مونديال 1998.. نسخة تاريخية منحت فرنسا لقبها العالمي الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

مع ارتفاع مستوى كرة القدم الآسيوية والأفريقية في الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، كان من الطبيعي زيادة نصيب القارتين من المقاعد في بطولات كأس العالم.

ولكن هذا لم يكن ممكنا بالطبع على حساب نصيب القارة الأوروبية، التي ارتفعت فيها مستويات العديد من المنتخبات أيضا.
ولهذا، كان الحل الأفضل هو زيادة حجم البطولة ورفع عدد المقاعد من 24 إلى 32 ، وحدث هذا منذ النسخة الـ16، التي استضافتها فرنسا في 1998 .
وحصلت فرنسا على حق استضافة هذه النسخة في 1992 بعد منافسة مع المغرب على حق استضافة هذه النسخة، وأصبحت فرنسا ثالث بلد يستضيف كأس العالم للمرة الثانية حيث سبق لها استضافة النسخة الثالثة في 1938 .
وأجريت قرعة التصفيات المؤهلة لهذه النسخة التاريخية في 12 ديسمبر 1995 بمتحف اللوفر في العاصمة باريس، لتبدأ رحلة المنافسة على التأهل لأول مونديال يشهد مشاركة 32 منتخبا.
وفي النهائيات، كانت المقاعد الـ32 موزعة على الاتحادات القارية بواقع 15 مقعدا لأوروبا و5 لأمريكا الجنوبية و3 للكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) و4 لآسيا و5 لأفريقيا فيما لم تشهد البطولة تأهل أي منتخب من اتحاد أوقيانوسية.

ولكن زيادة عدد مقاعد المونديال لم يكن التغيير الوحيد في هذه البطولة، حيث طبق أيضا نظام الهدف الذهبي الذي يحسم المباراة مباشرة لصاحب أول هدف في الوقت الإضافي حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، وذلك دون الحاجة لاستكمال الوقت الإضافي بعد هذا الهدف.
كما طبقت قاعدة حظر العرقلة من الخلف إضافة للسماح لكل منتخب بإجراء 3 تبديلات على صفوفه خلال المباراة من بين اللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء.

ومثلت منتخبات السعودية والمغرب وتونس كرة القدم العربية في هذه النسخة، ولكنها خرجت جميعا من الدور الأول للبطولة، الذي أقيم بنظام دور المجموعات أيضا مع تأهل صاحبي المركزين الأول والثاني فقط من كل مجموعة إلى الدور الثاني (دور الـ16) بعيدا عن الحسابات المعقدة في النسخ التي سبقتها بسبب فرص التأهل لبعض منتخبات المركز الثالث.

وكان منتخبا فرنسا والأرجنتين هما فقط من حصدا العلامة الكاملة في الدور الأول حيث حقق كل منهما الفوز في المباريات الـ3 التي خاضها بمجموعته فيما خسر المنتخب البرازيلي حامل اللقب أمام نظيره النرويجي، وتسببت هذه الهزيمة في الخروج المبكر للمنتخب المغربي من البطولة برغم فوزه على المنتخب الاسكتلندي في الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة.

ولم تشهد فعاليات الدور الأول مفاجآت كبيرة باستثناء استمرار الأداء القوي من المنتخب النيجيري في هذه النسخة ليتصدر مجموعته متقدما على باراجواي، التي تأهلت على حساب منتخبي إسبانيا وبلغاريا.

ولكن كلا من منتخبي نيجيريا وباراجواي ودع البطولة من الدور الثاني (دور الـ16)، الذي شهد مواجهة مثيرة بين منتخبي الأرجنتين وإنجلترا لم تحسم إلا بركلات الترجيح لصالح المنتخب الأرجنتيني الذي سقط في دور الثمانية أمام المنتخب الهولندي.

وفيما احتاجت فرنسا للهدف الذهبي من أجل الإطاحة بمنتخب باراجواي من دور الـ16، في أول استخدام لهذه القاعدة ببطولات كأس العالم، كان عليها الاحتكام لركلات الترجيح من أجل الإطاحة بالمنتخب الإيطالي من دور الثمانية.

وفي المقابل، استحق المنتخب الكرواتي عن جدارة لقب الحصان الأسود في هذه النسخة بعدما واصل طريقه في البطولة حتى المربع الذهبي من خلال تحقيق المفاجأة بالفوز على المنتخب الألماني 3-0 في دور الثمانية.

ومن بين أربعة وجوه جديدة (كرواتيا وجامايكا واليابان وجنوب أفريقيا)، شاركت في المونديال للمرة الأولى من خلال هذه النسخة ، كان المنتخب الكرواتي هو الوحيد الذي بلغ الأدوار الإقصائية.
ولعبت أهداف مهاجمه الخطير دافور سوكر دورا بارزا في هذا النجاح؛ حيث توج سوكر بلقب هداف هذه النسخة برصيد 6 أهداف.

ولكن الفريق سقط أمام نظيره الفرنسي 1-2 في نصف النهائي فيما فازت البرازيل على هولندا بركلات الترجيح ليجمع النهائي بين المنتخبين البرازيلي حامل اللقب والفرنسي صاحب الأرض على ملعب استاد دو فرانس في ضاحية سان دوني بباريس.

وصبت الكثير من الترشيحات في صالح المنتخب البرازيلي الذي خاض البطولة بفريق متميز يقود هجومه "الظاهرة" رونالدو إلى جانب نجوم بارزين مثل ريفالدو وبيبيتو وروبرتو كارلوس وكارلوس دونجا وكافو، ولكن اللقب كان من نصيب المنتخب الفرنسي بفضل الرأس الذهبية للنجم الشهير زين الدين زيدان.

وباغت زيدان المنتخب البرازيلي بهدفين من ضربتي رأس في الشوط الأول فيما ظهر رونالدو بعيدا عن مستواه العالي في هذه المباراة، ما ساهم في أن يعزز المنتخب الفرنسي انتصاره في الشوط الثاني بهدف ثالث حمل توقيع إيمانويل بوتي في الوقت بدل الضائع للمباراة.

وكما كان الحال مع كل انتصار يحققه المنتخب الفرنسي في هذه البطولة، حرص لوران بلان نجم المنتخب الفرنسي على تقبيل رأس زميله حارس المرمى "الأصلع" فابيان بارتيز مع الفوز الكبير على البرازيل والتتويج باللقب العالمي.

وبهذا الفوز، انضم المنتخب الفرنسي إلى السجل الذهبي لبطولات كأس العالم بإحراز لقبه العالمي الأول، وأصبح المنتخب السابع في قائمة المتوجين بالمونديال بعد منتخبات أوروجواي وإيطاليا وألمانيا والبرازيل وإنجلترا والأرجنتين.

كما أصبح سادس منتخب يحرز اللقب العالمي على أرضه؛ فلا يزال المنتخب البرازيلي هو الوحيد الذي لم يحرز اللقب على أرضه حتى الآن رغم استضافة بلاده البطولة في 1950 و2014 .
 

 

Email