محمد بن فهد: كرة الإمارات تعاني تجاذب «زعامات»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الحديث في شأن رياضي مع قائد عسكري كبير دائماً ما يتطلب براعة في كيفية «لملمة» أطراف ذلك الحديث حتى لا يفلت، وإن أفلت، فاقرأ السلام على فرصة الإمساك به ثانية، حقيقة عشتها بالتفصيل مع اللواء الدكتور محمد بن فهد مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب في شرطة دبي، الرئيس الأسبق لمجلس إدارة نادي الوصل، حقيقة أفضت إلى أن يقول: أرى تجاذب «زعامات» في كرة الإمارات، وما حدث في 18 يونيو دليل قريب باعتباره يوماً رجحت فيه كفة الأغلبية نتيجة ذلك التجاذب مع مَن يرون أن لهم وجهة نظر أخرى في عدم إلغاء بطولات موسم 2019 - 2020!

فإلى حوار اللواء الدكتور محمد بن فهد مع «البيان الرياضي»..

هل تتابع تفاصيل المشهد الرياضي الإماراتي، وتحديداً كرة القدم؟

طبعاً، أنا متابع شبه دائم لغالبية جوانب المشهد الرياضي الإماراتي، خصوصاً فيما يتعلق بكرة القدم، وللأسف، هناك تفاصيل تبدو مؤلمة، منها، تراجع مستوى فرقنا ومنتخباتنا في المشاركات الخارجية في السنوات الأخيرة.

وأين تؤشر للخلل في حاضر كرة الإمارات؟

بالإمكان إيجاد الخلل في النتائج والمستويات، فكرة الإمارات في السنوات الأخيرة لم تكن بالصورة المنشودة، انشغلنا كثيراً بالهم الداخلي حتى وصلنا إلى حافة الغرق فغابت كرتنا عن المشهد الخارجي بشكل مؤلم.

شرارة الصراع

وما أبرز أسباب ما تراه خللاً في حاضر كرة الإمارات؟

لنكن واقعيين، ونسمي الأشياء كما هي، أرى أن كرة الإمارات ومنذ عقود من الزمن تعاني وبشدة من تجاذب «زعامات» متعدد الأشكال، فنجد تجاذباً بين الأندية، والأقطاب، والجماهير، والمتابعين، بهدف الحصول على أكبر عدد من ألقاب البطولات المحلية من أجل «تزعم» المشهد المحلي، سواء بالتأثير على مسار الأمور أو برصيد البطولات الأكثر في «جعبة» هذا النادي أو ذاك، حتى انتقلت شرارة تجاذب الزعامة إلى دائرة صنع القرار العام، وما حدث في 18 يونيو دليل قريب باعتباره يوماً رجحت فيه كفة الأغلبية نتيجة التجاذب مع أصحاب وجهة النظر الأخرى في عدم إلغاء بطولات موسم 2019 - 2020!

تنافس شريف

وما الضرر فيما تسميه تجاذب «زعامات» بين أندية الإمارات طالما أنه في إطار التنافس الشريف؟

نعم، هو فعلاً في إطار التنافس الشريف، وأنا لا أقصد غير ذلك، لكن خطورة التجاذب تكمن في انتقاله إلى دائرة صنع القرار الذي لا يقتصر تأثيره على أندية «الزعامات» فحسب، بل يمتد تأثيره إلى أندية أخرى، ويضر منظومة العمل بشكل أوسع!

وهل ما تسميه بتجاذب «زعامات» هو الإشكال الوحيد في حاضر كرة الإمارات؟

لا طبعاً، هناك إشكالات أخرى ترقى إلى مستوى المشاكل في حاضر كرة الإمارات، منها ما يتعلق بالإهمال الواضح للأكاديميات باعتبارها أحد أبرز أسباب تراجع مستويات الأندية والمنتخبات، أكاديميات الأندية حالياً لم تعد تقدم منتوجاً «فاخراً» من اللاعبين الموهوبين، معظم الأندية باتت تسعى وراء اللاعب الجاهز، ربما بسبب وقوع الإدارات تحت تأثير ضغط الجماهير، وتقليل الفارق مع المنافسين في عدد الألقاب، إضافة إلى عدم إتاحة الفرصة لأهل الاختصاص للعمل في الأندية، ما تسبب في ابتعاد كفاءات وطنية جديرة بالعمل الإداري والفني.

أهل الاختصاص

على ذكر أهل الاختصاص، هناك مَن يرى أنك لم تكن من أهل الاختصاص عندما توليت رئاسة مجلس إدارة ناد شهير بحجم الوصل، بماذا تُعلق؟

أعلق على ذلك وبكل وضوح، بأني فعلاً لم أكن لاعب كرة قدم، ولست فنياً، لكني أفخر بكوني إدارياً مشهوداً له بالكفاءة، ولدي قناعة بأن منصب رئيس مجلس الإدارة لا يتطلب دائماً أن يكون الرئيس نجماً أو خبيراً فنياً، المهم أن يكون الرئيس إدارياً محنكاً، والأهم أن يُجيد الرئيس تشكيل مجلس إدارة من أهل الاختصاص.

وماذا عن الوصل، كيف ترى حاضره ومستقبله؟

جميل أنك سألتني هذا السؤال، أعتقد وبثقة أن الوصل بأياد أمينة، وعودته للمنصات حتمية، النادي الذي يقف على قمة هرمه العالي الأب الروحي سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، لا خوف ولا قلق عليه.

ساعة الصفر

ليكن ختام حوارنا مسكاً بمحور منتخب الإمارات، كيف ترى فرصته في التصفيات المزدوجة؟

ثقتي كبيرة بنجوم المنتخب الوطني، و«الأبيض» لن يُهزم في حال استحضر نجومه مقومات الإصرار والتحدي والرغبة في تحقيق حلمنا الكبير بالوصول إلى مونديال 2022، التحدي الجديد هو ساعة الصفر، وتلك الساعة كفيلة بمحو انكسارات «الأبيض» في السنوات الأخيرة، ونقله إلى فضاء واسع من الأمل والمقدرة على إنجاز المهمة بشكل إيجابي.

لا هدر

أكد اللواء الدكتور محمد بن فهد، عند سؤاله «كيف تنظر إلى ما بات يُعرف بالهدر المالي في أندية الإمارات؟» أنه لا يرى هدراً مالياً في أندية الإمارات، مضيفاً «لو عقدنا مقارنة بسيطة بين صفقة لاعب أوروبي متوسط الشهرة مع حجم ميزانية بعض أنديتنا المحترفة، لوجدنا أن قيمة ذلك اللاعب أعلى بكثير من ميزانية الكثير من أندية المحترفين في الإمارات!».

Email