بوجسيم: علاج آثار «كورونا» يحتاج وقتاً

حينما يتحدث المونديالي علي بوجسيم، عن القضايا الرياضية والكروية، فإن كلماته يكون لها صدى كبير، كونه يملك «كاريزما» خاصة لدى متابعيه لما يملك من فكر ثاقب وآراء جريئة تشخص الداء وتصف العلاج والدواء، ومن هنا تكون المصداقية صفة، وتقبل النقد واجب، من منطلق تدارك السلبيات والسعي للتطور المنشود، و«البيان الرياضي» التقت بوجسيم رئيس مركز الإمارات للتحكيم الرياضي، وطرحت عليه عدداً من القضايا الكروية التي تشغل الساحة خلال الحوار التالي:

تأثير نفسي

كيف ترى الكرة في عصر «كورونا»؟

طبعاً الفيروس له تأثير عالمي وتسبب في إيقاف العديد من الأنشطة الرياضية، وحينما عادت بعض الدوريات، مثل الألماني والإنجليزي والإيطالي، وجدنا الكرة ليست كما كانت والأداء اختلف، وغاب الجمهور وهو الأهم في إثارة وإلهاب حماس اللاعبين في الملاعب، وبالتأكيد كان لذلك تبعاته على أداء اللاعبين، وأصبح الحذر هو سيد الموقف داخل وخارج الملعب، ومن تابع مباراة ليفربول البطل مع كريستال بالاس، التي فاز فيها بالأربعة، يلاحظ عدم الاحتفال كالمعتاد، حتى المدرب تخلى عن عادته بتقبيل اللاعبين، نتيجة القلق من الفيروس، كل هذا أسهم في عدم الاستقرار، وأكيد العودة لما قبل الجائحة، من استعادة نشاط البطولات الكبرى وكسر الحاجز النفسي للاعبين والأجهزة، سيحتاج إلى بعض الوقت ولكنها ستعود بمرور الوقت.

ماذا عن الوضع على الصعيد المحلي؟

إلغاء المسابقات والتفكير في الصحة العامة للناس وانتظار تحديد موعد انطلاقة التدريبات في هذا الظرف الصعب والطقس الحار، أكيد الوضع اختلف عما قبل، الآن سنرى عدم وجود معسكرات خارجية، وسيتم الاكتفاء بالمران المحلي في أماكن مناسبة مثل الصالات الرياضية، استعداداً لانطلاقة الموسم الجديد، يا جماعة الخير جائحة «كورونا» أفقدتنا المتعة الكروية، وإن شاء الله يستطيع العالم اجتياز تلك المحنة قريباً.

كيف تفسر ما يحدث محلياً من خلافات بعد إلغاء المسابقات؟

الخلافات شيء طبيعي، فهناك مصالح متضاربة وآراء مختلفة والبعض يبحث عن صالحه وكله من تداعيات جائحة «كورونا»، المهم في النهاية علينا الاتفاق على أولوية صحة وسلامة للجميع.

والمنتخب الوطني، كيف تراه قبل انطلاقة الدور الثاني للتصفيات المشتركة؟

حينما أتحدث عن المنتخب أتذكر دوري لسنا على قناعة بمستواه، ونتحدث عن المنتخب وكأنه من المنتخبات المسيطرة في القارة الآسيوية، في الوقت الذي يصعب علينا مقارنته باليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وأيضاً السعودية، والمنتخب ليس المرشح الأساسي للتأهل للمونديال ولكن عليه الاجتهاد، وحتى نتأهل لا بد من تطوير العمل الداخلي أولاً.

لياقة بدنية

ماذا تقصد بتطوير العمل الداخلي؟

أقصد تطوير الدوري المحلي، وتطوير مستوى اللاعبين للأسف العمل الحالي ليس عملاً احترافياً يؤهل لمستويات عالمية، لاعبونا ليسوا في وضع بدني يسمح لهم بالتنافس، وأغلب نتائجنا تتعثر في الشوط الثاني نتيجة ضعف الجانب البدني وقلة عدد دقائق اللعب الفعلية وقلة عدد ساعات التدريب، وهذه معوقات تحد من الطموح، لذلك حينما نلعب مع منتخبات حتى لو كانت أقل مستوى من فريقنا نخسر بصورة غير متوقعة لكنها آثار طبيعية لما ذكرته.

احتراف خارجي

وهل عدم وجود لاعبين محترفين في دوريات خارجية سبب؟

أغلب الدول المحيطة بنا أو المنافسة لنا لديها لاعبون محترفون بالخارج، وبالطبع هذا يعزز من تطور مستوى اللاعب، ومعظم لاعبينا ينالون رواتب عالية لا تتناسب مع أدائهم، ولكن فرضاً، لو سمحنا لهم بالاحتراف الخارجي لن ينالوا نصف ما يتقاضوه من رواتب محلية، وبالتالي سيرفض لاعبنا الاحتراف، لذلك نرى عدم وجود الطموح للاحتراف الخارجي بين لاعبينا.

وما هو مردود تطبيق الاحتراف بعد 12 عاماً؟

مردود ضعيف لم يصل بنا للطموح المنشود، لقد توقعنا مردوداً أقوى، لذلك علينا إعادة تقييم تلك التجربة ومراجعة مردود سنوات الاحتراف والعمل على تدارك السلبيات وتعزيز الإيجابيات، لا بد أن نعتمد على القياس والتقييم حتى نتعرف على واقعنا لأننا لم نصل لمرحلة الاحتراف سواء للاعبين أو في العمل الإداري، ونتابع التنافس بين الإدارات للتزايد على اللاعبين في وضع لا يتناسب مع الاحتراف.

إهمال القاعدة

ما هي أبرز سلبية تراها في عالم الاحتراف المحلي؟

عدم الاهتمام بقاعدة المراحل السنية، حيث إن بداية الاحتراف الصحيح لا بد أن تبدأ من القاعدة، ونحن هنا بدأنا بقمة الهرم دون اهتمام بالقاعدة، ما أوجد جيلاً مستواه دون الطموح، عندنا لاعبون تعطف عليهم في كيفية التعامل مع الكرة فنياً حين تصل إليهم، كما أن تعدد تغيير المدربين في قطاع المراحل ونوعيتهم لا يؤهل لعمل جيد، لذلك علينا مراجعة التجربة.

الأكثر مشاركة