إصابات وأزمات

بيل ونيمار.. يداً بيد منذ اليوم الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي عجائب كرة القدم، ارتباط غريب بين نجمين لم يلعبا سوياً، وليسا من جنسية واحدة أو حتى من قارة واحدة، بل لفترة من الزمن كانا خصمين، ولكن يبدو أن الرابط بينهما هو الضجة التي أثاراها عام 2013، عندما فضل البرازيلي نيمار أن ينضم إلى برشلونة، ليرد الغريم التقليدي ريال مدريد على خسارة الموهبة البرازيلية بالإقدام على أغلى صفقة انتقال في ذلك الوقت، عندما تعاقد مع الويلزي غاريث بيل قادماً من توتنهام الإنجليزي في صفقة تجاوزت حاجز مئة مليون يورو.

منذ ذلك اليوم ارتبط الثنائي معاً، وباتت المقارنة بين نيمار وبيل جزءاً من المقارنة بين ميسي ورونالدو، ولعل هذا هو وجه الشبه الأول بين الثنائي الذي عرف كثيراً من الأزمات منذ 2013، وكذلك أمضى وقتاً طويلاً في المعاناة من الإصابة.

الرجل الثاني

على الرغم من أن بيل كان الصفقة القياسية في عام 2013، إلا أن الويلزي كان مدركاً، أن أمامه مهمة كبيرة وهي أن يصبح النجم الأول ويغادر دور الرجل الثاني الذي يلعبه في ظل الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي حضر هو الآخر إلى النادي الملكي في صفقة قياسية قبل 5 سنوات من التعاقد مع بيل، ولكنه نجح في التربع على عرش النادي الملكي، وهي المهمة التي فشل بيل تماماً في إنجازها، ذات فشل البرازيلي نيمار، الذي وجد نفسه في ظل البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي، النجم الأول بل الأوحد للبارسا في الألفية الجديدة، فلم يكن أمام نيمار إلا أن يقبل بدور الرجل الثاني ولكن إلى حين.

ضجة الرحيل

ما بين رحيل وأنباء عن عودة، واستحالتها أمضى البرازيلي نيمار الموسمين الأخيرين من عمره الرياضي، بعد أن غادر البارسا بعقد قياسي إلى باريس سان جيرمان محاولاً أن يصنع مجده الخاص بعيداً عن (سلطة) الأرجنتيني المتميز ليونيل ميسي، وحاول نيمار الذي عرف المجد كله عندما قاد برشلونة في الريمونتادا الشهيرة على حساب سان جيرمان، أن يستغل هذا النجاح ويؤكد للعالم أنه قادر على تحقيق الألقاب الفردية والجماعية بعيداً عن البارسا، وتحديداً بعيداً عن ميسي، مشعلاً النار في برشلونة برحيله الغريب، ولكن كل ما خرج به البرازيلي هو تداول اسمه كصفقة قياسية، وأنباء كل حين عن الرغبة في العودة إلى (ظل ميسي).

أجواء ساخنة

وإذا كان رحيل نيمار، قد أشعل الأجواء في البارسا، حيث لا تزال الأجواء ساخنة في النادي الكاتالوني الساعي إلى استعادة نجمه البرازيلي، فإن الوضع في العاصمة الإسبانية كان على خلاف ما يجري في مدينة برشلونة، التي كانت رافضة لرحيل نيمار، ويسعى ناديها الأول إلى عودة البرازيلي مهما كان الثمن، فإن بقاء غاريث بيل في صفوف النادي الملكي، ورفضه الرحيل خاصة إلى الصين، كان محبطا جدا لفلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي، الذي كان يأمل في الحصول على مبلغ يساعده على التعاقد مع أحد النجوم الذين يرغب بهم المدرب العائد زين الدين زيدان الذي لا يبدو سعيداً هو الآخر باستمرار غاريث بيل ضمن صفوف النادي الملكي.

غيابات قياسية

عامل آخر ربط بين النجمين نيمار وبيل، فكلاهما بات أسيراً للإصابات التي وصلت معهما إلى رقم قياسي عالمي، وتحديداً تغيب الثنائي لمدة 845 يوماً عن الملاعب منذ انتقالهما إلى صفوف عملاقي الليغا عام 2013.

وبالنسبة لنيمار فيبدو أنه مثلما حطم الرقم القياسي لأغلى صفقة في العالم، ها هو يحطم الرقم القياسي لعدد الأيام غير المتتالية التي يغيب فيها لاعب عن الفرق التي يلعب لها وتحديدا عن برشلونة ثم باريس سان جيرمان حيث غاب نيمار لمدة 435 يوماً عن صفوف الفريقين بداعي الإصابة، وهي الفترة الأطول للاعب منذ عام 2013.

ولم يكن غاريث بيل بعيداً عن الرقم القياسي لنيمار، حيث غاب هو الآخر لفترة طويلة جداً، تعد هي الأطول للاعب في فريقه، بعد أن غاب عن صفوف الريال لمدة 410 أيام منذ 2013، وتحديداً بعد تعرضه للإصابة 23 مرة، في الوقت الذي كان فيه غياب نيمار نتيجة لتعرضه للإصابة 17 مرة.

 

Email