إماراتية تنقل بوظة «الموتشي» اليابانية إلى القرية العالمية

الآيسكريم، من المثلجات التي يتجنبها البدناء، ويتوق إليها الأطفال. أما الأطباء فيجمعون على أن تناولها باستمرار يجلب الأمراض وأهمها السكري، الذي بات مرضاً مزمناً يقلق منه الكبير والصغير. ولكن فاطمة العبيدلي كسرت ذلك الخوف، وأدخلت "البوظة اليابانية"، إلى المجتمع، لأنها ذات سعرات حرارية أقل، لاسيما أنها تتكون من مواد طبيعية وتخلو من المواد الحافظة، وتحتوي على نسبة قليلة من السكر.

وعن اكتشافها تقول: بينما كانت صديقتي مسافرة إلى اليابان، لفت انتباهها شكل الآيس كريم الغريب، مما دعاها إلى استكشاف مذاقه والتعرف عليه عن كثب. وحاز استحسان مذاقها، ففكرت بتدشين مشروع مماثل في الإمارات، وطرحت عليّ الفكرة فرحبت بها فورا، وعلى إثر ذلك تمت مخاطبة الشركات المعنية بصناعة المنتج. ولضمان صحة وسلامة المنتج، تم إخضاع عينات من البوظة للتجربة بإشراف بلدية دبي، وتمت الموافقة عليه بعد أن جاءت النتائج مناسبة ومطابقة لكافة المقاييس التي حددتها البلدية. وفور التحقق من ذلك تم إبرام العقد مع وكيل المنتج، واستكملت بعدها الخطوات التي رسمتها لتنفيذ المشروع الذي يعتبر الأول والحصري في المنطقة، وأطلق على البوظة مسمى "موشيلاتو"، وهي البوظة المشهورة باسم "موتشي في اليابان.

 

كعكة قديمة

وتحدثت العبيدلي عن المنتج قائلة: موتشي هي عبارة عن كعكة الأرز اليابانية، كانت بداياتها الأولى في عام 1981، ومرت بمراحل متقدمة منذ ذلك الحين حتى تطورت من الأرز إلى العجينة. ويصنع الموتشي في اليابان من الأرز وهو أحد العناصر الأساسية في الثقافة اليابانية التقليدية، التي كثيراً ما ارتبطت باحتفالات رأس السنة. ويستخدم الموتشي لتقديم مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية اليابانية وبأشكال متنوعة منها الآيسكريم موتشي الذي أصبح الآن الغذاء المتعارف به دولياً، حيث ينتشر بكثرة في اليابان والصين وكوريا ودول جنوب شرق آسيا.

وتعمل العبيدلي في دائرة حكومية في إمارة الشارقة، وبعد انتهائها من العمل تتناول الغداء مع أسرتها، وتقضي ساعات الظهيرة مع العائلة، ثم تتوجه إلى القرية العالمية للإشراف بنفسها على عمليات البيع، ورصد آراء الجمهور عن المشروع، حيث قامت بعمل استبانة لقياس آراء الزبائن، توصلت من خلالها إلى حقيقة أن المنتج في غاية الروعة واللذة، مقترحين أن تكمل مسيرتها بافتتاح فرع أو أكثر عبر المراكز التجارية.

 

دعم وتحفيز

وكانت مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب هي المحطة التي نقلت منها فاطمة العبيدلي إلى التطبيق والواقع، حيث عرضت الفكرة على أصحاب القرار في المؤسسة، ونالت إعجابهم وأبدوا ترحيباً لتنفيذ المشروع، وكانت الانطلاقة الأولى من خلال تدشين "الكشك" الخاص بموشيلاتو في القرية العالمية في دبي لاند، حيث ساهمت مشاركتها في القرية بالترويج للمنتج، الذي رسم علامات الاستفهام على بعض زوار القرية والمهرجان في البداية، ولكن رضا الناس عنه، ولد فيها المثابرة والتفكير في استمرارية المشروع فور انتهاء فعاليات القرية العالمية، لاسيما أن بعض زوار المهرجان اقترحوا عليها التوسع، وافتتاح فروع في بعض دول الخليج. وكانت من جملة الاقتراحات التي قدمها الزوار أيضاً، توصيل الموشيلاتو إلى المنازل، وأبدت العبيدلي ترحيبها بالمقترحات واعتبرتها الحافز والدافع لمواصلة المشروع. كما قامت بتوفير صناديق خاصة بالطلبات الخارجية، لضمان احتفاظ البوظة بدرجة الحرارة المنخفضة جدا وحفظها من التلف لما يقارب العشرين ساعة.

وحول المواقف الطريفة التي واجهت العبيدلي في القرية، قالت: فضول المارة يتقافز فور مشاهدتهم المنتج للوهلة الأولى، وظن البعض أنه مادة مصنوعة من حليب الأبقار "اليقط"، إضافة إلى فتاة أدهشنا طلبها المباغت حينما قالت"أرجو منكم وضع العجينة بسرعة في الفرن"، فأجبناها بأن هذه القطع أو العجينة هي حلويات مثلجة أي.. آيسكريم.

وتابعت: مرت على "الكشك" إحدى العائلات الإماراتية، وقامت بشراء بعض القطع بنكهات مختلفة منها المانجو والفانيلا والشوكولاتة، وأشرنا على سيدة مسنة كانت ضمن أفراد العائلة أن تتناول منها، ورفضت الأمر ولكن مع تشجيعها رضخت لتتذوق لكنها طلبت المزيد وتناولت أكثر من قطعة، وثمة زبائن كثر قالوا إنهم أتوا لتناولها بعد أن شاهدوا المنتج في الرسوم المتحركة خلال مرحلة الطفولة.

الأكثر مشاركة