لا تحاسبوا الأبيض بالقطعة..ولا تقلقوا على نهائيات آسيا

تبدي جماهير الكرة عدم رضاها عن مستوى الأبيض خلال المباريات التي شارك فيها منذ تولي المدرب الإيطالي البرتو زاكيروني مسؤولية تدريب الفريق.

حيث افتقد الفريق القوة الهجومية التي تميز بها خلال الفترات السابقة، فلم يسجل سوى هدفين في 10 مباريات، إضافة إلى تواضع الأداء وهبوط مستوى عدد كبير من اللاعبين، وتعرض الفريق لعدد 4 خسائر آخرها أمام سلوفاكيا والجابون في دورة ملك تايلاند الودية، ما أدى إلى قلق الجماهير على مستقبل الفريق خلال نهائيات كأس آسيا المقبلة.

لذلك التقى «البيان الرياضي» مع المخضرم راشد الزعابي عضو مجلس الإدارة ولجنة المنتخبات، الذي فتح قلبه وتحدث بصراحة عقب عودة الأبيض من بانكوك محتلا المركز الأخير في دورتها الدولية الودية من خلال الحوار التالي:

قلق الجماهير

الجماهير تبدي قلقها الكبير على مستوى المنتخب قبل نهائيات آسيا فما رأيك؟

من حق الجماهير أن تقلق على مستوى منتخب بلادها، ونحن في اتحاد الكرة نشاركهم القلق، خاصة وأن نهائيات آسيا ستقام في الإمارات وبين جماهيرها، وكلنا طموح في المنافسة على اللقب وهذا حق مشروع بعد الخبرات المتراكمة التي اكتسبها اللاعبون طوال السنوات الماضية.

ولكن أقول لتلك الجماهير المحبة لفريقها لا تحكموا على المنتخب بالقطعة، ولا تقلقوا قبل نهائيات كأس آسيا حيث لا يزال الفريق في بداية مراحل الإعداد والتجهيز والقادم أفضل.

ولكن لا يوجد ما يدعو للتفاؤل بعد مستوى الفريق في خليجي 23 ودورة تايلاند؟

في «خليجي 23» كنا قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب بعد أن وصلنا للمباراة النهائية، وفي دورة تايلاند استفدنا كثيراً من الاحتكاك القوي أمام سلوفاكيا والغابون، حيث قدمنا شوطين رائعين خلال المباراتين، ونحن لا نزال في مرحلة إعداد وتجهيز اللاعبين فنيا وبدنيا، وفي ظل تواجد جهاز فني جديد لا يزال يتحسس الخطى في عمله.

وفي مرحلة اختبار لعدد ليس بقليل من اللاعبين الشباب، لاختيار أفضلهم لتثبيت أقدامهم مع المنتخب خلال الفترة المقبلة، وكل ما علينا عمله كاتحاد هو توفير كل عوامل النجاح أمام الفريق، مع مضاعفة الجهد والعمل بما يخدم المنتخب خلال المرحلة المقبلة.

ولكن هناك استياء من مستوى عدد كبير من اللاعبين فكيف تقيم أداءهم؟

خلال الفترة الماضية افتقدها أكثر من 6 لاعبين أساسيين بسب الإصابة، وهبوط مستوى اللاعبين له العديد من الأسباب، منها عدم مشاركة معظم اللاعبين بشكل أساسي مع أنديتهم، وبالتالي يفقد اللاعب حساسية وقوة المباريات، كما إن المدرب بحاجة إلى وقت كاف لتجهيز اللاعبين فنيا،.

وهذا الوقت غير متوافر أمامه حاليا بشكل جيد، ولذلك اتفق مع المنتقدين بأن الوقت المخصص لتجهيز الفريق خلال أيام «فيفا» غير كافٍ، لأن 10 أيام منها يوما راحة بعد لعب مباراتين وديتين، لا يجهزان اللاعبين بشكل جيد.

المشاركة في المباريات

ولكن عددا كبيرا من اللاعبين يشارك بشكل أساسي، ومع ذلك بعيدون عن مستواهم؟

خلال الفترات الماضية غاب عدد كبير من اللاعبين عن المشاركة مع فرقهم، ولذلك احتاج المدرب وقتا طويلا لتجهيز اللاعبين خلال خليجي «23» وكان التجهيز من خلال المشاركة في المباريات، وهناك مثال للاعبين المهاجمين مثل احمد خليل الذي لا يشارك سوى دقائق معدودة خلال مباريات فريقه، واللاعب الدولي يحتاج للمشاركة في المباريات بما لا يقل عن 16 إلى 18 مباراة،.

