أمم أوروبا.. 31 يوماً من المتعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عشاق كرة القدم حول العالم، على موعد مع 31 يوماً من المتعة والإثارة، حيث النسخة السادسة عشرة من بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم للرجال، التي ستنطلق اليوم الجمعة، وتستمر حتى 11 من يوليو المقبل، بمشاركة 24 منتخباً، ويقص منتخبا إيطاليا وتركيا شريط منافسات البطولة في مباراة افتتاحية يديرها الحكم الهولندي داني مكيلي، وتقام على ملعب أولمبيكو في العاصمة الإيطالية روما، لصالح منافسات المجموعة الأولى. 

 ستكون نسخة «يورو 2020» التي كان مقرراً لها صيف العام الماضي، نسخة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث إن البطولة كانت على موعد مع نظام جديد أقره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، عندما قرر إقامة هذه النسخة في 12 مدينة أوروبية مختلفة، احتفالاً بمرور 60 عاماً على تاريخ البطولة التي انطلقت نسختها الأولى في عام 2016، غير أن تفشي فيروس «كورونا» المستجد حال دون إقامة البطولة في موعدها، وتم تأجيلها لمدة عام كامل.

  وتغيرت المخططات ليستقر «يويفا» على 11 مدينة لاستضافة البطولة، بعد استبعاد مدينتي بروكسل في بلجيكا ودبلن في أيرلندا، وذلك لعدم الانتهاء من بناء وتجهيز الملاعب، والمدن المستضيفة هي، أمستردام في هولندا وباكو في أذربيجان، وإشبيلية الإسبانانية، وبوخارست في رومانيا، وبودابست في المجر، وكوبنهاغن في الدنمارك، وغلاسكو في اسكتلندا ولندن في إنجلترا وميونيخ في ألمانيا وروما الإيطالية وسان بطرسبرغ في روسيا. 

وجاء القرار بإقامة المباريات في أكثر من مدينة أوروبية لسببين، أولهما أن تجوب الاحتفالات القارة الأوروبية، وثانياً لأن إعطاء عدد من المدن والدول شرف تنظيم ولو جزء بسيط من «اليورو»، سيكون الأفضل في مثل هذه الأوضاع الاقتصادية الراهنة، التي تجعل من الصعب على أي دولة بمفردها أن تضخ استثمارات في المرافق اللازمة لخروج الحدث بالشكل اللائق.

ومن المقرر أن يستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة الإنجليزية لندن، مباريات نصف نهائي ونهائي البطولة، فيما تستضيف الملاعب الأخرى مباريات دور المجموعات ودوري الستة عشر والثمانية، وهي ملاعب باركن في كوبنهاجن، وبوشكاش في بودابيست، ويوهان كرويف أرينا في أمستردام، والملعب الوطني في بوخارست، وهامبدن بارك في غلاكسو، ولاكارتوخا في أشبيليه، والملعب الوطني في باكو، وأليانز أرينا في ميونخ، وأولمبيكو في روما، وكريستوفسكي في سان بطرسبرغ. 

وحفاظاً على تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية، خوفاً من انتشار فيروس «كورونا»، سيختلف شكل الحضور الجماهيري من ملعب إلى آخر، حيث تتراوح نسبة الحضور ما بين 20 و50 %، باستثناء ملعب «بوشكاش أرينا» في المجر، الذي سيستضيف الجمهور بكامل سعته، رهناً باستيفاء المتفرجين لمتطلبات الدخول الصارمة.

وتعد النسخة الحالية هي ثاني نسخة تشهد مشاركة 24 منتخباً في دور المجموعات، بعد النسخة الماضية «يورو 2016»، حيث كانت تقام من قبل بمشاركة 16 منتخباً، قبل أن يتم زيادة عدد المتأهلين للنهائيات، ويصعد إلى الدور التالي 16 منتخباً، بواقع المتصدر والوصيف عن كل مجموعة، إلى جانب أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث، وفي حال تساوي منتخبين أو أكثر من أي مجموعة في عدد النقاط، يتم الفصل بينهما عن طريق المواجهات المباشرة، ثم فارق الأهداف.

