اليابان هزم العراق ولم يتأهل

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من فوز المنتخب الياباني على نظيره العراقي بهدف نظيف أمس في بريسبان، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لكأس آسيا 2015.

إلا انه لم يحسم مسألة تأهله للدور الثاني، وكان المنتخب الياباني استهل حملة الدفاع عن لقبه بقيادة المدرب المكسيكي خافيير اغويري بالفوز على فلسطين 4- صفر، فرفع رصيده إلى 6 نقاط في الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن كل من منتخبي العراق والأردن الذي فاز اليوم أيضاً على فلسطين 5-1.

وتدين اليابان بفوزها إلى صانع ألعاب ميلان الإيطالي كيسوكي هوندا، الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 23 من ركلة جزاء، وكان بإمكانه إيجاد طريقه إلى الشباك في ثلاث مناسبات أخرى، لو لم يعانده الحظ بارتداد محاولاته من القائم والعارضة.

فك العقدة

وتخلى منتخب «اسود الرافدين» عن اللقب في عام 2011 في قطر واكتفى بوصوله إلى ربع النهائي الذي ودعه بعد خسارته من نظيره الاسترالي بالهدف الذهبي.

ولم يتمكن العراق من فك عقدته في البطولات الرسمية امام المنتخب الياباني الذي سبق ان واجهه مرة واحدة في النهائيات القارية وكان ذلك في ربع نهائي نسخة 2000 في لبنان حين خسر امامه 1-4 وخرج من البطولة فيما واصل «الساموراي الأزرق» مشواره نحو لقبه الثاني حينها على حساب السعودية ( 1 - صفر).

والتقى الطرفان في ثلاث مناسبات رسمية أخرى وجميعها في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم وفي الدور النهائي الحاسم بالتحديد، حيث تعادلا 2-2 في تصفيات مونديال 1994 ولم يتمكن أي منهما من بلوغ النهائيات، ثم في تصفيات المونديال الأخير الذي أقيم الصيف الماضي وقد فاز «الساموراي الأزرق» ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 1 - صفر في طريقه إلى البرازيل. وبالمجمل تواجه الطرفان 9 مرات مع لقاء اليوم، وفاز العراق مرتين لكن ذلك يعود إلى عامي 1981 و1982، مقابل 5 لليابان وتعادلين.

واظهر منتخب «السامواري الازرق» ورغم صعوبة الفوز على منتخب مقاتل كان تركيزه الأساسي على الكرات الثابتة، انه جاهز لتناسي خروجه من الباب الضيق في مونديال 2014 ما تسبب باستقالة مدربه الإيطالي البرتو زاكيروني واستبداله باغويري الذي حذر لاعبيه من فقدان التركيز بعد الفوز الكبير على فلسطين.

ثبات التشكيل

وبدأ اغويري اللقاء من دون أي تعديل على التشكيلة التي فازت على فلسطين برباعية من ياسوهيتو اندو وشينجي اوكازاكي وهوندا ومايا يوشيدا، كما منح ياسوهيتو اندو مباراته الدولية الـ150، معززاً بالتالي سجله كأكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب بفارق كبير عن الثاني ماسامي ايهارا (122).

في الجهة المقابلة، أجرى شنيشل تعديلاً واحداً على تشكيلة العراق باشراك لاعب الوسط علي عدنان أساسياً على الجهة اليسرى بدلاً من همام طارق، موكلاً مهمة رأس الحربة إلى بطل 2007 يونس محمود.

وجاءت بداية المباراة متوازنة تماماً بين الطرفين لكن سرعان ما تحولت الدفة لمصلحة اليابان التي حصلت على فرصتها الأولى عبر شينجي كاغاوا الذي وصلته الكرة داخل المنطقة لكنه سددها بجانب القائم الأيمن لمرمى الحارس جلال حسن (11) الذي افلت من هدف في الدقيقة 17 بعدما ناب عنه القائم الأيسر ليقف في وجه رأسية صاروخية من هوندا الذي وصلته الكرة من عرضية متقنة ليوتو ناغاموتو الذي استفاد من خطأ فادح للدفاع العراقي على حدود منطقته لكن الحظ اسعف في النهاية «اسود الرافدين».