والوصول إلى هذا الرقم صعب للغاية لعدد كبير من اللاعبين، لذلك ابتعد اللاعبون عن مستواهم وأصبحوا في حاجة إلى إعداد أطول لكي تكون جاهزيتهم جيدة، والملاحظ أن عدداً ليس بقليل يصعب عليه لعب مباراة كاملة مع المنتخب بالمستوى نفسه.

وكيف يمكن التغلب على تلك المشكلة؟

كما قلت بضرورة تكاتف الجميع وتضحية الأندية، فنحن مقبلون على مرحلة الإعداد الرئيسة، فبعد تجمع مايو المقبل، سيكون لدينا تجمع خلال شهر أغسطس المقبل عبارة عن معسكر إعداد خارجي، وتصادفنا خلال هذه الفترة مشكلة صعبة.

حيث إن إعداد الأندية للنسخة الجديدة من الدوري سيكون في الوقت ذاته، وهنا تكمن المشكلة، فهل سيتوجه اللاعب الدولي للمشاركة في معسكر المنتخب أم التواجد مع ناديه.

معسكر أغسطس

وكيف ترى الحل من وجهة نظرك؟

لا بد من تضحية الأندية وتغليب الصالح العام للوطن على الصالح الخاص، من خلال بدء مرحلة الإعداد مبكرا من يوليو، لترك اللاعبين الدوليين للمشاركة في معسكر المنتخب، على أن يتم التحاقهم بأنديتهم عقب انتهاء المعسكر وقبل 10 أيام من انطلاقة منافسات الدوري الجديد، هذه هو الحل الأنسب، لان إعداد المنتخب يحتاج إلى التركيز في المحطات الأخيرة للإعداد قبل انطلاقة البطولة القارية.

وهل تتوقع أن يجد هذا المقترح القبول من الأندية؟

كما سبق وقلت إن المرحلة المقبلة تتطلب تضحيات من الأندية، وسبق أن ضحت الأندية من أجل الوطن في مثل تلك الظروف، وهناك مشاورات وتنسيق مع الأندية من أجل قبول هذا المقترح واعتقد أن الأخوة في لجنة دوري المحترفين ناقشوا مثل تلك الأفكار خلال الاجتماع التنسيقي مع الأندية قبل عدة أيام.

طريقة زاكيروني

البعض يرى أن طريقة لعب المدرب زاكيروني لا تتناسب مع قدرات لاعبينا ويطالبونكم بالتدخل؟

من الصعب لنا في اللجنة الفنية والمنتخبات التدخل في عمل المدرب، ونحن نتشاور مع المدرب بشكل دائم، ولكن من الصعب فرض أسلوب لعب معين عليه «وهذا لا يصح» خاصة وأن زاكيروني مدرب كبير وقدير وصاحب خبرات متراكمة، ويعرف جيدا كيف يوظف قدرات وإمكانات اللاعبين.

وهو صاحب قرار طريقة اللعب التي تناسب الفريق، واعتقد أن المدرب يتوقف مع أعضاء جهازه الفني عقب أية مشاركة لتحليل الوضع والوقوف على إيجابيات وسلبيات كل مرحلة لوضع خطة عمل مناسبة للمرحلة التالية.

نقد الجماهير

هل نقد المحللين والجماهير تسبب لكم بالضيق خلال الفترة الماضية؟

نحن نحترم كل الآراء سواء التي تخرج من المحللين في مختلف وسائل الإعلام، أو من الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي، وكلاهما بالطبع غيور على الوطن ومنتخبه.

ولكن أقول لهم نحن جميعا في قارب واحد هدفه إيصال المنتخب إلى بر الأمان خلال نهائيات آسيا المقبلة، من أجل الظهور المشرف والمنافسة على اللقب، ولا بد أن يتكاتف الجميع خلف المنتخب من أجل منحه دفعة معنوية قبل تلك المشاركة القارية، التي نأمل أن تكون مشاركة للمنافسة على اللقب.

