تقارير التنافسية تمنح الدولة الصدارة العالمية في جودة الطرق

البنية التحتية عامل قوي يرجح كفة الإمـارات لاستضافة المعارض العالمية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتمتع دبي بواحدة من أفضل البنى التحتية في العالم، وهو ما يُخوّل لها لعب دور محوري في جذب الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً وأن هذه البنية مربوطة بشبكة مواصلاتٍ هائلة، وخطوط لوجستية من مطارات وموانئ. كل هذه العوامل تُعد الأساس الذي تبنى عليه التنمية، وكلما تطورت البنية التحتية ازدادت قدرة الإمارة والدولة بشكل عام على احتضان أنشطة اقتصادية أكثر عدداً وأكبر حجماً..

بل وأكثر تنوعاً، وكلما اتسع الانتشار الجغرافي لهذه البنية وازدادت عدالة توزيعها كان ذلك مُعيناً للمستثمرين على اكتشاف الفرص الاستثمارية على مستوى الرقعة الجغرافية للدولة ككل، ومحفزاً لهم على التوسع في أعمالهم ونقل أنشطتهم إلى مناطق جديدة، فيما يصب في نهاية المطاف في مصلحة العملية التنموية في الدولة بوجه عام.

اهتمت الدولة منذ تأسيسها بمشاريع البنية التحتية وإدخال خدمات جديدة عليها وخاصة مع التوسع العمراني للدولة، حيث تنفذ سلسلة من مشاريع البنى التحتية من طرق وجسور، في الوقت الذي تُعد الدولة فيه لمشاريع كبيرة في البنية التحتية كسكك الحديد والقطارات ومحطة نووية لتوليد الكهرباء وشبكة نقل بحري لخدمة المنطقة، ما سيدعم النمو الاقتصادي للدولة ليبلغ نحو 4% خلال العام الحالي، بحسب مصرف الإمارات المركزي..

الذي أشار إلى أن هذه المشاريع ستساعد على توسيع القطاعات الاقتصادية، ما يؤدي إلى تنويع إضافي في موارد الاقتصاد الوطني. واعتمد التصنيف المتقدم على معدل استخدام خطوط الهاتف الثابت لكل 100 نسمة، وعدد مقاعد الرحلات الجوية المتاحة أسبوعياً لكل مليون نسمة.

الأولى عالمياً

حققت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في جودة الطرق وجودة البنية التحتية وفق تقرير التنافسية العالمي 2013-2014 الذي أوضح أن الدولة تمتلك بنية تحتية متطورة جداً تشمل المنشآت العامة والطرق والسكك الحديدية والموانئ والنقل الجوي، إضافة إلى الكهرباء، حيث تفوقت على دول مثل النمسا وألمانيا وهولندا وكندا واليابان وبلجيكا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة، وطبعاً على كل منافسيها في السباق نحو استضافة إكسبو2020.

وأشار التقرير إلى أن حكومة دولة الإمارات تسعى بشكل مستمر لتوفير بنية تحتية متطورة تضمن تعزيز البيئة الاقتصادية في الدولة وتنقلاً سهلاً وآمناً للمواطنين والمقيمين على أرض الوطن، وانعكس ذلك بشكل واضح في وثيقة «رؤية الإمارات 2021»، حيث تضمنت ضرورة بناء اقتصاد معرفي عالي الإنتاجية، تسهم فيه البنية التحتية المتطورة للمعلومات والاتصالات بربط الشركات ببعضها وإعطائها ميزة تنافسية في التعامل والتفاعل مع العالم.

صدارة دبي

ومن جهة أخرى، احتلت دبي المركز الأول على صعيد المنطقة للمرة الثانية على التوالي حسب دراسة لشركة ميرسر الاستشارية عن البنى التحتية للمدن والتي ضمت 221 مدينة عالمية، وفازت دبي بالمركز 34 عالمياً في بنية المدن التحتية، الأمر الذي وضع الإمارة في مقدمة الكثير من كبريات المدن في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وحتى في العالم ككل، لما توفره من أحدث البنى التحتية كوسائل الاتصالات والطرق ووسائل النقل ومجموعة متنوعة من الخدمات والمرافق التي تدعم نمط الحياة السريع الذي تتميز به الإمارة.

تفوق

وبالإضافة إلى تفوقها على نظيراتها العربية من حيث توفر ونمو البنية التحتية، فقد تفوقت بنية دبي التحتية أيضاً على مدن عالمية كبرى ذات سمعة جيدة في هذا المجال متقدمة بمركز واحد عن آخر تصنيف لها..

