ميلا .. "الثعلب العجوز" الذي خلد اسمه في المونديال بهدفين تاريخيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

 حتى وقت قصير للغاية قبل بطولة كأس العالم 1990 لكرة القدم بإيطاليا، لم يكن المهاجم الكاميروني الشهير روجيه ميلا ضمن حسابات منتخب بلاده لهذه البطولة، ولكنه خاضها ليترك واحدة من أكثر البصمات حضورا في تاريخ البطولة بل وفي تاريخ كرة القدم.

ولن ينسى عشاق كرة القدم في الكاميرون وأفريقيا بشكل خاص وفي العالم بشكل عام ما قدمه ميلا في هذه النسخة ليقود منتخب "الأسود غير المروضة" إلى دور الثمانية في البطولة ليكون أول منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز.

كما ستظل أهداف ميلا؛ خاصة هدفه المثير في مرمى الحارس الكولومبي رينيه هيجيتا حاضرة في الأذهان.

والمثير أن ميلا لم يكن مرشحا على الإطلاق لخوض هذه النسخة المونديالية بإيطاليا حيث اعتزل اللعب الدولي في 1989 بعد 7 سنوات من مشاركته الأولى في بطولة كأس العالم 1982 بإسبانيا، والتي شهدت إلغاء هدف له.

ولكن اتصالا هاتفيا من الرئيس الكاميروني في عام 1990، وبينما كان المنتخب الكاميروني في مرحلة الاستعدادات للمونديال الإيطالي، كان كافيا ليعدل ميلا عن قرار الاعتزال ويخوض البطولة مع رفاقه وهو في الـ38 من عمره.

وبدأ ميلا البطولة على مقاعد البدلاء ولم يشارك في المباراة الافتتاحية للبطولة أمام المنتخب الأرجنتيني إلا في الدقائق الـ10 الأخيرة بعدما حسم الفريق المباراة بهدف نظيف في واحدة من المفاجآت الكبيرة في تاريخ بطولات كأس العالم.

ولكنه حصل على فرصة أكبر في المباراة الثانية للفريق بدور المجموعات، وشارك في الدقيقة 58 ليسجل هدفي الفوز 2-0 على المنتخب الروماني ليكون هذا الفوز طريق المنتخب الكاميروني إلى صدارة المجموعة والتأهل للدور الثاني (دور الـ16) رغم الهزيمة أمام المنتخب السوفيتي في المباراة الثالثة بالمجموعة، والتي شارك فيها ميلا بديلا أيضا.

وكانت المباراة الأبرز لميلا في تاريخ كأس العالم هي المباراة أمام المنتخب الكولومبي في دور الـ16 للبطولة؛ حيث شارك في الدقيقة 54 بديلا للاعب لويس مفيدي قبل أن يلقن المنتخب الكولومبي وحارسه هيجيتا درسا قاسيا.

وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي ليلجأ الفريقان إلى وقت إضافي شهد ثنائية ميلا؛ حيث انطلق في الهدف الأول في الدقيقة 106 مخترقا دفاع كولومبيا بعد هجمة منظمة للكاميرون ثم سجل الكرة على يسار هيجيتا معلنا تقدم الكاميرون.

وبعدها بدقيقتين فقط، كان ميلا مع أشهر أهدافه الـ43 التي سجلها للمنتخب الكاميروني في مسيرته الكروية حيث تابع تقدم هيجيتا حتى قرب قوس منتصف الملعب ليضغط عليه ويخطف منه الكرة إثر محاولة من الحارس الكولومبي للمراوغة، وانطلق ميلا بالكرة إلى منطقة الجزاء ثم سددها في المرمى الخالي من حارسه وسط ملاحقة غير مجدية من هيجيتا.

ووصفت الصحافة العالمية ميلا وقتها بلقب "الثعلب العجوز".

وفي دور الثمانية، كاد ميلا يقود فريقه لمفاجأة أكبر والإطاحة بالمنتخب الإنجليزي؛ حيث كان المنتخب الكاميروني متقدما 2-1 حتى الدقيقة 83 التي شهدت هدف التعادل لإنجلترا من ركلة جزاء سجلها جاري لينيكر، الذي سجل هدف الفوز أيضا بركلة جزاء أخرى في الوقت الإضافي.

ولكن هذه لم تكن نهاية علاقة ميلا ببطولات كأس العالم حيث شارك اللاعب بعدها بـ4 سنوات في مونديال 1994 بالولايات المتحدة ليصبح أكبر لاعب سنا يشارك في المونديال قبل أن يتفوق عليه الكولومبي فريد موندراجون في 2014 ثم حارس المرمى المصري عصام الحضري في 2018 .

وبرغم هذا، لا يزال ميلا محتفظا برقم قياسي آخر في تاريخ كأس العالم من خلال الهدف الذي سجله في مونديال 1994 بمرمى المنتخب الروسي، والذي كان الوحيد لمنتخب بلاده في هذه المباراة حيث خسرها الفريق 1-6 .

وأصبح ميلا بهذا الهدف أكبر لاعب سنا يسجل هدفا في المونديال حيث كان ذلك وسنه 42 عاما و39 يوما ليخلد اسمه في بطولات كأس العالم بهدفين تاريخيين ورقصة استخدمت في العديد من الإعلانات ومقاطع الدعاية على مدار سنوات طويلة.

Email