بوصلة الاستثمار العقاري تتجه صوب موقع إكسبو

قال مديرو شركات عاملة في السوق العقاري بدبي إن المناطق المحيطة بموقع إكسبو 2020 الواقع على مقربة من أضخم مشروعات الإمارة »دبي ورلد سنترال« تشهد نشاطاً عمرانياً يتوقع له أن يتزايد بكثافة خلال الأعوام الأربعة المقبلة. وتبرز شركات دبي القابضة ومراس القابضة وإعمار ونخيل ودبي للإستثمار كأبرز المطورين في المناطق المحيطة بموقع الحدث.

وأضافوا إن الجهات العليا تعمل وتجتهد بقوة لضمان جعل البنية التحتية التي تخدم نجاح الاستضافة غير مسبوقة فيما تعمل شركات عريقة في القطاع العقاري على تشييد مشاريع تلبي متطلبات الاستضافة التي يتوقع لها أن تكون فريدة وتاريخية.

وبينما اعتبر بعضهم أن زيادة أسعار العقارات لاسيما الأراضي المحيطة بموقع اكسبو أمر طبيعي، دعا البعض الآخر إلى ضرورة تحلي المطورين العقاريين بالهامش الربحي الجيد وعدم الذهاب بالأسعار إلى مستويات لا تتناسب مع الملاءة المالية للراغبين بالانتقال إلى تلك المناطق في المستقبل القريب.

انعكاس

قال الدكتور أحمد سيف بالحصا رئيس مجموعة بالحصا، رئيس مجلس إدارة جمعية المقاولين بالدولة إن استضافة إكسبو 2020 دفع بالعديد من الشركات إلى الاستفادة من الفرص النوعية التي يوفرها قيامهم بتطوير مشروعات قريبة من الموقع ما سينعكس إيجاباً على قطاع البناء والتشييد فضلاً عن باقي القطاعات الاقتصادية.

لافتاً إلى تزايد الطلب على خدمات وأعمال المقاولات في الدولة عموماً وتحسن أداء سوق الإنشاءات منذ بداية العام الجاري لاسيما مع إطلاق مشاريع جديدة إضافة إلى استكمال المشاريع التي تم الإعلان عنها في وقت سابق. وشدد بالحصا على مقدرة شركات المقاولات الوطنية في تنفيذ المشروعات العمرانية النوعية مدعومة بخبرات وكفاءات تتميز بالثراء.

وأوضح بالحصا أن نمو قطاع الإنشاءت في الدولة ككل وفي دبي زاد خلال 2013 و2014 بنسبة تصل إلى 30% وترى جمعية المقاولين أن المزيد من النمو سيتحقق خلال الأعوام القليلة المقبلة بسبب مواصلة الإنفاق الحكومي على المشاريع في البنية التحتية ومشاريع الإسكان الحكومية وتزايد أعداد المشاريع التطويرية في المناطق المحاذية لموقع تنظيم أكسبو 2020.

وقال لقد باشرت العديد من شركات المقاولات إما بتوسيع طواقمها الفنية والبشرية أو بتأسيس شركات شقيقة متخصصة بأنشطة مقاولات فرعية تتكامل مع نشاط الشركة الأم.

ثلاثية

من جهته قال رئيس مجلس ادارة نخيل العقارية علي راشد لوتاه إن الشركة عززت محفظتها العقارية الضخمة بمجموعة جديدة من المشاريع في القطاعات السكنية والترفيهية والتجزئة بدبي، تأهباً واستعداداً لاستضافة إكسبو 2020 من جهة، واستجابة لمتطلبات النمو الاقتصادي على المدى البعيد. ويتوقع أن تصل القيمة الإجمالية لتلك المشاريع الجديدة والتكميلية نحو 20 مليار درهم.

وأكد لوتاه على أن المشاريع الجديدة التي باركها الشهر الجاري صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ستضيف لدبي مجموعة من المرافق ذات مستوى عالمي ومرموق للتسوق والعيش والأعمال والسياحة، وذلك تماشياً مع رؤية الحكومة 2021.

