«أسرار عالم الخيل»، العنوان الأنسب للحوار الذي أجرته «البيان» مع عبدالله الحمادي مدرب خيول إسطبلات العجبان، الذي أجاب خلاله عن الأسئلة التي يطرحها عشاق الخيل، عن كيفية التدريب والتحضيرات التي تتم للموسم الجديد، وهل هنالك عائد مالي مجزٍ للمدربين، وما التقييم العالمي للمدرب الإماراتي في المحافل العالمية، وسر الإنجازات الخارجية، وكيف يتم مقابلة الصرف المالي المرتفع على الخيول، ونوع الغذاء الذي تقدمه الإسطبلات، وغيرها من الاستفسارات التي أجاب عنها الحمادي في حوار مختلف:


بداية كيف ترى مهنة مدرب الخيل؟


مهنة صعبة لأن هنالك اهتمام متعاظم بالخيول، حيث يجب أن تعمل بشكل مستمر وأن تكافح من أجل بلوغ منصات التتويج، التدريب في القدرة تحديداً أصعب من السباق نفسه، أما في أوروبا الوضع مختلف بعض الشيء ولا توجد الدرجة نفسها من الصعوبة أو ضغوط مشابهة.


هل مدرب خيول القدرة يدرب خيول السرعة أيضاً أم أن هنالك تخصصاً؟


غالبية المدربين المواطنين يجمعون بين الاثنين للخبرة الكبيرة التي يتمتعون بها، أما في بعض الدول قد يكون الوضع مختلفاً، خصوصاً أن هنالك من يهتم بسباقات السرعة فقط.


وما هو موقع المدرب الإماراتي وتقييمه عالمياً؟


هو الأول على مستوى العالم في تدريب سباقات القدرة، عندما تحكم على شخص فإن ذلك لا يكون بالانطباع وإنما بالنتائج، ونتائجنا تتحدث عن الإنجازات التي حققها المدرب الإماراتي في المحافل العالمية، نحن الأفضل وفرساننا الأفضل، والفضل في ذلك يعود إلى القيادة الرشيدة التي تدعم الفروسية مادياً ومعنوياً وتوفر كل الاحتياجات، وقد استفدنا من كل أنواع الدعم ونجحنا في التفوق على آخرين، فكل مدرب يشارك عالمياً يحقق النجاح، ومن أسباب التميز في المحافل العالمية اجتهاد الفارس الإماراتي وارتباطه القوي برياضة الفروسية، لدينا في الدولة العديد من الفرسان المميزين الذين يمتلكون خبرة كبيرة اكتسبوها من السباقات القوية التي يتم تنظيمها محلياً، أما على مستوى سباقات السرعة فإن مشاركات مدربينا الخارجية محدودة، لذلك لا يمكن الحكم عليها لكنها أيضاً مصحوبة بالإنجازات.


هل تتقاضون مرتبات مجزية؟


ليس لدينا مرتبات، مدربو الخيول يعملون من دون تعاقدات، ويتم الاتفاق على نسبة من الجوائز في السباقات التي يشارك فيها الخيل الذي يشرف المدرب على تدريبه، والنسبة تختلف من إسطبل إلى آخر، في سباقات القدرة هنالك من يتقاضى 30 % وآخرون 20 %، وفي بعض الإسطبلات تصل النسبة إلى 50 %، أما في السرعة فإن النسبة تكون 10 أو 15 %، عموماً ليس هنالك شيء ثابت، ولا ننسى أن هنالك إكراميات من أصحاب السمو الشيوخ والتي يقدمونها عند الفوز، ويأتي ذلك كجزء من الدعم الكبير لرياضة الفروسية بشكل عام.


كيف يتم تدريب الخيل وهل هنالك فترة إعداد قبل بداية الموسم؟


موسم سباقات الخيل ينتهي في مارس وبعده تتوقف التدريبات لمدة 3 أشهر، ثم تبدأ تدريجياً فترة التأهيل والتحضير للموسم، عادة التدريبات تكون في الفجر ومع شروق الشمس، وكل مدرب له طريقته بالتأكيد لكن غالباً التمارين تكون عبارة عن مشي في البداية، ثم ركض خفيف، وقبل السباقات بعض المدربين يدربون الخيل على الجري لمسافة مماثلة للتي سيشارك فيها، فإذا كان لديه سباق 100 كيلومتر، يتم تدريبه بالجري للمسافة ذاتها، وأحياناً لمسافة أطول مقسمة على مراحل عدة حتى يكون الخيل في كامل الجاهزية، وسباقات بدايات الموسم تكون أفضل تحضير للسباقات الكبرى التي تشارك فيها الخيول.


وهل يكون الفرسان على صهوة الخيل أثناء التدريبات أيضاً؟


كل فرسان القدرة يشاركون الخيل في التدريبات، لأنهم أيضاً يحتاجون إلى تدريب ولوجود رابط قوي بين الفرسان والإسطبلات، مثل لاعب الكرة الذي يذهب إلى التدريب بشكل يومي فإن الكثير من الفرسان يحضرون باستمرار إلى الإسطبلات للتدريبات، أما في السرعة فيكون هنالك فرسان تدريب مميزين لديهم خبرة في هذا النوع من السباقات ويشاركون أيضاً في التدريبات لكن ليس بذات عددية فرسان القدرة.
ألا يكون الطقس حاراً على الخيل في التدريبات، خصوصاً أن إعدادها يبدأ قبل الشتاء؟


صحيح أن التدريبات تبدأ قبل الشتاء ولكن كما ذكرت لك التمارين تكون في الفجر باستخدام كميات كبيرة من الثلج لتبريد الخيل، هنالك عمال يتفرغون لأداء هذه المهمة، تأكيداً على الاهتمام الذي يجده الخيل والرعاية التي تتوفر له.