وذلك بالعام 2009، ومن بين المدن التي تجاوزتها دبي تأتي جنيف السويسرية وبروكسل البلجيكية وميامي ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو الأميركية، وبرشلونة ومدريد الإسبانيتان، وروما وميلان من إيطاليا، وليون الفرنسية وكوالالمبور الماليزية وشنغهاي وبيكين الصينيتان، حيث اعتمدت الشركة في إعدادها للقائمة على 7 أسس رئيسية هي على التوالي شبكة الكهرباء، شبكة المياه، الاتصالات، خدمات البريد، شبكة المواصلات العامة، جودة الشوارع، شبكة الطيران والمطارات. كل من هذه الأسس تحصل المدينة على نقاط من 0 إلى 10 بناء على جودة الأسس وملاءمتها للمعايير العالمية.

ووصفت الشركة تقدم دبي قائلة: "وتيرة التقدم والتطور الثابتة السائدة في دبي هي بدون شك عامل رئيسي ساهم في وصولها إلى مصاف كبريات المدن في المنطقة. الترتيب الذي حققته دبي استثنائي للغاية، لكونها أصبحت تُعتبر في مصاف كبريات العواصم الدولية، مما يثبت أن العمل الدؤوب يؤتي ثماره".

المواصلات العامة

وبينت الشركة أن دبي حصلت في كل هذه الأسس على درجات عالية مقارنة بنظيراتها بالمنطقة، ما خولها احتلال الصدارة بجدارة واستحقاق، خصوصاً في ما يخص شبكة المواصلات العامة، التي انتقلت تنافسيتها إلى المستوى العالمي، مشيرةً إلى أن شبكة مترو دبي شكّلت نقلة نوعية في مواصلات دبي وسهلت على المقيمين والسياح اكتشاف معالم الإمارة السياحية.

وأضافت بأن المدينة تكبر بشكل هائل في مدة وجيزة، خلافاً لمدن عالمية أخرى تحتاج إلى سنوات لتحسين بنيتها التحتية، والتي تلعب دوراً مهماً في جعل إمارة دبي تحظى بمكانة مرموقة بين دول العالم، سواءً على المستوى الاقتصادي أو السياحي، كما ساهمت في استضافة الإمارة لأهم وأضخم الفعاليات والمؤتمرات الإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى مقرات ومكاتب إقليمية لكبريات الشركات العالمية.

مترو دبي

يُعتبر مترو دبي أحد أهم مشروعات المواصلات تميزاً على مستوى العالم أجمع، خصوصاً وأنه قد حصل على لقب أطول مشروع قطار من دون سائق في العالم، كما أنه صديق للبيئة؛ لأنه يعمل بالطاقة الكهربائية التي تتصف بكونها طاقة نظيفة. و"يتألف مترو دبي من خطين رئيسي، أولهما الخط الأحمر الذي تم تدشينه في يوم 9/9/2009..

وفي تمام الساعة 9 و9 دقائق و 9 ثواني حيث كانت انطلاقته بمثابة انطلاقة جديدة نحو مستقبل دبي المزدهر، ويضم هذا الخط 27 محطة، وينطلق من الراشدية وصولًا إلى جبل علي. أما الخط الثاني فيسمى الخط الأخضر، حيث فقد تم تشغيله بالكامل خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي..

حيث يتضمن ثماني محطات تحت الأرض، و12 محطة علوية. أيضاً تقوم دبي حالياً، بإتمام مشروع ترام منطقة الصفوح الذي يتوقع تشغيله في عام 2014 ويمتد لمسافة 14 كيلومتراً على طول شارع الصفوح، سيتم في المرحلة الأولى تنفيذ 9.5 كيلومترات، تبدأ من منطقة المرسى وصولًا إلى محطة مول الإمارات، وتضم شبكة الترام 19 محطة للركاب، سينفذ 13 محطة منها ضمن المرحلة الأولى، ويبلغ طول القطار الواحد للترام 44 متراً، ويستوعب الترام الواحد نحو 300 راكب، ويتألف أسطول قطارات الترام من ثمانية قطارات في المرحلة الأولى، يضاف إليها قرابة 17 قطاراً في المرحلة الثانية؛ ليصبح المجموع 25 قطاراً.

مرافق مستدامة عالمية وطاقة سكان استيعابية استراتيجية

لا تعتبر البنية التحتية بإمارة دبي فقط الأفضل في المنطقة، بل بين الأكثر تطوراً في العالم ككل، حيث إنها تتمتع بعاملين رئيسين: أولهما القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من السكان، والثاني البعد الاستراتيجي المتمثل في ديمومة شبكات البنية التحتية بدبي، حيث يصل عمر هذه الشبكات بكل مرافقها إلى ما لا يقل عن 50 عاماً كمعدل.

