شخصية وقضية

فاهم القاسمي: اكتشاف 6000 لاعب واعد في الغولف

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

معلوم هو في رياضة الغولف الإماراتي والعربي، لذلك كان اللقاء معه كاشفاً جلياً لتلك القضية التي تخص محدودية عدد الممارسين لهذه اللعبة، ومدى تطورها في الفترة الأخيرة، وكيفية زيادة أعداد لاعبيها، في ظل ما تطلبه من تكلفة وأدوات وملاعب ومستلزمات.

إنه الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس الاتحادين العربي والإماراتي للغولف، حيث كشف العديد من النقاط الهامة حول هذه الرياضة الراقية، من خلال هذا اللقاء، الذي استهله بأن التوجيهات السامية التي أصدرها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، القاضية بالسماح لأبناء المواطنات، ومواليد الدولة، بجانب المقيمين، بالمشاركة في المسابقات الرياضية الرسمية، ما هي إلا قرارات من أب رحيم نحو أبنائه، سواء من المواطنين أو المقيمين والوافدين، وتعكس حرص سموه على الاهتمام والرعاية بكافة مكونات المجتمع الإماراتي بشكل عام، والرياضية على وجه التحديد، وسيكون لها مدلولات كبيرة على صعيد تطوير الرياضة في الدولة، من خلال الاستفادة من الكفاءات والمواهب، نحو تحقيق مزيدٍ من الإنجازات للرياضة الإماراتية، ومنها رياضة الغولف.

الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي قال إن العديد من الشباب الذين يعيشون على أرض دولتنا الحبيبة، وينعمون بالأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة، يمتلكون مهارات رياضية عالية، ويبحثون عن فرصة لرد الجميل، وقد جاء هذا القرار لمنحهم فرصة بلوغ المنتخبات الوطنية وتمثيل الدولة بالصورة المثلى في المحافل الدولية.

قائد مسيرة اللعبة محلياً تطرق في حديثه لـ«البيان الرياضي» إلى الكثير من خطط واستراتيجية الاتحاد وما تحقق منها واستشراق مستقبلها.

الاستفادة من القرار

القاسمي اكد أن أعداد الممارسين لرياضة الغولف في تزايد إثر النتائج المتميزة التي تحققت على مدار الأعوام الماضية، طبقاً للبرنامج الوطني على صعيد اكتشاف المواهب، منذ أكثر من ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن اللاعبين الذين حققوا إنجازات، على صعيد منتخبات المراحل السنية هم نتاج هذا البرنامج، وقال إن القرار الحكيم من صاحب السمو رئيس الدولة، سيمنح الاتحاد آفاقاً رحبة للاستفادة من خلال التوجه إلى مدارس الدولة واكتشاف المزيد من المواهب، وبلوغ المنتخبات الوطنية لتمثيل الدولة.

نشر اللعبة

الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي قال: اتحاد الغولف فطن منذ فترة إلى أعداد الممارسين، واجتهد في نشر اللعبة، من خلال تخصيص برامج البحث عن المواهب، وقد أثمر ذلك عن جيل جديد من أبطال اللعبة ينافسون حالياً في المحافل العربية والخليجية، وصولاً إلى توجه الاتحاد على مدار العامين الماضيين، وبالتعاون مع موانئ دبي العالمية وأكاديمية تطوير الأداء في عقارات جميرا إلى المدارس في برنامج واعد تم من خلاله اكتشاف أكثر من 6000 لاعب، يتم العمل عليه حالياً في بناء قواعد سنية جديدة تسهم في زيادة انتشار اللعبة وتطوير أدائها.

حلم أولمبي

استدرك بقوله: على مدار أكثر من عامين قفز الغولف الإماراتي خطوات نحو الأمام على صعيد صناعة أجيال قادرة على إكمال مسيرة الجيل السابق من نجوم اللعبة، لتأتي النتائج واعدة خصوصاً العام الماضي الذي سجل إنجازات مشرفة خليجياً وعربياً، وحالياً نسعى للمنافسة على البطولات الآسيوية وبلوغ المحافل الأولمبية.

نتائج مبشرة

قال: سعادتنا وأخواني أعضاء مجلس إدارة الاتحاد وأسرة اللعبة كبيرة بالنتائج التي تحققت، لا سيما أنها جاءت عن طريق لاعبين يمثلون البرنامج الطموح الذي ينفذ، وقد نجحوا سريعاً في التدرج وأخذ مكانتهم في قائمة المنتخبات الوطنية، وحققوا الفوز بذهبية فردي خليجي الناشئين، التي جاءت بدورها مكملة لاحتفاظ فريق السيدات للعام الثاني على التوالي بذهبية الفردي والفرق مع لاعبات يتمتعن بمعدلات عمرية صغيرة لا يتجاوزن الـ 17 ربيعاً.

أضاف: زيادة أعداد ممارسي الغولف تأتي من خلال نشر اللعبة وتعدد أنشطتها وبطولاتها، ونحن نحرص على تواجد لاعبينا في كافة البطولات العالمية، وهو ما أكدناه عندما استضفنا عام 2015 «كأس نيمورا»، لنكون أول بلد شرق أوسطي يحظى بهذا الشرف على المستوى العالمي، ويعكس أيضاً مدى الثقة التي تحظى بها الإمارات على استضافة وتنظيم كبرى الأحداث العالمية، يضاف إلى ذلك أننا ندفع بأبنائنا للتواجد في كبرى البطولات العالمية بهدف اكتساب الخبرة، بالصورة ذاتها لمشاركة لاعبي المنتخب أحمد سكيك ومحمد الهاجري في بطولة كأس آسيا في أكتوبر الماضي بنيوزيلندا، وأن لاعبينا من العناصر الشابة التي نتطلع من خلال مشاركاتهم لاستمرار اكتساب خبرات الاحتكاك بنخبة لاعبي القارة، بالإضافة لمشاركة محمد الهاجري وراشد العمادي وبطلتي خليجي السيدات ريما الحلو وتارة المرزوقي في بطولات آسيا والمحيط الهادئ للاعبين الناشئين.

