عبدالله بلحيف النعيمي لـ«البيان» في أول حوار رياضي:

رياضة الإمارات ليست كرة قدم فحسب!

عبدالله النعيمي: مازلنا «لا نعرف ماذا نريد» والحل ليس «روشتة» جاهزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

40 عاماً قضاها متقلداً منصباً تلو الآخر في فضاء العمل الحكومي الاتحادي، مهندساً، وكيل وزارة، ووزيراً لوزارتين، قبل أن يحط الرحال في محيط مجلس الشارقة الاستشاري، رئيساً، وهو الذي انطلق من الشارقة في المجال الرياضي، لاعباً في فريق النادي العُماني لكرة القدم في أواخر ستينيات القرن الماضي، وعضواً في مجلس إدارة اتحاد التنس لدورتين في العشرية الأولى من القرن الحالي، معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، وفي أول حوار رياضي له، يرى من خلال «البيان» أن رياضة الإمارات ليست كرة قدم فحسب، و«علتها» تكمن في «عدم معرفة ماذا نريد» بالضبط من الرياضة التي بات يفصلها 100 سنة عما وصلت إليه القطاعات الأخرى في الإمارات.

تالياً تفاصيل حوار «البيان» مع معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي..

اختزال الرياضة

كيف ترى واقع رياضة الإمارات عموماً؟

واقع رياضة الإمارات، بات منصباً على كرة القدم، وكأن رياضة الإمارات، هي كرة قدم فحسب، والأمر، ليس كذلك، والأخطر أن «الاختزال» ليس على عموم تفاصيل كرة القدم، بل على حجم النجاحات المتحققة فيها على صعيد الأندية والمنتخبات الوطنية دون النظر إلى سلسلة الإخفاقات فيها، وفي الحقيقة «كلنا» نتحمل مسؤولية «اختزال» رياضة الإمارات بكرة القدم فحسب، نعم هناك حجم صرف مالي كبير جداً، يمكن تسليط الأضواء عليه، لكن ليس إلى حد تكون فيه كرة القدم، عنواناً يكاد يكون أوحد للشأن الرياضي في الإمارات، لدينا رياضات تحقق نجاحات فنية مهمة، وكوادر وجهات وطنية تحقق مستويات عالية من الإبهار في تنظيم الأحداث والبطولات الكبرى، أين الأضواء من كل هذا وغيره، أين الحلول بشأن منتخبات الألعاب الجماعية الأخرى، والألعاب الفردية صاحبة الإنجازات، لماذا كل الضوء مسلط على كرة القدم، لماذا جعلنا الشارع الرياضي، لا يجيد النقاش إلا في كرة القدم؟!

 

* ولماذا كل هذا يحدث من وجهة نظركم؟

- لأننا ما زلنا «لا نعرف ماذا نريد» من الرياضة، وهذه إشكالية كبيرة جداً، صنعت خلطاً مؤثراً لدى الأطراف المعنية بالحركة الرياضية في الإمارات، الواجب أن «نعرف ماذا نريد» من الرياضة، هل نريدها للتنافس لاعتلاء منصات التتويج، أم لمجرد الممارسة، الملفت في الأمر، أننا تذوقنا حلاوة الإنجاز في فترات سابقة عندما «عرفنا ماذا نريد» من الرياضة عبر رياضات محددة، لكننا لم نعمل على استدامة تلك المعرفة، فحدثت الإشكالية التي نعيش تفاصيلها حالياً في واقع رياضة الإمارات بين جلد الذات عند الإخفاق، والتضخيم عند تحقيق أي «إنجاز»!

 

100 سنة

ما المطلوب للارتقاء بقطاع الرياضة مقارنة مع القطاعات الأخرى في الإمارات؟

المقارنة غير ممكنة بين قطاع الرياضة وما وصلت القطاعات الأخرى في الإمارات، قطاع رياضة الإمارات، تفصله 100 سنة، عما وصلت إليه قطاعاتنا الأخرى، وكم هو «مفرح ومؤلم» في آن واحد عندما نسمع أن الإمارات متقدمة في كل شيء إلا في الرياضة، لذا، يتوجب علينا الأخذ بنظر الاعتبار 3 عوامل دافعة للنجاح الرياضي، الأول، أن يكون لدينا نموذج رياضي دولي للاقتداء به، وفق خطة عملية وسقف زمني محدد، والثاني، اختيار رياضات معينة، نوفر لها الدعم الكافي، والخطة الاحترافية، والكوادر الوطنية المنفذة لبلوغ الغاية المنشودة، والثالث، العودة للرياضة المدرسية، وكشافي المواهب باعتبارهما ضرورة ملحة، وبوابة لاكتشاف المواهب في عموم الألعاب.

 

باعتباركم وزيراً سابقاً لتطوير البنية التحتية، كيف ترى واقع منشآت رياضية الإمارات؟

بصورة عامة، لدينا ملاعب بمواصفات عالمية في كرة القدم، لكننا بحاجة إلى منشآت لألعاب أخرى، لتشكل مع المراكز الرياضية والمنشآت القائمة حالياً، منظومة منشآت رياضية دافعة نحو تحقيق الإنجاز الرياضي في مختلف الألعاب، مع الأخذ بنظر الاعتبار أهمية أن يتم إشغال تلك المنشآت بكامل طاقتها، وأن تكون جاذبة للمواهب، والكوادر الوطنية، والجماهير في عموم الرياضات.

 

كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني لكرة القدم في التصفيات المزدوجة؟

آسيوياً، لا خوف على المنتخب الوطني لكرة القدم، لكن «مونديالياً»، أرى أن هناك أفكاراً محبطة، المنتخب الوطني بحاجة إلى أن نقف معه فائزاً أو خاسراً، وبعيداً عن «جلده» عند الخسارة، وتضخيمه عند الفوز، تفاؤلي نابع من معرفتي بالإدارة الحالية لاتحاد الإمارات لكرة القدم، والتي أرى أنها صاحبة فكر رياضي ناضج، وجديرة بصناعة منتخب وطني قوي، وفي حال لم تتمكن هذه الإدارة بالذات من صناعة منتخب وطني يحقق حلمنا المونديالي الثاني، فعلينا نسيان «الصناعة والتأهل» معاً لـ50 سنة قادمة!

 

كونكم مهندساً، كيف «تهندس» حلاً ناجعاً ًلمعضلات الواقع الرياضي الإماراتي؟

أعتقد أن الحل ليس «روشتة» جاهزة من «بيوت الخبرة»، علينا تحديد العلة في جسدنا الرياضي، والتي تكمن في حتمية «معرفة ماذا نريد» من الرياضة، أولاً، ثم دراسة الواقع كما هو، فإسناد مهمة الحل والمعالجة للكوادر الوطنية التي يزخر بها الوطن، وتم إعدادها في أفضل الجامعات العالمية، وإعادة الحياة لحصة التربية الرياضية في المدارس، واكتشاف المواهب من خلال كشافين مختصين، وإلغاء فكرة وجود «مصدات» وعقبات محلية تعيق عمل المسؤول الرياضي الاتحادي، والذي لا مفر من تمكينه بصلاحيات واسعة وفق القانون.

Email