ومن ناحية أخرى فقد قامت الإمارة بعمل مبهر في ما يخص إعداد تصاميم شبكات الصرف الصحي، والتي راعوا في تصميمها المواصفات العالمية للبيئة، وهو الأمر الذي يساهم في إعادة استخدام المياه العادمة في الزراعة والمسطحات الخضراء.

مشاريع

وقد أظهرت تقديرات حديثة أن الإمارات لديها مشاريع بنية تحتية بقيمة 41.1 مليار دولار سواء قيد التنفيذ أو التخطيط، منها مشاريع خطط السكك الحديدية والمطارات والموانئ البحرية. ومن شأن هذا النمو أن يعزز معدلات الطلب المتنامية على تسهيلات مناولة المواد والنقل ومناولة الشحن. هذا إن دل على شيء فإنما يدل على المدى البعيد الذي تتمتع به رؤية الدولة بشكل عام في ما يخص الاستثمار في المستقبل.

مطار دبي

يعتبر مطار دبي واحداً من أكبر وأنشط المطارات عالمياً، بالإضافة إلى طيران الإمارات الذي أصبح لاعباً مهماً في قطاع الطيران على المستوى الدولي بإطلاقه رحلات إلى جميع مدن العالم تقريباً، وهما من العلامات البارزة لشبكات البنية التحتية داخل الإمارة، قد حصل المطار على لقب المطار الأسرع نمواً في العالم في استيعاب المسافرين الدوليين في العام 2009 ولا يزال يعتبر واحداً من المطارات الأكثر ازدحاماً في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين وحركة الشحن.

ويتصل «دبي الدولي» بأكثر من 220 وجهة تتوزع على ست قارات وعبر 130 شركة طيران بمواعيد محددة. كما يشتمل المطار على 3 مبانٍ بما فيها البمنى رقم 3 الخاص بطيران الإمارات والذي حاز على جوائز بعد افتتاحه في أكتوبر 2008.

وقد اشتهر بشكل كبير لكونه المبنى الأنجح والأضخم من حيث الحجم. وقد عزّز المبنى رقم 3 إمكانية دبي الدولي التشغيلية ليتّسع إلى 60 مليون مسافر في السنة الواحدة، وهذا رقم سيرتفع إلى 75 مليوناً بعد اكتمال بناء منشآت المهبط الجوي الأولى عالمياً والمخصّصة لطائرات A083 العملاقة. كما تعمل الإمارة حالياً على بناء أكبر مطار في العالم وهو مطار آل مكتوم الدولي، والذي سيستقبل عند الانتهاء منه أكثر من 160 مليون مسافر سنوياً، ومن المتوقع أيضاً أن يشهد المشروع عملية تسريع جذرية في بنائه في حال فوز دبي بعرض استضافة معرض إكسبو 2020.

ميناء جبل علي

يعتبر ميناء جبل علي أحد أكبر الموانئ من صنع الإنسان في العالم، وأكبر ميناء للحاويات في كامل المنطقة الواقعة ما بين آسيا وأوروبا. يقع الميناء على بعد 35 كيلومتراً جنوب غرب دبي على ساحل الخليج العربي، حيث ساهم الموقع الجغرافي الاستراتيجي للميناء القريب من طرق التجارة في جعله صلة وصل بحرية ما بين الشرق الأقصى والنصف الغربي من العالم، وهو بوابة النفاذ الرئيسية إلى أسواق أكثر من ملياري نسمة.

ويتمتع الميناء بكامل التجهيزات التي تتيح له تلبية احتياجات سلسلة التوريد المحلية والعالمية، وهو مكون من مرافق ذات مستوى عالمي مجهزة بأحدث التقنيات المتقدمة والمعدات الحديثة والرافعات العملاقة القادرة على رفع 4 حاويات نمطية قياس 20 قدماً أو حاويتين قياس 40 قدماً في نفس الوقت، حيث تبلغ طاقتها الإجمالية نحو 80 طناً، أي ضعف طاقة الرافعات التقليدية.

لقد ساهمت هذه التحسينات في تمكين الميناء من تلبية احتياجات الجيل الجديد من السفن العملاقة القادرة على حمل أكثر من 15,000 حاوية نمطية. يقع الميناء الرائد في المنطقة الحرة لجبل علي التي تضم أكثر من 6400 شركة تعمل في مجالات الصناعة والتجارة والخدمات اللوجيستية ومجموعة من الشركات العاملة في قطاعات الصناعة والخدمات الموجهة، وتتمتع الشركات العاملة في المنطقة الحرة بإمكانية الاستفادة من مرافق الدرجة الأولى في ميناء جبل علي إلى جانب المزايا الكثيرة والمتعددة التي تقدمها المنطقة الحرة كذلك.

Email