هدف الفوز

وأثمر الضغط اليــاباني عن هدف جاء من ركلــة جـزاء تسبب بها علي عدنان بعدما اسقط هــوندا داخــل المنطقة وقد انبرى لها الأخير بنــجاح (23)، مسجلاً هدفه الثاني من نقــطة الجزاء بعد الأول امام فلسطين.

وجـــاءت ركلة الجزاء بعد صدة رائعة مــن الحارس العراقـــي لتسديدة كاغاوا الـــذي وصلته الكرة وهو على باب المرمى بتمريره عرضية متقنة مــن تاكاشي اينيو لكن جهد حسن ذهب سدى بسبب خطأ زميله عدنان على صانع ألـــعاب ميلان الإيطالي.

وكانت اليابان قريبة من الهدف الثاني عبر اوكازاكي الذي ارتقى لكرة عرضية من الجهة اليمنى وحولها برأسه من مسافة قريبة لكن الحارس العراقي كان في المكان المناسب لإنقاذ الموقف (33).

وتحسن أداء العراق في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الأول وحاول رجال شنيشل استغلال الكرات الثابتة لخطف التعادل وكاد ان يتحقق مبتغاهم اثر ركلة حرة وصلت بعدها الكرة إلى امجد كلف الذي توغل في ظهر الدفاع وعلى الجهة اليمنى قبل ان يعكس الكرة للقائد يونس محمد الذي سددها مباشرة نحو المرمى لكن الحارس ايجي كاواشيما كان متيقظا (43).

الشوط الثاني

ومع بداية الشوط الثاني كان هوندا قريباً جداً من هدفه الثاني في المباراة والثالث في البطولة لكن الحظ عانده للمرة الثانية في اللقاء بعدما ارتدت الكرة التي اطلقها من خارج المنطقة من العارضة (47).

وأجرى العراق تبديله الأول بإخراج يونس محمود والزج بجاستن ميرام الذي ولد في الولايات المتحدة، حيث يدافع حالياً عن الوان كولومبوس كرو (55)، وذلك بحثا عن هدف التعادل وسط اندفاع «اسود الرافدين» نحو المنطقة اليابانية.

لكن الهدف كاد ان يأتي من الجهة المقابلة وخلافا لمجريات اللعب لكن الحظ عاند هوندا مجددا اذ اصاب القائم الأيسر مرة اخرى (65).

ورد العراقيون بتسديدة من خارج المنطقة لأحمد ياسين لكن الحارس الياباني انقذ الموقف (74) ثم غابت الفرص عن المرميين بعدما عرف رجال اغويري كيف يستوعبون فورة العراقيين وقيادة المباراة إلى بر الأمان بل كان بإمكانهم توجيه الضربة القاضية لمنافسيهم من رأسية لاوكازاكي علت العارضة بقليل (89).

التعادل يكفي

يحتاج منتخب «الساموراي الأزرق» إلى التعادل فقط في الجولة الثالثة الأخيرة أمام الأردن لكي يضمن تأهله إلى ربع النهائي وصدارة المجموعة، فيما سيكون التعادل كافيا للعراق أمام فلسطين في حال تعادل أو فوز حاملي اللقب على «النشامى» الذين خسروا مباراتهم الأولى أمام بطل 2007 بنتيجة صفر - 1 (الأخير يتمتع بأفضلية المواجهة المباشرة).

راضي شنيشل: ركلة الجزاء غير صحيحة

شكك العراقي راضي شنيشل مدرب «أسود الرافدين» في صحة ركلة الجزاء التي حقق بها المنتخب الياباني الفوز أمس، جاء ذلك خلال تعليقه على المباراة ورده على أسئلة الإعلاميين مشيراً إلى أن الركلة كانت نقطة التحول الحقيقية في المباراة، ومعترفاً في نفس الوقت بقوة المنتخب الياباني الذي وصفه بأصعب المنتخبات في البطولة.

