسات رفع الأثقال في وزن 88 كغم، إثر تمكنه من رفع وزن بلغ 220 كغم، متفوقاً على البرازيلي ايفانيو داسيلفا الذي رفع وزن بلغ 210 كغم.

ولكن الجميل في الفوز، على حد قوله، كان تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تويتر، والتي هنأ خلالها خميس موضحاً أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الإرادة والعزيمة.

عناق المجد

كان الشباب يظنون أن هناك سراً معيناً يخفيه خميس، يحقق له الفوز بالميداليات، كما كشفت أسئلتهم، ولكنه ابتسم وأخبرهم أن الأمر يعود للعزيمة والإصرار، مؤكداً أن الفوز يتحقق حين يكون هناك هدف نحرص على الوصول إليه.

وشكر إدارة النادي التي دائماً ما تسانده وتشجعه على تقديم الأفضل. ومن جهتهم، اعتبر الشباب مشوار البطل خميس رسالة مفادها بأن لا شيء مستحيلاً، فهو لم يستسلم لإعاقته، ليصبح إثرها فارساً لمنصات التتويج ورمزاً للعزيمة والنجاح.

كذلك، ثمن خميس الاهتمام الذي لقيه من القيادة الرشيدة، التي ظلت تعمل على توفير عوامل النجاح لأفراد شريحة «أصحاب الهمم» الفاعلة في المجتمع، معتنية بتذليل الصعاب التي تقف حجر عثرة في طريق حضورهم الفاعل المؤثر في المحافل الدولية.. وذلك حتى بلوغ منصات التتويج وأعلى مراتب النجاح.

رقم قياسي

أكثر ما جذب خميس في رياضة رفع الأثقال ما تحمله من تحد وإصرار، فهي تعد الرياضة الأقوى والأعنف، ويتم إطلاق لقب «العظماء» على الذين يمارسونها ويتميزون بها. ويوضح أنه في كل عام بمشاركاته في المنافسات، كان يحقق رقماً قياسياً جديداً ويرفع اسم الإمارات عالياً في مختلف المحافل العربية والدولية.

فرصة التجربة

حينما سنحت للشباب الفرصة لاستخدام الأجهزة في الصالة الرياضية، اكتشفوا أن الآلات بالفعل ثقيلة للغاية.. وكانوا يتوقفون سريعاً، فكان خميس يعد فقط من (1 إلى 5) ليجدهم يرفعون الراية البيضاء معلنين استسلامهم بشكل كوميدي.

اكتشاف موهبة

تعد هذه المرة الأولى التي يجلس فيها خميس مع شباب يحدثهم عن تجربته وعن طعم النجاح الذي يحققه، لافتاً إلى أنه يتمنى اكتشاف محمد خميس من الجيل الجديد، ليشرف شخصياً على تدريبه

 

Email