أحمد عبد الرقيب.. طفل كفيف بواقع مظلم وأحلام بيضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

سنوات من الحروب والأزمات الاقتصادية حصيلة مرعبة، أنتجتها حروب الكبار لم تستثنِ الصغار وحرمتهم طفولتهم وأحلامهم. واقع مؤلم يعيشه أطفال اليمن، منذ خمسة أعوام من الحرب، لكنها لم تفقدهم الأمل، الذي يجددونه مع إشراقة كل صباح، وهم يتوجّهون إلى مدارسهم طلباً للعلم.

يعيش أحمد وأسرته في منطقة «ميلات»، التي تقع في خط المواجهة بين قوات الحكومة الشرعية من جهة وميليشيا الحوثي من جهة أخرى، ويدرس في مدرسة مدمرة بالكامل في فصول منهارة، ولا يتوفر فيها أثاث مدرسي يفترش في التلاميذ الأرض للتعلم.

يواجه الطفل أحمد تداعيات مضاعفة للحرب إلى جانب معاناته كونه طفلاً كفيفاً يعيش في منطقة عالية الخطورة، وأي خطوة خاطئة قد تجعله هدفاً لقناص حوثي أو لغم يتربص ليسرق روحه أو أحد أطرافه.

في كل صباح يقوده أصدقاؤه إلى المدرسة، يرسمون خطواتهم بحذر حتى يصلوا إلى مدرستهم المدمرة، التي تفتقر لأبسط الاحتياجات ناهيك عن مخاطر انهيار الفصول إلى رؤوس طلابها.

يحكي أحمد مبتسماً كعادته عن ما يعرف عن الحرب بوصفه «صواريخ وقذائف»، ويتذكر ضاحكاً أصوات الصواريخ، التي كان يسمعها ببراءة طفل غير مبصر.

وصف أحمد المدرسة، التي يدرس بها بأنها مدمرة ومنهارة لا يوجد فيها فصول وبعض الفصول مقسومة إلى نصفين بفصل القصف، الذي تعرضت له المدرسة.

ويقول أحمد لـ«البيان» إنه وجد يوماً بقايا مقذوف لم ينفجر، ظنّاً منه أن كشّاف، وأخذه إلى البيت وأخبر قريبة أنه وجد كشاف إضاءة سوف يستخدمه في الليل للإضاءة لعائلته، قبل أن يتعرف عليه قريبه ويأخذه منه قبل أن ينفجر بهم.

يمتلك أحمد الكثير من الأحلام، ويقول لـ«البيان» إنه يتمنى أن يكبر ويسوق سيارة كبيرة ليتجول بها رغم أنه حلم من الصعب تحقيقه ظل واقعه، ولكنها أحلامه التي يتمناها، ومن أجلها يسعى ويتمسك بالحياة.

بروح الفكاهة والبراءة التي يعيشها أحمد قال إنه يتمنى أن يكون شهر رمضان لمدة شهرين، كونه أجمل الشهور، حيث يلعب مع أطفال المنطقة، التي يعيش فيها في المساء كذلك الخير يزداد، وتتنوع المأكولات التي يحصل عليها، حيث إنه في الأيام العادية يأكل العيش مع كوب الشاي في أفضل الأحوال.

يتمنى أحمد أن يكون شهر رمضان هو شهر الخير للجميع وأن يعم فيه السلام وتنتهي فيه الحرب، لتعود مدرسته كما كانت جميلة وهادئة، ويذهب إليها دون خوف.

Email