وجهة البوصلة

قال أحمد المطروشي رئيس جمعية دبي العقارية إن بوصلة الاستثمار العقاري تتجه بقوة إلى المناطق المحيطة والقريبة من موقع إكسبو 2020 نظراً للفرص الواعدة التي تنتظر المطورين العقاريين وحتى المشترين في تلك المشروعات.

ورأى المطروشي أن نمو أسعار العقارات في المشاريع الجديدة أمر طبيعي مالم تبالغ الشركات في رفع الأسعار وهو ما لم يحدث ونعتقد أنه لن يحدث لأن شركات التطوير العقاري لن تدخل في متاهات تضخم أسعار العقارات هذا غير أنها لم تعد تعتمد على الدفعات الأولية لصفقات البيع التي كان المضارب يقف وراء أغلبها في الأعوام الماضية لتحقيق أرباح سريعة.

دورة جديدة

من جهته قال خالد بن كلبان، العضو المنتدب وكبير المسؤولين التنفيذيين لشركة دبي للاستثمار لقد بدأت دورة النمو في السوق العقاري في دبي هذا العام. وتستمر دورة النمو الخاصة بالعقارات بشكل عام لمدة خمس سنوات، ونحن لانزال في بداية السنة الأولى. لذلك لايزال أمامنا أربع سنوات من النمو. وتظهر جميع المؤشرات أن هذا النمو سيكون مستداماً.

وأضاف بن كلبان أن مجمع دبي للاستثمار يستفيد من موقعه على مقربة من الموقع الرئيسي لمعرض إكسبو 2020. ونتوقع تزايد عدد المشروعات المحيطة في المنطقة ..

وهو ما ينعكس على أنشطة البناء المتعلقة بمعرض إكسبو.وبطبيعة الحال، سوف يوفر لنا هذا فرصة كبيرة. كما أن دبي للاستثمار تمتلك ما يزيد على 18 شركة تصنيع تركز بشكل رئيسي على إنتاج مواد البناء والمنتجات ذات الصلة، وهي جميعها على استعداد وجاهزية كاملة لمواكبة هذا الطلب الكبير.

مكاسب

قال ألان روبرتسون، المدير التنفيذي الإقليمي، في شركة «جي أل أل» للخدمات العقارية والمالية ، إنّ إكسبو 2020 يحقّق لاقتصاد السوق مكاسب طويلة الأمد، مؤكداً تحسّن مشاعر المستثمرين والمستهلكين، لكنه دعا المطورين إلى ضبط الأسعار وعدم تركها لترتفع بعيداً عن متناول الراغبين بالانتقال إلى المناطق الجديدة التي بدأت بالظهور مستفيدة من قربها من موقع استضافة الحدث.

وأشار إلى أن الحفاظ على طلب مستدام يحمي من ارتفاع أسعار الأراضي والفلل والشّقق في المشاريع العقارية القريبة من موقع المعرض، »والمؤكد حصول ارتفاع في أسعار منطقة جبل علي، وتوافر إمدادات جديدة ملحوظة ستخفّف من حدّة هذا الارتفاع، ويمكن أن تؤدّي إلى اتّساع الفجوة بين الأسعار المطلوبة وأسعار السوق.

نمو

قال الرئيس التنفيذي لشركة كولدويل بانكر الإمارات هشام الفار، إن دور التطوير العقارات في الاقتصاد تغير إيجابياً في غضون عامين عندما بدأ الطلب والعرض بالتعادل، وبات يخدم مختلف الأنشطة التجارية فضلاً عن دعمه سوق العمل التي تقود حتما إلى استيعاب المعروض من الوحدات الموجودة في السوق أو الوحدات التي ستدخل مجدداً مع ولادة العديد من المشروعات الضخمة على مقربة من موقع إكسبو 2020.

الطيران والسياحة رهان دبي على نجاح الاستضافة

لعبت السياحة والطيران على مدار العقود الماضية دوراً محورياً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدبي، وكان القطاعان هما الأداة الناجعة في الترويج للإمارة ومقوماتها في استضافة كبرى الفاعليات العالمية، ومنها إكسبو 2020، الذي بات حقيقة واقعة يعكس رؤية قادتها في استشراف آفاق المستقبل.

