طالب بزيادة الاهتمام بتفريخ مواهب من الأكاديميات

حسن جعفر: 10 سنوات احتراف لم تفرز سوى حارسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبدى حسن جعفر مدرب حراس المرمى السابق، استغرابه من تراجع تفريخ حراس مرمى موهوبين وعلى مستوى طيب، طوال السنوات العشر التي تم خلالها تطبيق التجربة الاحترافية الكروية، وتناول في حواره مع «البيان الرياضي»، عدداً من القضايا الرياضية المهمة، في ما يتعلق بحراس المرمى من بداية الاحتراف، وتحدث عن أسباب تراجع مستوى الفني للحراس، وتطرق إلى ضرورة عودة مدارس حراس المرمى في الأندية، لتكوين قاعدة قوية تفيد الأندية والمنتخبات.

وفي البداية، قال حسن جعفر، ليس من المعقول أن يتم تفريخ حارسين فقط طوال سنوات الاحتراف، هما محمد حسن الشامسي حارس الوحدة، وسلطان المنذري حارس الوصل، ويعلل السبب في ذلك إلى 3 عوامل، الأول: انقراض مدارس تدريب حراس المرمى، والتي اشتهرت بها عدة أندية بالدولة، مثل الشباب والشارقة والوصل والفجيرة، وهم أكثر الأندية تفريخاً للحراس في السنوات الماضية، والثاني: إهمال الأندية لتفريخ المواهب من الأكاديميات، والاتجاه لشراء اللاعبين الجاهزين، والثالث: عدم الاهتمام بالحراس البدلاء بالفرق، وعدم منح الشباب منهم فرصة اللعب الحقيقية، وعلى سبيل المثال، في دوري الرديف، الذي تحول إلي دوري لعقاب اللاعبين، ما أفقده أهميته.

خالد عيسى مرشح لجائزة أفضل حارس | البيان

 

العصر الذهبي

ويقول حسن جعفر، الذي درب الشارقة وكلباء والوصل، إن فترة الثمانينيات والتسعينيات، تعتبر العصر الذهبي لحراس المرمى في الدولة، حيث برزت مدارس كرة في الشارقة، فتخرج فيها محسن مصبح وشقيقه طارق وعبد الله إبراهيم، والأمر نفسه في الشباب، حيث ظهر صلبوخ وعبد القادر حسن وجمعة راشد وسالم عبد الله، والعديد من الحراس المرموقين، وفي المنطقة الشرقية، وتحديداً الفجيرة، حيث ظهر ماجد ناصر وعلي خصيف وخالد عيسى، وكان هناك حارس اسمه محمد عبد الله، كان يعتبر أمل حراس المرمى، ولكنه تعرض لإصابة في عمله ولم يكمل، ووجود حراس المنطقة الشرقية الموهوبين، جعل الأندية تتهافت للتعاقد معهم، وبالتالي، أهمل التفريخ من القاعدة، ولعلها فرصة لمطالبة الأندية بإعادة الاهتمام بتفريخ حراس المرمى الموهوبين، خاصة أن اتحاد الكرة منع الاستعانة بأي حراس أجانب.

عودة مدارس الحراس

وعلق حسن جعفر آمالاً كبيرة على عودة مدارس حراس المرمى مرة أخرى في الأندية، كونها الباب الكبير لتفريخ الحراس، ووجود تنافس في ما بينهم، مع الاستعانة بكفاءات تدريبية تتولي الإشراف على تلك المدارس، لأن حارس المرمى الموهوب، يعتبر نصف فريق، والاستثمار في تفريخ الحراس، استثمار ناجح، لأننا بحاجة إلى حراس جدد موهوبين، من أجل منحهم الفرصة، سواء في الأندية أو المنتخبات الوطنية، في الوقت نفسه، أقول للحراس، اهتموا بأنفسكم أكثر، وتدربوا بجدية من أجل الوصول إلى المرتبة الدولية.

