تعتذر الزوجة إن أخطأت أما الزوج فيمنعه كبرياؤه وهو لا يدرك أن الاعتذار يعتبر ثقافة زوجية

«آسف حبيبتي» هل تنتقص من الرجولة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمكن اعتبار (الجنس اللطيف) أكثر اهتماماً بالعواطف وبتعزيز الانسجام في علاقاتهن خاصةً مع الأزواج. لذا فإنهن لا يترددن بالاعتذار والمبادرة بالصلح حتى لا تتراكم المواقف والانفعالات السلبية مع الزوج، وتُشكل ضغوطاً نفسية عليهما بعد ذلك؛ أما الرجال (خاصةً الشرقيون) فإنهم يكابرون، بل يرون أن الاعتذار قد يقلل من رجولتهم! وفي هذا الإطار كشفت دراسة كندية أن النساء أكثر اعتذاراً من الرجال، كونهن يعتبرن أنفسهن يخطئن أكثر من الرجال. وذكر باحثون في جامعة (واترلو) في أونتاريو بكندا أن الرجال لا يعتذرون كثيراً ليس مقاومةً منهم للاعتراف بأخطائهم، بل لأن سقف الأمور التي يعتبرون أنها تستحق التصحيح أعلى منه عند النساء.

المرأة تحترم الرجل الذي يعتذر
حينما يُخطئ زوج مها عبد الله الساعد، موظفة، ويبادر بالاعتذار تفرح كثيراً لموقفه، بل ويزداد احترامها له، وتوضح: (المرأة تقدر وتحترم الرجل الذي يتواضع ويقدم لها الاعتذار، لكن يجب أن يكون تقديم الاعتذار لمرات قليلة طيلة حياتهما الزوجية، فكثرة الاعتذارات تعني كثرة الأخطاء التي يرتكبها بحقها، فليس من المعقول أن تقبل الزوجة جبلاً من الاعتذارات لتصفح بدورها عن جبال من الأفعال التي تجرحها في صميم مشاعرها).

أما أنور يوسف، موظف، فيوضح أن الرجولة مرادفة للشهامة والصدق، والرجل متى ما كان صادقاً فإنه سوف يكبر في عين زوجته، ويصبح جديراً بالحب والاحترام.

في حين ترى عائشة عبد الرحمن، ربة بيت، أن العلاقة بين الزوجين من أسمى وأقوى العلاقات البشرية، والمودة من أهم الأسس لذلك الرابط المقدس، فلا فارق بين من يبدأ بالاعتذار عند وقوع الخطأ، طالما أن هناك محبة ورغبة في استمرار حياتهما الزوجية.

الرجال يمنعهم كبرياؤهم
المرأة هي أكثر اعتذاراً من الرجل برأي سارة أحمد، موظفة، فالرجل يمنعه كبرياؤه إن أخطأ من الاعتذار لزوجته! وتتساءل: (لماذا لا يعترف الرجل بمبدأ الاعتذار عند الخطأ الذي يبدر منه وبالذات في حق المرأة؟).

يعترف إبراهيم الملا، أعمال حرة، بأن الرجال لا يعتذرون برغم اعترافهم الضمني بالخطأ، ويقول: (هناك بعض الرجال الذين لا يعتذرون مهما كان حجم الخطأ الذي ارتكبوه، على الرغم من اعترافهم في أنفسهم بأنهم مخطئون، ولكنهم قد يلجؤون لطرق غير مباشرة للاعتذار كمحادثة الزوجة بطريقة مهذبة، أو إحضار أي شيء تحبه. وهنا قد تتفهم الزوجة موقف الزوج ونفسيته، وتحاول أن تتأقلم مع طبيعته وتُقدر له اعتذاره ولو بطريقته غير المباشرة، لتستمر الحياة بينهما ولكن برتابة وملل).

ثقافة الاعتذار:
الاستشارية الأسرية مريم الشحي، توضح أن الرجال لا يقاومون الاعتذار لأنهم يظنون أن ذلك سيجعلهم يبدون في موقف الضعف، أو لأنهم لا يريدون أن يكونوا مسؤولين عن أفعالهم. وفئة منهم قد يعتذرون عندما يعتبرون أنفسهم أخطأوا، فهم يظنون أنهم يقترفون أخطاء أقل من النساء!

وتضيف: (اطلعت أخيراً على دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة تدور حول هذا الموضوع، وجاء فيها أن 80% من الرجال لا يعترفون بخطئهم، ولا يقدمون اعتذاراً، من باب العِند والأنانية والكبرياء، وفي الغالب خوفاً من فقد الهيبة، أو الظهور بمظهر الضعف والانهزام، في حين أن 20% فقط من الرجال على استعداد لتقديم الاعتذار، ولكن بصورة غير مباشرة!

الجدير بالذكر هنا مدى حاجة الرجال لاكتساب «ثقافة الاعتذار»، أصولها وفوائدها). ومن جانب آخر تُنوه الشحي إلى نقاط عدة مفادها بأنه لو تخلى الزوجان عن العناد والإصرار على الرأي، فإن بعض التنازلات تُسيّر أمور الحياة، وتضيف: (يجب على كل منهما أن يطرد فكرة أن الاعتذار هو قلة قدر أو إهانة، فلا كرامة بين الأزواج. كما أن استرجاع الذكريات الجميلة بينهما، وتفهم كلاهما لغضب الآخر حتى لا تتفاقم الأمور وتكبر المشكلة، فعندما يشد أحدهما على الآخر أن يرخي الحبل لتهدأ الأمور وتعود إلى نصابها).

Email