ولم تكتف دبي بتحويل هذين القطاعين إلى أدوات فاعلة في رؤيتها المستقبلية، بل جعلت منهما جسوراً عالمية لتقريب المسافات بين الدول، والاستفادة من العولمة الإيجابية، التي عززت مفهوم الشعار الذي اختارته، وهو تواصل العقول وصنع المستقبل..

حيث يلعب الطيران والسياحة أدواراً محورية في تحقيق هذا الشعار من خلال تناغم فريد ارتكز على تطوير البنية التحتية من مطارات عملاقة وفنادق عالمية فاخرة مدعومة بأعلى معايير الخدمة والتميز، التي جعلت من دبي عنواناً للرقي والخدمات التي لا تضاهى.

جهود استثنائية

ومن أجل الارتقاء بالقطاعين الحيويين عملت الإمارة وعبر جهود استثنائية من قياداتها المتعاقبة على توفير البيئة الملائمة الحاضنة للنجاح المستدام فكان لا بد من تأسيس شركة طيران عالمية لخدمة المطار الذي بدأ ينمو متسارعاً.

وبفضل موقع الإمارة الاستراتيجي كونه مركز ربط بين الشرق والغرب حلقت طيران الإمارات ومطار دبي عالياً في سماء النجاح وباتا هما الأكبر ليس فقط في المنطقة، بل في العالم وعلى مختلف الصعد، حيث بات مطار دبي أكبر مطار في العالم من حيث إعداد المسافرين الدوليين في حين تتبوأ طيران الإمارات وعامة الناقلات، من حيث المسافات والرحلات الطويلة، التي تخدم اليوم أكثر من 147 وجهة في أكثر من 80 دولة حول العالم.

وقال جمال الحاي نائب رئيس الشؤون الاستراتيجية في مؤسسة مطارات دبي إن الطيران كان دوماً ضمن أبرز الأولويات في فكر قيادات دبي، الذين أدركوا بحكمتهم أهمية الطيران والدور الذي يلعبه في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك انطلقت دبي في خططها هذه من خلال مشاريع عملاقة انعكست إيجاباً في الماضي على مختلف الأنشطة الاقتصادية، ويتوقع أن تزداد أهميتها مستقبلاً مع استضافة إكسبو 2020.

محصلة طبيعية

ويقول محمد أهلي مدير عام هيئة الطيران المدني بدبي إن اختيار دبي لمعرض عالمي مثل إكسبو 2020 هو محصلة طبيعية للفكر والتخطيط، الذي امتازت به دوماً هذه المدينة واستشرافها لفرص المستقبل.

 نمو إيجارات العقارات القريبة من الحدث

 بينما بدأت للتو عمليات البناء في المشروعات الجديدة لإكسبو، راحت أسعار الإيجارات لتزداد في المناطق القريبة من تلك المشاريع، طبقاً لبيانات »بروبرتي فايندر« المتخصصة في استشارات الوساطة العقارية حول أداء السوق في الربع الأول من العام الجاري، في إطار رصد آخر الاتجاهات في سوق العقارات السكنية والمكتبية.

وحدد الاتجاهات على أساس مراقبة 300 ألف وحدة معروضة للبيع أو الإيجار، وقال التقرير إن دبي مارينا، وجميرا ليك تاورز، وتلال الإمارات، لاتزال تشهد نمواً في الطلب، متصدرة مناطق دبي على صعيدين، الأول ارتفاع الإيجارات، والثاني الأسعار العقارية، بينما احتلت داون تاون دبي المركز الثاني، وجاءت نخلة جميرا في المركز الثالث.

 افتتاح الغابة الاستوائية قبل 2020

 قال العضو المنتدب والمدير التنفيذي لشركة داماك العقارية زياد الشعار إن الانتهاء من مشروع غابة دبي الاستوائية سيكون قبيل إقامة معرض إكسبو 2020 في الإمارة، ومع اكتمال المشروع سيصبح نقطة جذب رئيسة ضمن الخطط السياحية المتكاملة في دبي. إذ ستنضم إلى المعالم السياحية الرئيسة في دبي على غرار الحدائق المتنوعة، إضافة إلى أشهر نافورة في العالم، نخلة جميرا، عين دبي، ودبي أكواريوم، وذلك في إطار خطة لاستقبال 20 مليون سائح سنوياً بحلول 2020.