البدلاء

وينصح حسن جعفر، المدربين، بضرورة الاهتمام بالبدلاء، والسعي إلى تطوير قدراتهم وتدارك سلبياتهم، ومنح هؤلاء فرصة اللعب والاحتكاك، إلى جانب زملائهم من اللاعبين الأساسيين، لأن عدم منح اللاعبين فرصة للعب خلال المباريات، يسهم في انخفاض مستواهم، وتقليل حساسيتهم للكرة، وليت المشاركة في دوري الرديف تقتصر على الصف الثاني بالأندية، لمنحهم فرصة اللعب والاحتكاك واكتساب مزيد من الخبرات، حتى يصلوا لمستوى طيب، يستطيعون من خلاله تمثيل الفريق الأول متى سنحت الفرصة لهم.

ماجد ناصر

 

حارس القرن

وعن تقييمه لمستوى حراس المرمى، يقول حسن جعفر، للأسف، الأخطاء متكررة لمعظم الحراس، واللاعب لا يهتم كثيراً بتدريبه وتدارك سلبياته، والأسماء الكبيرة ستظل لها نكهتها، ماجد ناصر وعلي خصيف وخالد عيسى، لهم خبراتهم الكبيرة، وإن كانت الإصابات والإيقافات وراء هبوط مستوى ناصر وخصيف في بعض الأحيان، أما خالد عيسى، فهو نجم الموسم الحالي من الحراس بلا منازع، لأنه يحافظ على مستواه.

وأضاف: حارس القرن في الإمارات، هو محسن مصبح، الذي يظل علامة بارزة في تاريخ حراس مرمى الإمارات، اجتهد وكافح وشارك في مونديال إيطاليا، وأتذكر أنه كان يتدرب مرتين يومياً من أجل تحسين مستواه، ومثل تلك الروح والعزيمة والمثابرة، نفتقدها في معظم لاعبي الجيل الحالي، وهناك عدة حراس، سيكون لهم مستقبل، مثل حسن الشامسي، الذي أتمنى ضمه للمنتخب من أجل اكتساب مزيد من الخبرات، والاستفادة من خبرة زملائه بالمنتخب، وهناك علي حسن الأمير، الذي أنهى الخدمة الوطنية، وسيعود الموسم المقبل لحراسة المرمى.

مدرب قدير

قال حسن جعفر، يعتبر الكابتن محمود الجوهري، من المدربين الذين يهتمون كثيراً بحراس المرمى، سواء خلال عمله في مصر أو الإمارات أو الأردن، وحينما سألت عن السر، عرفت أنه حاصل على شهادة تدريبية ألمانية في فن تدريب حراس المرمى، لذلك فإن العمل معه كان متعة لأي مدرب حراس، لأنه يمنح المدرب خلاصة خبرته وتجاربه.

لمسة وفاء من قدامى الوصل

ينظم قدامى نادي الوصل وعدد من حراس المرمى في الثامنة من مساء اليوم في قرية البوم السياحية في دبي، حفل تكريم لحسن جعفر، بمناسبة اعتزاله تدريب الحراس، تحت شعار «لمسة وفاء»، تقديراً لمشواره مع الكرة الإماراتية طوال 40 عاما، ويشهد الاحتفال عدد من أقطاب الوصل ولاعبيه السابقين وعدد من الحراس الذين تعاقب على تدريبهم.

