وتبقى أخبار دبي مالئة الدنيا وشاغلة الناس

الحواس الخمس تتنافس على عرش مهرجان التسوق

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرك المرء العالم بحواسه، فتتخاطف الأضواء والأصوات خلجات نفسه، وتطغى الروائح على التذوق حيناً، وتخسر المواجهة حيناً، وفي طريق الحياة نتلمس ما حولنا لنشعر به، كذا مهرجان دبي للتسوق الذي تتنازعه أحاسيس مختلفة، تجعل المرء في لهفة إلى التجربة، بهارات طعمها حاد ورائحتها لاذعة، تختلط بأصوات غنائية من بلاد باردة.


وفي السماء تلمع ألعاب نارية يسبق لونها هدير صوتها، والأصابع تمر عجلى على بضائع لتتحسس ملمسها، فيما يحتار العقل أي قرار يأخذ في غمرة الأحاسيس وفيضها، وكما يكثف العطر، تكثف اللحظات في شهر هو مدة مهرجان دبي للتسوق، إذ تتسابق اللحظات للفوز بقلب طفل يندهش من كل جديد، وجده ممسك بيده، وقد ظن أنه لم يعد من جديد ليختبره فاكتفى بسعادة حفيده، لكنه خبر هنا في دبي ما لم يختبره في حياته، فأيقن أن ابنه كان محقاً في إصراره على استضافته في دبي، ليس لأن الأولاد اشتاقوا إلى جدهم فقط، ولكن لأن كرنفال الحواس يريد أن يشرك الكبار في تحدًّ أخذه على نفسه، وآلى إلا أن يفوز به، وهو إبهار الكبير قبل الصغير.

متعة التجربة
التسوق في جميع أرجاء العالم شيء مألوف وعادي، أما في مهرجان دبي للتسوق، فهو شيء مختلف تماماً وغير عادي، فالزائر هنا لا يبالي ولا يحسب ولا يأبه للأرقام والحسابات، لأنه يتمتع بالتسوق في كل لحظة وفي كل بقعة مع أشهر الماركات العالمية والعلامات التجارية الفاخرة بأقل الأسعار.


ولطالما اشتهرت دبي دانة الدانيا بأنها مدينة لا تعرف النوم ولا الهدوء أثناء فترة المهرجان، ففيها العديد من أفخر وأكبر مراكز التسوق التي تستقبل الزوار من الصباح حتى ساعات متأخرة بعد منتصف الليل، تصل إلى الساعة الثانية صباحاً، وجميع هذه المراكز تعج بالزوار، يتسابقون بالمشتريات مع عوائلهم، مصطحبين معهم أطفالهم يتنقلون من مكان إلى مكان، ومن متجر إلى متجر آخر، إذ يمر موكب من الفنانين الموسيقيين، يصنعون جواً من البهجة بنغمات حية على إيقاع الطبول ونغمات الآلات الموسيقية المتنوعة من مختلف البلاد والحضارات، يلونون بها وجوه المتسوقين وأطفالهم بأجمل الابتسامات والسعادة والمرح.

استراحة
وعندما تتعب الحواس بعد طول تجوال في الأسواق، يذهب الزوار لأخذ قسط من الراحة لتناول وجبة من أحد المطاعم، قد يسترجعون فيها نكهات من بلدهم، أو يستكشفون جديداً، ليرحب بهم أصحاب المطاعم ويتنافسون في جذب الزبائن بتقديم قطع صغيرة من الطعام مختلفة من حيث الطعم والنكهات يتذوقها العابرون ويتلذذون بها، وبعد عناء كبير للاختيار والخروج من ورطة الاحتيار.يأخذ المتسوق ما يعينه على إتمام رحلته، ليعود إلى التسوق، تجذبه رائحة العطور والبخور، وبعد بضع خطوات تهب رائحة العود وروائح زكية جديدة.

تفتح النفس على رغبة التسوق، فتغار الأصابع لتتلمس عارضين أخذوا شكل تماثيل ونافسوها في جمودها، لتعرف حقيقة ما أنكرته العين، وبعد اكتمال الدهشة تخرج الكاميرات من حقائبها لتلمع أضواء الفلاش، فتدق الساعة معلنة بصوتها قرب إطلاق الألعاب النارية، عين على الساعة وأخرى على السماء، لتتوقف الحركة مع انطلاق أول سهم نور إلى السماء، ولا يقطع صخب عرس الألوان إلا ضحكات أطفال يلمع في عيونهم بريق فرح يطغى على انعكاس تشكيلات الألعاب النارية في مآقيهم.


وتبقى دبي
تنام مدن وتغيب أخرى في زحمة الخرائط، وتبقى دبي عنواناً للإبهار، تتنافس فيها البضائع على الأرفف، وتتسابق الاحتفالات اليومية في شوارعها، فترتسم مشاعر الفرح والبهجة بجو من المرح العائلي في أرض واحدة، تجمع عالم الغرب والشرق في مدينة واحدة، مدينة الحب والعطاء، مدينة الأحلام والخيال مدينة دبي التي تشتاق الحواس إليها.


بعد طول انتظار
المواطنون والمقيمون والزوار انتظروا أحد عشر شهراً، وتسابق السياح على حجوزات الفنادق، ليشهدوا المهرجان من بدايته حتى نهايته، لأنهم يعرفون قيمة هذا الحدث الرائع الذي يشغل الحواس الخمس بكل مكان وزمان.

Email