كيف يتم التمييز بين الخيل هذا للقدرة وذاك للسرعة؟


حسب السلالة، وهذا شيء متعارف عليه وسط المهتمين بعالم الفروسية، السلالة التي تحدد إمكانية المنافسة في سباق السرعة أو القدرة متوارثة، وهنالك خيول إنتاج محلي، وأخرى يتم شراؤها من أوروبا حسب النتائج التي تحققها الخيول في السباقات المختلفة.


حدثنا قليلاً عن شكل العلاقة بين الخيل والمدرب كيف تكون؟


أكيد أنها علاقة قوية، لأن كل من يعمل في عالم الفروسية يكون عاشقاً للخيول ومقرباً منها، لكن العامل يكون أقرب للخيل من المدرب لأنه يقضي معه زمناً أطول ويطعمه وينظفه، أما المدرب فإنه يعمل مع مجموعة كبيرة من الخيول، وقد يكون الوضع في أوروبا مختلفاً قليلاً لأن المدرب يصب تركيزه على خيل أو اثنين، المؤكد بالنسبة لي أن الخيل وفي ويرد الجميل ويعرف صاحبه جيداً.


ما هو الطعام المفضل للخيل؟


هنالك اهتمام كبير بطعام الخيل، لكن لا يوجد طعام واحد مفضل، وتحديده يختلف حسب الإسطبل، الشائع في الإمارات وجبة غذائية اشتهرت بـ «خلطة زعبيل»، وهي عبارة عن مجموعات من المكونات الغذائية مثل الذرة والشعير وأشياء أخرى، أما الثابت هو الحشيش الأخضر الأمريكي الذي يتم استيراده بصورة منتظمة، وأيضاً يتم تقديم التفاح والجزر للخيل، وهي من الوجبات التي تصنع علاقة جيدة بين الخيل وطاقم الإسطبل.


أما عدد الوجبات فهي تختلف حسب الأجواء والتدريبات، عندما يبذل الخيل جهداً في السباقات على سبيل المثال يكون في حاجة إلى غذاء أكثر للتعويض، عادة تكون 3 أو 4 وجبات في اليوم، ويمكن مرتين فقط إذا لم تكن هنالك تدريبات أو مشاركات وكان الطقس حاراً.


معروف أن نفقات الخيل عالية فكيف يتم توفيرها؟


البركة في شيوخنا الذين يقدمون الدعم، السباقات في دولة الإمارات بها حوافز مالية عالية يتكرم بها أصحاب السمو الشيوخ من أجل استمرار ونهضة الفروسية التي تمثل جزءاً كبيراً من التراث الإماراتي، ورياضة محببة للنفس، وعبر السباقات يحصد البعض مبالغ مالية جيدة لتغطية النفقات، هنالك سباقات قدرة يتم فيها تخصيص جوائز حتى لصاحب الترتيب الـ 50 و الـ 60 وفي سباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة للقدرة كل من يكمل السباق يتم تحفيزه والهدف من ذلك هو تقديم المساعدة المالية، إضافة إلى تنظيم سباقات «السرعة» التي يبيع فيها المالك خيله بمبالغ كبيرة تصل إلى مليون ونصف المليون درهم أحياناً.


ولكن هل الجوائز تغطي النفقات، وماذا عن الإسطبل الذي لا يحالفه التوفيق؟


 أحياناً الجوائز تغطي النفقات وتفيض، وأحياناً لا تغطي، كل إسطبل حسب نتائجه، لكن من يعمل في الخيل لا يفكر في الربح المالي، حتى إذا كانت فكرته الأساسية في البداية كسب المال فإنه مع الزمن يدرك أن المال لا مكان له في رياضة الفروسية، أعرف بعض الملاك الذين ينفقون من مالهم على الخيل رغم أن بداياتهم كانت «بزنس» ولكن تحولت إلى رابط قوي، بكل أمانة الخيل تصبح مع الزمن جزءاً من حياتنا وعالمنا الذي نعيش فيه وعشق غير مرتبط بالمال.


كيف يتم تعليم الفرسان ركوب الخيل.. هل هنالك طرق محددة أم موهبة أم وراثة؟


هنالك مدارس خاصة لتعليم الفرسان، وبما أن دولة الإمارات تهتم برياضة الفروسية وتشجع الشباب عليها وتوفر لهم الأدوات المعينة، نجد أن هنالك إقبالاً كبيراً من صغار السن بدعم وتشجيع الأسر التي تربي أبناءها على حب الخيل ورياضة الفروسية عبر تدريبات متخصصة يشرف عليها مدربون أصحاب خبرة حسب المرحلة العمرية، ويتم التدرج في التمارين حتى يصبح الفارس محترفاً، ومن الطبيعي أن الوالد عندما يكون فارساً فإن الأرجح أن يسير الابن على خطى والده مع حرية الاختيار دون شك.


 في الختام ماذا تقول؟


الشكر للقيادة الرشيدة على دعمها المستمر واهتمامها برياضة الفروسية وتوفير المضامير والميادين بأعلى درجات الجودة التي تجعل من الإمارات محط أنظار العالم دائماً، وأيضاً أتمنى أن نشهد في الموسم الجديد سباقات متميزة وناجحة وأكثر تطوراً تكون تأكيداً على تميز رياضة الفروسية في الدولة.