خبرات عالمية

وأكد أن بناء أجيالٍ جديدة من لاعبي الغولف الإماراتي يتطلب في جزء منه التواجد في كبرى الساحات العالمية على صعيد اللعبة، وهو ما يعمل عليه اتحاد اللعبة بتوفير الدعم الكامل لكافة المنتخبات الوطنية، سواء في التواجد بمعسكرات خارجية بصورة دورية، أو المشاركة في بطولات عالمية ومنها «كأس إيزنهاور» الشهيرة التي تعد ثانية كبريات البطولات العالمية للغولف، وتشهد مشاركة أكثر من 1000 لاعب من شتى دول العالم، في ظل البحث الدائم عن إيجاد فرصٍ إضافية للاعبي الدولة في اكتساب خبرات الاحتكاك بنخبة لاعبي العالم.

رؤية المستقبل

وفي تفسيره لتوجه اتحاد اللعبة إلى المدارس قال: شكلت هذه الخطوة قفزة في زيادة أعداد لاعبي الغولف، لا سيما في ظل دعم موانئ دبي العالمية، والتعاون الوثيق مع أكاديمية الجولة الأوروبية لتطوير الأداء، وهذا نجح في استقطاب أكثر من 6000 طالب من المواهب، ما يؤكد تعزيز وانتشار اللعبة في الإمارات التي تشكل نموذجاً عالمياً في التعايش على أرضها بين كم هائل من الجاليات المقيمة على أرضها، وبالتالي فإن هذه الجهود ستنعكس تدريجياً على تطوير اللعبة، سواء على صعيد رفد المنتخبات الوطنية بمواهب جديدة، أو على صعيد توفير فرصٍ إضافية لمواهب الجاليات والمقيمين على أرض الدولة في الاستفادة من هكذا فرص.

قيادات إماراتية

تولى معالي الشيخ فاهم القاسمي منذ عام 2009 ولدورة انتخابية ثانية على التوالي رئاسة الاتحاد العربي للغولف، واستضافة الإمارات لمقر الاتحاد العربي لدورتين متتاليتين، بخلاف رئاسته للاتحاد المحلي، ما يعكس حجم الثقة التي يحظى بها، والخبرات الكبيرة التي يتمتع بها الغولف الإماراتي لقيادة اللعبة عربياً، بتقلد عادل الزرعوني لمنصب الأمين العام للاتحاد العربي، وخالد مبارك الشامسي بعضوية اللجنة التنظيمية الخليجية للغولف.

أجندة محلية

الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي ذكر أن اتحاد اللعبة يحرص بالتعاون مع أندية الدولة، على توفير الظروف الملائمة نحو تطور نشاط اللعبة، وزيادة أعداد البطولات، ومنها موسم «الميدالية الوطنية الشهرية» التي تقام جولاتها كل شهر، وبطولة وسام الاستحقاق للهواة التي باتت تضم 14 جولة وتشهد مشاركة جميع لاعبي الأندية جنباً إلى جنب مع لاعبي المنتخبات الوطنية وفي فئات سنية مختلفة ولكلا الجنسين، وصولاً إلى بطولات تنشيطية، ومنها البطولات الصيفية المختلطة، بالإضافة إلى البطولات الرسمية لاتحاد اللعبة من أبرزها كأس صاحب السمو رئيس الدولة.

مكارم وأوسمة

قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي عن الأوسمة: لا بد من أن نتذكر بكل فخر واعتزاز عندما حصل منتخبنا للناشئين على شرف ونصيب من مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ومكرمة جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي لمواسم عديدة منذ عام 2013 حتى 2016 بحصول بنات الإمارات على المستوى الفرقي والفردي على ذهب بطولات الخليج وحصول أبنائنا على ذهب العرب والخليج، وكان لنا نصيب وافر من هذه المكرمة التي خصصت لأصحاب الإنجازات الرياضية، وباتت جزءاً هاماً لا يتجزأ من استراتيجيات دولة الإمارات العربية المتحدة وقياداتها الرشيدة.

الغولف العربي

الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي قال عن الغولف في الوطن العربي: بالطبع هي من الألعاب الحديثة والجديدة على مجتمعاتنا العربية، ولم تخل من صعوبات فيما يتعلق بنشر ثقافتها وزيادة انتشارها، ومن هنا جاء العمل على نقل خبراتنا في كيفية معالجة الصعوبات نحو الأشقاء العرب، وتحديداً تجربة نجاح الغولف الإماراتي على مدار السنوات الماضية، وخلال فترتين انتخابيتين لي في الاتحاد العربي تم تنشئة وإعداد أجيال جديدة على صعيد اللعبة بتركيز العمل على صقل المواهب في المراحل السنية الواعدة، أثمرت عن النجاح في إدراج بطولات خاصة لجميع قواعد اللعبة إلى أجندة الاتحاد العربي.

بطولات

قال الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، إن هناك العديد من البطولات تبدأ في السادس من نوفمبر الجاري بالمشاركة في «كأس نيمورا» بماليزيا، قبل أن تتبع خلال الفترة من 13 وحتى 19 من الشهر ذاته بالمشاركة في البطولة العربية للشباب والناشئين والسيدات التي تستضيفها تونس، وصولاً في 27 من نوفمبر وحتى الثالث من ديسمبر بالتواجد في البطولة العربية للرجال التي تستضيفها العاصمة الأردنية عمان.

Email