وقال إن منتخبه قدم أداءً جيداً، معتبراً أن لاعبي المنتخب توجسوا من نجوم المنتخب الياباني، فيما أشار إلى أن فرص المنتخب الياباني جاءت من أخطاء دفاعية، ووصف المباراة بالصعبة أمام حامل اللقب وأفضل منتخبات القارة.

وقال شنيشل تفصيلاً: «الفرص التي حصل عليها المنتخب الياباني وأخطر من خلالها المرمى العراقي جاءت من أخطاء دفاعية، المنتخب الياباني تم إعداده بشكل جيد منذ سنين طويلة جداً، ومن الصعب على أي فريق مجاراته، ورغم خسارتنا قدمنا مباراة جيدة جداً، وإذا قارنا منتخبنا بالياباني نجد الفارق واضحاً في العناصر الجاهزة لدى الفريق الياباني فلاعب مثل هوندا لا يحتاج المدرب لتأهيله فهو جاهز من الدوري الإيطالي ويستطيع اللعب دون تمارين».

وواصل قائلاً: «الشق الهجومي هو أصعب جانب في كل الفريق، وقوة المنتخب الياباني لا يمكن أن تجد حلاً لها في فترة وجيزة، وأعتقد أن ركلة الجزاء كانت مفترق طرق كبير، ولا أعتقد أنها صحيحة، وبالتغييرات حدثت هناك طرق لعب كبيرة، والبدلاء قدموا الكثير في المباراة برغم عدم جاهزيتهم من الناحية البدنية».

واختتم شنيشل تصريحاته، قائلاً: «كرة القدم لا يوجد بها شيء سهل، وأنا أعتقد بأن المباراة القادمة ضد فلسطين ستكون فاصلة وبطاقة التأهل للدور الثاني من خلالها، ويونس محمود وجستين ميرام يبدوان بعيدين عن الجاهزية البدنية ولم يصلا لمرحلة الجاهزية الكاملة، وعموماً البطاقة ستُحسم مباراتنا ضد فلسطين، ولكن يجب أن نحترمهم ونكون جاهزين لأي سيناريو ، وقادرون على التأهل».

عملية حسابية

فاجأ خافيير اجيري مدرب المنتخب الياباني، الإعلاميين في قاعة المؤتمر الصحافي بعد المباراة، برفضه الحديث عن تأهل منتخبه للدور ربع النهائي، مشيراً إلى أن العملية الحسابية تنفي تأهل أي منتخب عن المجموعة الرابعة تاركاً حسم المسألة في مباراة الأردن الأخيرة الثلاثاء المقبل في ملبورن.

وقال خافيير آجيري مدرب اليابان إن فريقه عانى في بعض فترات اللقاء أمام العراق القوي بدنياً والذي يرشحه للتأهل عن هذه المجموعة، وأضاف: «نحن لم نتأهل بعد .. لدينا مباراة أمام الأردن وسنلعب بكل احترام للمنافس ..

سنلعب بنفس الرتم الذي خضنا به لقائي العراق وفلسطين، عانينا أمام العراق في بعض أجزاء اللقاء وكنا نحتاج لهدف ثانٍ لكي نرتاح، منتخب العراق قوي بدنياً للغاية وأرشحه للتأهل عن هذه المجموعة، سعيد من أجل ياسوهيتو ايندو .. انه لاعب محترف للغاية ومنضبط جداً». وتابع اجيري: «أرفض الاستهتار أو التهاون قبل لقاء الأردن وسنخوض المباراة بنفس الجدية التي لعبنا بها أمام فلسطين والعراق لأن الفرص متاحة أمام الجميع للتأهل».

نقاط قوة

أوضح مدرب العراق شنيشل أن المنتخب الياباني لديه نقاط قوة كبيرة جداً وهذه تخلق مشاكل لأي منافس، والكادر التدريبي اختار اللاعبين اختياراً دقيقاً جداً، وحاولنا المزج من لاعبي الخبرة والشباب ونحن في البطولة نحاول تأهيل اللاعبين للمباراة القادمة الهامة والحاسمة.

Email