وتم تقسيم المنتخبات المشاركة إلى 6 مجموعات، تضم كل منها 4 منتخبات، وذلك بناء على ما قدمه كل منتخب في مرحلة التصفيات، وتضم المجموعة الأولى كلاً من إيطاليا وسويسرا وتركيا وويلز، فيما تضم المجموعة الثانية منتخبات، الدنمارك وفنلندا وبلجيكا وروسيا، أما المجموعة الثالثة تضم منتخبات، هولندا وأوكرانيا والنمسا ومقدونيا الشمالية.

وتضم المجموعة الرابعة كلاً من منتخبات، إنجلترا وكرواتيا واسكتلندا والتشيك، فيما تضم المجموعة الخامسة منتخبات إسبانيا والسويد وبولندا وسلوفاكيا، بينما تعتبر المجموعة السادسة هي أصعب المجموعات وتستحق أن يطلق عليها اللفظ الدارج وهو «مجموعة الموت»، حيث تضم منتخبات ألمانيا (بطل مونديال 2014) ومنتخب فرنسا (بطل مونديال 2018)، ووصيف النسخة الماضية من «اليورو» إضافة إلى منتخب البرتغال (بطل يورو 2016) ومنتخب المجر.

كما تشهد البطولة غياب خمسة منتخبات شاركت في النسخة الماضية، وهي أيسلندا وألبانيا وأيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا ورومانيا، فيما يسجل منتخبان اثنان الظهور الأول لهما في «يورو» هما المنتخب الفنلندي ومنتخب مقدونيا الشمالية. وتشهد النسخة الحالية أيضا غياب بطل وحيد وهو المنتخب اليوناني حامل لقب نسخة 2004 التي استضافتها البرتغال، ويشارك تسعة أبطال حققت الفوز باللقب في نسخ سابقة هي، ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والتشيك والبرتغال وهولندا والدنمارك وروسيا.

ومثلها مثل بقية كافة المنافسات الرياضية، تأثرت أمم أوروبا بجائحة «كورونا»، حيث سيتم تطبيق قاعدة التغييرات التي تم اعتمادها في بطولات سابقة، والسماح للمنتخبات المشاركة بإجراء خمسة تبديلات بدلاً من ثلاثة في كل مباراة، وهي قاعدة أقرها مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب)، المسؤول عن القوانين المنظمة للعبة، ويستمر هذا القرار حتى نهاية عام 2022، أي بعد بطولة كأس العالم المقبلة في قطر. وقرر الاتحاد الأوروبي (يويفا)، السماح باستدعاء 26 لاعباً في كل منتخب، لكن تضم قائمة المباراة 23 لاعباً كقوام للاعبين الأساسيين والاحتياطيين، فيما سيتواجد الثلاثة الأخرين في المدرجات.

وعن تأثر قوائم اللاعبين حال وجود إصابات عديدة بفيروس «كورونا»، ما استدعى وضع أي منتخب في حجر صحي جزئي أو كامل، سيخوض هذا المنتخب المباراة المقررة، إذا توافر له 13 لاعباً على الأقل، بمن فيهم حارس المرمى، وإذا لم يكن الأمر ممكناً، يمكن أن يعيد الاتحاد القاري برمجة المباراة في غضون يومين حتى لو كان في ملعب مختلف، وإذا استحال تنفيذ ذلك، ستطبق اللائحة باعتبار هذا المنتخب مهزوماً بنتيجة (صفر - 3)، مع توقيع عقوبة على الاتحاد التابع له.

كما ستكون تقنية حكم الفيديو المساعد «فار» حاضرة للمرة الأولى في بطولة أوروبا، بعد اعتمادها في كأس العالم 2018 بروسيا، وكانت النسخة الماضية من «يورو» قد شهدت وجود تكنولوجيا خط المرمى، ويمكن اللجوء إلى تقنية الفيديو من عدمه بحسب تقدير حكم الساحة في كل مباراة.

أما بالنسبة للجوائز والمساعدات المالية التي يقدمها اتحاد الكرة الأوروبي، تقرر توزيع 371 مليون يورو على المنتخبات المشاركة، بحيث يحصل كل منتخب على 9.25 ملايين يورو بمجرّد مشاركته في البطولة، فيما تصل جوائز البطل إلى 34 مليوناً.

Email