توقّع عاصفة تغييرات بعد القضاء على «كوفيد 19»

الطيب: «كورونا» أبرز حاجة رياضة الإمارات للتخطيط الاستباقي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الحديث في الشأن الرياضي الإماراتي الحالي، مع أحمد الطيب مدير إدارة الشؤون الرياضية والفنية في اللجنة الأولمبية الوطنية حالياً، لاعب فريق النصر لكرة القدم سابقاً، فرصة سانحة، للتطرق إلى جوانب تتسم بالشمولية والبعد عن الخوض في السلبيات، والاقتراب كثيراً من حافة متطلبات المستقبل، ولذلك، لا غرابة في أن يقول: «كورونا» أبرز حاجة رياضة الإمارات للتخطيط الاستباقي، والعمل على التحول الذكي ليس الآن، بل قبل أكثر من عقد من الزمن، وإليكم ما جاء في حوار «البيان الرياضي» مع الطيب.

تسلق الجبل

أعلم أنك لا تود الخوض في سلبيات حاضر رياضة الإمارات، ولكن ماذا عن المستقبل؟

شكراً جزيلاً على أنك «خلصتني» من عناء تسلق جبل سلبيات حاضر رياضة الإمارات، لنتحدث عن المستقبل باعتباره الأهم من وجهة نظري، ومن وجهة نظر كل عارف بحقائق الأمور، ولذلك، لا أتردد في التأكيد على أن «كورونا»، كشف فعلياً حاجة رياضة الإمارات بكل تفاصيلها، للتخطيط الاستباقي، الذي لا يتعامل مع الأحداث والأنشطة على أنها أجندة أو برنامج يومي، فيما المطلوب هو العمل من أجل المستقبل، من خلال عبور الحاضر بآليات عملية وعلمية وبرامج قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

ألا تعتقد أن وجهة نظرك أشبه بفلسفة مستحيلة التطبيق؟

أبداً، وجهة نظري ليست فلسفة أو كلام في «الهوة»، التخطيط هو حجر الأساس في أي عمل رياضي، فما بالك عندما يكون استباقياً قبل حدوث الأزمات، ومن أجل تحقيق الإنجازات في المستقبل المنظور أو على المدى البعيد، ألم نسمع طوال سنوات عديدة أن الرياضة خطة وبرنامج واستراتيجية، وحتى يتحقق الإنجاز، لا بد من تخطيط لسنوات عدة، وهذا ما أعنيه بالتخطيط الاستباقي، وإذا كان هناك مَن يرى في وجهة نظري فلسفة، فهذه مشكلته، أنا رجل فني وإداري، ومن حقي الأداء بوجهة نظري بالطريقة التي أراها مناسبة لرياضة وطني.

آثار كبيرة

وما إمكانية تطبيق وجهة نظرك أو فلسفتك في التخطيط الاستباقي؟

التطبيق أو التنفيذ ممكن جداً، «كورونا» فاجأ بظهوره العالم كله، ومنهم الرياضيون، وأحدث آثاراً خطيرة في معظم جوانب الحياة، وبقدر تعلق الأمر بالرياضة، فإن تأثيرات «الفيروس»، كبيرة، ولذلك لو كان لدينا فهم واستيعاب وبُعد نظر في ما يتعلق بالتخطيط الاستباقي في رياضتنا، فإن تلك الآثار ستكون محدودة أو في أقل مدى لها، ولهذا، أرى إمكانية كبيرة جداً لتطبيق وتنفيذ وجهة نظري أو فلسفتي كما أسميتها على الأقل لاستثمار أزمة «كورونا» بعد القضاء عليه بصورة تامة.

هناك قناعة بأن «كورونا» فاجأ العالم، فكيف تطالب بتخطيط استباقي؟

فعلاً، «كورونا» فاجأ العالم، وهذا لا يلغي حتمية أن يكون هناك تخطيط استباقي للتصدي لكل الأزمات المفاجئة منها والمتوقعة، وأعتقد أن تلك مسؤولية كل من له علاقة بالشأن الرياضي في الدولة، ولا يتعلق بجهة أو شخص بعينه، ما أريد الوصول إليه من فكرة التخطيط الاستباقي، هو أن يكون لدينا فهم وإدراك ووعي وتخطيط لما يمكن أن يحدث بعد سنة أو 5 أو حتى 10 سنوات، علينا التفكير بالمستقبل، وعدم حصر إمكاناتنا وإضاعة جهودنا في دوامة العمل اليومي الروتيني.

إدارة المخاطر

هل تعتقد أن رياضة الإمارات تفتقد للتخطيط الاستباقي فقط؟

لا، طبعاً هناك جوانب مهمة تفتقد إليها رياضة الإمارات لا تقل أهمية وتأثيراً عن التخطيط الاستباقي، منها الافتقاد إلى إدارة تحليل المخاطر حاضراً ومستقبلاً، هذه الإدارة بات وجودها أمراً ملحاً في ضوء الارتدادات الناجمة عن «كورونا».

كيف تتوقع صورة المشهد الرياضي الإماراتي بعد انتهاء أزمة «كورونا»؟

أتوقع عاصفة تغييرات رياضية مهمة، فكراً وعملاً وتطبيقاً ومنهجاً وسلوكاً بعد القضاء على (كوفيد 19)، التغيير في رياضة الإمارات بات أمراً متوقعاً بعد «كورونا»!

خلاصة حل

هل تستطيع تقديم خلاصة حل لأبرز هموم رياضة الإمارات؟

بداية الحل الشافي تكمن في حتمية عقد جلسة مصارحة ومكاشفة، تشارك فيها كل الجهات المعنية بإدارة الشأن الرياضي في الدولة لرسم خريطة عمل جديدة، تفضي إلى تغيير رياضي بفكر جديد وتطبيقات عملية وعلمية بعيداً عن الفردية والازدواجية، ولا بد من إحياء المشاريع الرياضية السابقة، خصوصاً ما يتعلق ببرامج إعداد القادة لتأهيل كوادر وطنية شابة لقيادة مرحلة ما بعد «كورونا».

طالما تود الحديث عن المستقبل فقط، كيف رأيت الموعد الجديد لأولمبياد طوكيو 2021؟

تأجيل أولمبياد طوكيو من 2020 إلى 2021، قرار لا بد منه نتيجة تفشي «كورونا»، ولكن في حال لم تتم السيطرة بشكل حاسم على «الفيروس»، فإني أشك بإقامة الأولمبياد في موعده البديل، اليابان حولت القرية الأولمبية وغيرها من المنشآت الخاصة بالأولمبياد إلى مستشفيات ومراكز لفحص المصابين بـ «كورونا»، وهذا مؤشر على صعوبة إقامة الأولمبياد في موعده البديل.

Email