ولي عهد عجمان: التجربة الاتحادية أثمرت قفزات غير مسبوقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، كلمة عبر مجلة "درع الوطن" بمناسبة اليوم الوطني الثاني والأربعين، أكد فيها أن التجربة الاتحادية فتحت الباب واسعاً لقفزات غير مسبوقة، في جميع المجالات في الدولة.

مداد من نور

وفيما يلي نص كلمة سموه: "في الثاني من ديسمبر عام 1971 سطر التاريخ بمداد من نور ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن حول حكام الإمارات حلم الأجيال إلى حقيقة، ليرتفع علم الإمارات عالياً خفاقاً بين الأمم.

ويسعدني في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وإلى أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخواني سمو أولياء العهود، وإلى شعب الإمارات الكريم.

تجديد العهد

إن الذكرى الثانية والأربعين لليوم الوطني لدولتنا هي مناسبة لتجديد العهد على مواصلة المسيرة الخالدة، التي بدأها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي مناسبة أيضاً أن نقف إجلالاً وإكباراً لجيل كامل من الآباء، قدم الكثير وبذل الجهد سخياً في درب الاتحاد الطويل الوعر، لم تهزه الخطوب، ولم تهزمه عظم الابتلاءات، حمل أمانة، تنوء عن حملها الجبال.

إن ما تحقق في سنوات قليلة في ظل الاتحاد أدهش الجميع ولفت الأنظار بقوة إلى دولة، تنهض من قلب الصحراء وتتكامل أطرافها مع قلبها في جسد واحد، يعيش في تناغم وتجانس وانسجام، فكان التكاتف والتناصر والتعاضد والتوادد والتحابب، من أجل دولتنا واتحادنا.

وإن أردنا الحديث عن مكاسب وفوائد التجربة الاتحادية فلا نستطيع أن نحصيها، ولكن فقط نشير إلى أن هذه التجربة قد فتحت الباب واسعاً لقفزات غير مسبوقة، في جميع المجالات، خاصة إذا أخذنا عنصر الزمن في الاعتبار، فقد تحولت الإمارات خلال أربعة عقود من قيامها إلى دولة عصرية مزدهرة، ينعم مواطنوها بالرخاء والأمن، وانتقلت الدولة بكاملها إلى نمط الحياة المدنية والمؤسسات الحديثة، فنعم المواطن في كل إمارات الدولة بتنمية متوازنة، وبمستوى رفيع من الخدمات في كافة المجالات، وصلت إلى كل مواطن حتى في المناطق النائية.

اليوم يحق لنا أن نفخر بما تحقق للمواطن من توفير للمدارس والمعاهد والمؤسسات الثقافية والمهنية، ومؤسسات التعليم العالي، ومؤسسات بناء الإنسان، وبناء وتطوير المرافق العامة والترفيهية، لتوفير كل الظروف الملائمة، التي تمكن ابن الإمارات من الإسهام في تحمل مسؤوليته الوطنية تجاه الوطن.

خدمة المواطن

وقد سخرت الدولة كل مصادرها المالية لخدمة المواطن، وبذلت كل طاقتها لتسليح الجيل الجديد بالعلم والمعرفة، وحثه على التمسك بالقيم والأخلاق، التي حض عليها الدين الحنيف وعدم انقطاعه عن أصوله الحضارية، التي شكلت شخصيتنا العربية.

ومن هذا الفهم المتقدم فتحت الدولة كل أبواب التعليم لكل أبناء الوطن، وبعثت بالكثيرين للخارج للمزيد من التأهيل، فعاد ذلك الجهد خيراً على الدولة، حيث تولى المواطن الآن تسيير دولاب العمل في مرافق القطاع العام والخاص.

وأمّنت الدولة السكن المناسب لكل مواطن، وقدمت المعونات الاجتماعية لكل من يستحقها، ويسرت الزواج لشباب المواطنين، عبر صندوق الزواج.

وفي كنف الاتحاد شيدت البنى التحتية، باعتبارها أساسا لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز مستوى الرفاهية للمجتمع، حرصاً على توفير الحياة الكريمة للمواطن، وشهد مجال الطرق إنشاء العديد من الطرق الحديثة، التي امتدت إلى كل إمارات الدولة، وبأحدث المواصفات العالمية، وترافق ذلك مع تشييد أحدث الموانئ والمطارات، وتميزت دولتنا ببنية تحتية قوية في مجال الإلكترونيات، وشبكات اتصالات عالمية.