هل أنت متفائل بالمنافسة على اللقب في ظل تلك الظروف؟

بالطبع متفائل، لأننا نملك القدرة على المنافسة باللقب، حيث سبق لنا الفوز على منتخبات عريقة مثل اليابان والسعودية خلال تصفيات مونديال روسيا، والأداء القوي أمام منتخبات أخرى، والمدرب زاكيروني سبق له قيادة منتخب اليابان في نهائيات آسيا بالدوحة ويملك خبرة جيدة في التعامل مع تلك البطولة، ومع تكاتف الجميع مع المنتخب ستكون مشاركتنا إيجابية.

عموري ومبخوت

ماذا عن عودة عموري ومبخوت لصفوف الأبيض خلال التجمع المقبل؟

عموري ومبخوت «عيوننا التي نشوف بها» إلى جانب زملائهما بالفريق، وإذا كان للمدرب وجهة نظر في مرحلة معينة فإن المنتخب لن يستغني عنهما خلال المرحلة المقبلة.

ماذا ينقص المنتخب خلال الفترة المقبلة؟

لا ينقصه سوى دعم الجميع له، ومساعينا لجلب مباريات ودية قوية تساهم في تجهيز اللاعبين بشكل جيد لنهائيات آسيا وخلال التجمع قبل الأخير الذي سيقام في نوفمبر المقبل سيكون شكل المنتخب وأداؤه أفضل بإذن الله.

وقت

يقول راشد الزعابي إن المنتخب يضم لاعبين متميزين يملكون قدرات طيبة، ولكنهم بحاجة لمزيد من الوقت في العمل مع المدرب سواء في المعسكرات أو المباريات القوية، ونحن نراهن عليهم في الفترة المقبلة. بأنهم على قدر المسؤولية والثقة في قدراتهم، وأنهم قادرون على تحقيق طموحات الجماهير.

رهان على جيل المنتخب الأولمبي

يبدي راشد الزعابي إعجابه بجيل المنتخب الأولمبي، يقول إنه جيل متميز يذكرني بجيل منتخب الشباب الذي شارك في مونديال الشباب بمصر، وأن الفريق يضم نخبة من اللاعبين المتميزين، وسيكون لهم مستقبل طيب مع المدرب الجديد، وخسارة الفريق من البحرين ودياً لا تقلل من قيمة الفريق، وكنا بصدد إلغاء تلك المباراة لعدم مناسبة موعدها، ولكن حرصنا على التواجد بين الأشقاء كان سبباً في إقامتها.

وخلال الفترة المقبلة سيكون هناك اهتمام متزايد بالفريق وبرنامج إعداده سيتواصل من خلال معسكرات ومباريات ودية قوية، استعداداً للأسياد والتصفيات الأولمبية المؤهلة إلى نهائيات طوكيو، رغم صعوبة التوازن بين البطولتين، ولكننا نطمح في أن يكون الفريق متميزاً وأحد فرسان الأولمبياد المقبل، ليكرر الإنجاز للمرة الثانية.

إعداد جيد للشباب والناشئين

شهدت الفترة الأخيرة عودة قوية لمنتخبات الشباب والناشئين في إطار السعي لبناء قاعدة قوية للمنتخبات تؤدي إلى تفريخ لاعبين على مستوى جيد تفيد المنتخب الأول خلال السنوات المقبلة.

ويقول راشد الزعابي تم استحداث منتخب تحت 13 سنة من أجل الاستعداد المبكر لتصفيات الناشئين العام المقبل، إضافة إلى الاهتمام الكبير بمنتخب الشباب الذي تأهل إلى نهائيات آسيا التي ستقام في جاكرتا أكتوبر المقبل.

لذلك أقمنا عدة بطولات دولية ودية في الفترة الماضية من أجل توفير إعداد قوي للاعبين، وزيادة خبراتهم من خلال الاحتكاك مع مدارس لعب مختلفة تزيد من خبراتهم، كما سيتم تنظيم مزيد من التجمعات، وإقامة مباريات ودية، لكونها الأساس في تكوين شخصية المنتخبات، والعمل قائم بكل جدية وستظهر نتائجه خلال الفترة المقبلة.

* لا يحق لنا فرض طريقة لعب على زاكيروني

* الدوليون مستواهم هبط لقلة مشاركتهم بالدوري

* يجب على الأندية تغليب صالح الوطن على مصالحها

* نتفق مع المنتقدين بأن أيام «فيفا» غير كافية

* عموري ومبخوت «عيونا التي نشوف بها» ولاغنى عنهما

* الوديات القوية سلاحنا لتجهيز اللاعبين بدنياً وفنياً