حسن جعفر مع محسن مصبح | أرشيفية

 

ويملك حسن جعفر، مسيرة مميزة، بعدما دافع عن مرمى الأهلي ومنتخب مصر سابقاً، حيث تعاقد معه نادي العروبة (الشارقة) حالياً، لحراسة المرمى في موسم 73 - 74، وحصل مع الفريق بأول بطولة دوري عام بالموسم نفسه

وعمل جعفر في موسم 1977-1978، مدرباً لحراس الشارقة، وحصل على كأس رئيس الدولة 1982، وتولى تدريب حراس الشارقة في عهد محمود الجوهري، ثم درب حراس كلباء، وفي 1988، انتقل لتدريب حراس الوصل، وفاز مع الفريق بالدوري موسم 1991-1992، وتدرب معه نخبة من الحراس المميزين في الشارقة، منهم المخضرم يحيى عبد الكريم، والسوبر مان محسن مصبح، وحسن إسماعيل، وعبد الله إبراهيم، طارق مصبح، ومن كلباء خلف مندي وخليفة خميس وموسى محمد، ومن الوصل عادل انس، خلفان عبد الله، علي الأمير، احمد سالم، وصلاح ومحمد حسين.

 

«الزعيم» يستحق عرش الدوري

يرى حسن جعفر أن «الزعيم» استحق عرش بطولة دوري الخليج العربي عن جدارة واستحقاق؛ لأن الفريق لعب على عدة جبهات واستطاع أن يظهر بمستوى متميز، خاصة في الدور الثاني من المسابقة، أما الوحدة منافسه الأقرب فلم يستطع المحافظة على مستواه في أغلب المباريات، كما أن الوصل نجم الدور الأول تأثر بتعدد الإصابات في الدور الثاني مع إيقاف عدد من لاعبيه، إضافة إلى ضعف دكة الاحتياط من اللاعبين، وعلى الفريق التنبه لتلك النقطة المهمة.

من احتفالات العين باللقب | البيان

 

وأكد حسن جعفر أن الجزيرة حامل اللقب غاب عن مستواه تماماً، وتوجد علامة استفهام كبيرة على احتلاله المركز السابع، وفي الوقت نفسه كان لغياب شباب الأهلي دبي عن المنافسة تأثير سلبي على المسابقة وقال: «التنافس كان قوياً خلال الدوري؛ نظراً لمشاركة 12 فريقاً فقط، ما جعل المنافسة مشتعلة طوال جولات المسابقة، وأتوقع تراجعاً في المستويات الفنية مع زيادة العدد إلى 14 فريقاً خلال الموسم المقبل، كنت أتمنى أن نترك تجربة 12 فريقاً تنال حظها على أرض الواقع لسنوات أخرى، على أن يُعاد التقييم بعد 4 أو 5 سنوات».

 

إعداد «الأبيض» ليس على مستوى الطموح

أكد حسن جعفر أنه يخشى على المنتخب في نهائيات كأس آسيا التي ستقام في الإمارات مطلع العام المقبل، لأن إعداد الفريق خلال الفترات الماضية لم يكن على مستوى الطموح وطريقة اللعب لا تتواكب مع قدرات وإمكانات اللاعبين، وقال: الفرصة لا تزال قائمة بتعديل عدد من الأمور وزيادة فترات الإعداد ولعب عدد من المباريات الدولية القوية، من أجل وضع اللاعبين تحت ضغط الفوز باللقب والذي يعتبر أمنية وحلم الجميع .

من تدريبات سابقة للمنتخب | البيان

 

وأشار حسن جعفر إلى ضرورة تغليب مصلحة الوطن خلال الفترة المقبلة، وأن يجد المنتخب الدعم من الأندية والإعلام، لأن مشاركة «الأبيض»هدفها المنافسة على اللقب ونيل الكأس للمرة الأولى، وهذا الطموح يلزمه العمل الدؤوب والإعداد المعنوي والفني للاعبين يتواكب مع أهمية البطولة، مع ضرورة عقد جلسة مصارحة مع اللاعبين لتنقية الأجواء وزيادة التركيز للبطولة المقبلة، خاصة بعد الأحداث التي صاحبت «خليجي 23» ولا يزال لها تأثير سلبي، ولا بد من تهيئة اللاعبين بشكل جيد للمشاركة الآسيوية المقبلة، ليكون اللقب تعويض عن فقدان فرصة التأهل لمونديال روسيا.

Email