زيادة الإيرادات

وعملت الدولة على زيادة إيراداتها العامة عن طريق تنويع مصادر الدخل، وتشجيع القطاع الخاص، واعتماد إجراءات إدارية مرنة، وخلق مناخ مناسب للاستثمار، رغم تقلبات الأوضاع الاقتصادية والمالية العالمية، فحققت الدولة طفرات اقتصادية لم يسبق لها مثيل، أعطت الاتحاد بعده ومغزاه الحقيقي في نفوس كل أبناء الوطن، ما جعل الإمارات نموذجاً متفرداً للدولة العصرية ذات الاقتصاد المتطور.

ونالت المرافق الصحية نصيبها الكامل من العناية التي لا تنفصل عن العناية بصحة الإنسان، من أجل مواطن معافى في بدنه، قادر على العمل والإنتاج، وانتشرت المستشفيات والمراكز الصحية في كل إمارات الدولة لتصبح الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في تقديم الرعاية الصحية.

واهتمت الدولة الاتحادية بإصدار التشريعات واللوائح المنظمة للقطاع الزراعي والحيواني والسمكي لحماية المزارعين والعناية بصحة الإنسان والمحافظة على البيئة، حيث شهدت البلاد خلال سنوات الاتحاد نهضة زراعية متفردة، تحولت فيها الصحاري والرمال إلى مناطق زراعية، وإلى حقول غنية بالخضر والفاكهة وغيرها من خيرات ما تجود به الأرض.

وسارت الإمارات على نهج الشورى منذ تأسيسها، فقد اعتمدت دولتنا سياسة الأبواب المفتوحة بين الحاكم والرعية، وإتاحة الفرصة الواسعة أمام المواطنين للمشاركة في مسؤوليات العمل الوطني، في كافة المستويات كالمجلس الوطني والمجالس الاستشارية والمجالس التنفيذية ومجالس الإدارات والجمعيات والأندية..الخ.

إهتمام بالتراث

ولم يغب عن دولة الاتحاد الاهتمام بالتراث لربط الأبناء بقيم وتقاليد وموروثات الآباء والأجداد، فجاء الاهتمام بمختلف الرياضات البحرية، التي تمثل مرحلة زاهية في تاريخنا، فكان تنظيم البطولات البحرية على مدار العام، وعبر المناسبات المختلفة، وكذلك الاهتمام بسباقات الهجن والخيول، وتزامن مع ذلك الاهتمام الكبير بالمتاحف، التي تعكس بصدق صورة حقيقية عن واقع كان مشهوداً، يجب أن يشهده جيل اليوم، وانفتحت الدولة على كافة حقول الآداب والفنون ومجالات الثقافة المختلفة.

إننا كشباب ندرك حجم التضحيات التي تحملها جيل الآباء، ونعلم حجم المسؤوليات الملقاة على عواتقنا، فواجبنا نحن الشباب المحافظة على ما تحقق لاستمرار المسيرة،وفي ذات الوقت مواكبة مستجدات الحياة بروح العصر، الذي يفرض علينا الكثير من التحديات، فيجب أن نتسلح بالوعي اللازم، تجاه تلك القضايا، التي تحتاج إلى شباب مؤهل، يعرف أسرار التنافس والانفتاح.

مناسبات تاريخية

إن المناسبات التاريخية في حياة الأمم والشعوب هي فرصة لمراجعة الحاضر، استشرافاً للغد الواعد، وفي هذه المناسبة العزيزة نعيد القول ونجدد دعوتنا ونذكر بالمسؤولية الملقاة على عاتق الشباب، فقد كانوا دائماً على قدر العزم، فلم يخيبوا ظن القيادة ولا آمال الوطن فقدموا الصورة المشرفة، وقاموا بدور متعاظم في كل الساحات، فكانوا الحصن الواقي والسد المنيع أمام كل التحديات، وسوف تستمر هذه المسيرة نحو الغد الأكثر إشراقاً، تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ذي الفكر المستنير والسياسة الحكيمة، والعزيمة التي لا تلن، والعطاء الذي لا يتوقف في بناء الدولة والإنسان.

نبارك لقيادتنا وشعبنا هذا اليوم السعيد، وكل عام والإمارات بخير".

Email