السقوط أساطير أوروبا في الهاوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أننا مقبلون على متابعة كرة قدم مختلفة عما تعودنا عليه قبل تفشي فيروس «كورونا» عالمياً، وخلال شهور قليلة منذ استئناف النشاط الرياضي، بعد فترة طويلة من التوقف، صدمتنا الدوريات الأوروبية بخسائر قاسية ومذلة لفرق كبيرة وعريقة، مثل خسارة برشلونة 2 - 8 من بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، ومانشستر سيتي من ليستر سيتي 2 - 5 في الجولة الثالثة من الدوري الإنجليزي الممتاز، واكتمل المشهد أول من أمس، بخسارة ليفربول من مضيفه أستون فيلا 2 - 7، ومانشستر يونايتد من توتنهام 1 - 6.

وتعد تلك الخسائر مهينة، ولا تليق بكيان وسمعة فرق مرموقة في عالم الكرة، وتبشر بموسم صعب ومثير، وصعود كيانات جديدة في عالم كرة القدم، ورغم اختلاف الكثيرين حول الأسباب، إلا أنه من المؤكد، أن كرة القدم العالمية، تمر بظروف استثنائية بفعل وباء «كورونا»، وهذه الظروف ألغت الفوارق بين الجميع، ولن يكون هناك فريق كبير وآخر صغير، وستظل المنافسة قائمة حتى الجولة الأخيرة من عمر الدوريات والمسابقات الوطنية والقارية الكبرى.

تكرار

المدرب العراقي عبد الوهاب عبد القادر، توقع أن تتكرر تلك الخسائر لفرق عريقة أخرى خلال الموسم الحالي، وبرر ذلك بالحالة النفسية لبعض اللاعبين، نتيجة الإجراءات الاحترازية المشددة لمواجهة فيروس «كورونا»، وشعور بعضهم بحالة من القلق على سلامته الشخصية، أو على أفراد العائلة والأصدقاء، مع شعور البعض أيضاً بحالة من الملل، نتيجة تكرار الفحوصات بشكل روتيني، وعلى فترات متقاربة، لا تتجاوز الأيام القليلة.

وقال: «الجانب النفسي من أهم العوامل المتسببة بمثل تلك الخسائر الثقيلة لفرق عريقة، لأن هناك لاعبين داخل الملعب بأجسادهم فقط، ولكن عقولهم تفكر في أمور أخرى، ربما قريب أو صديق مصاب بالفيروس، وهو الأمر الذي يشكل ضغوطاً خارجية، ويؤثر سلبياً بلا شك على التركيز والحالة الفنية والبدنية».

من جانبه، قال ثامر محمد لاعب بني ياس السابق: ««كورونا» ليست سبباً في تلك الخسائر الثقيلة، ولكن السبب أن الفريق الخاسر لم يكن في يومه، فيما حظي منافسه بتوفيق كبير في استغلال الفرص، وسبق أن رأينا المنتخب البرازيلي يخسر على أرضه وبين جماهيره من المنتخب الألماني 1 - 7، وفي بطولة كبيرة، مثل مونديال 2014».

وأوضح: «يرى الخبراء والجماهير، مثل تلك النتائج كبيرة، وهي بالتأكيد كذلك، وستبقى ذكرى تاريخية، ولكننا كلاعبين، نراها عادية، ويمكن أن تحدث لسوء توفيق واجه الخاسر، وفي المقابل، صادف توفيق كبير للمنافس في استغلال الفرص المتاحة، ومثلاً، فان ديك لاعب ليفربول، في الموسم قبل الماضي، لم يراوغه لاعب، ولكن أول من أمس، مر منه لاعب مرتين، ما يعني أن لاعب ليفربول لم يكن في يومه». واختتم قائلاً: «نحن لا نعرف الظروف قبل أو خلال المباراة التي مر بها الفريق الخاسر، وخسارة ليفربول بنتيجة كبيرة مثلاً قبل خمس سنوات، كانت أمراً عادياً، ولكنها تسببت بهذا الصدى الكبير، كونه بطلاً للدوري الإنجليزي في الموسم الماضي».

ظروف

أكد عبد الرحمن محمد نجم منتخبنا الوطني والنصر سابقاً، وعضو مجلس إدارة شركة النصر لكرة القدم، على أن الظروف التي يعيشها العالم بسبب فيروس «كورونا»، ليست سبباً في الخسائر الكبيرة التي منيت بها فرق كبيرة، عقب استئناف النشاط الرياضي، وقال: «هذه النتائج تحدث كثيراً على مدار تاريخ كرة القدم، ويمكن أن تتكرر كل موسم، وسببها فقط أخطاء فردية مؤثرة، وتوفيق كبير ساند المنافس في استغلال تلك الأخطاء». وأوضح: «إذا رأينا مباراة ليفربول، سنرى أخطاء فردية واضحة، وتوفيق ساند أستون فيلا في استغلالها في يوم المباراة، وأي إنسان عاقل، لا يمكن أن يتوقع مثل تلك النتيجة، وحتى الألماني يورغن كلو

ب مدرب ليفربول، قال بعد المباراة، إن فريقه ارتكب أخطاء غير معقولة، بينما مباراة توتنهام ومانشستر يونايتد، متكافئة بين فريقين عريقين، بصرف النظر عن النتيجة الكبيرة».

Email