درس «مان سيتي» يلهم نخبة الأندية الأوروبية

الطمع يهدد مستقبل سترلينغ ورامزي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما يقدم الدرس في الكرة الجميلة على الملعب، ها هو مانشستر سيتي يقدم درساً آخر خارج الملعب، وتحديداً في كيفية التعامل مع تجديد عقود لاعبي الفريق، وهو ما بدأت الأندية الأوروبية الكبرى في السعي إلى تطبيقه حسب تصريحات مصدر عالٍ أمس لوسائل إعلام بريطانية.

فبعد سلسلة ناجحة من عقود التمديد قام بها مان سيتي في الفترة الأخيرة ثارت تساؤلات حول سبب عدم إعلان مان سيتي عن تجديد عقد النجم الإنجليزي الدولي رحيم سترلينغ حتى الآن.

والأمر ببساطة أن مان سيتي رفض أن يتخطى الميزانية المحددة لتجديد التعاقد مع اللاعب الذي حاول الوصول إلى الشروط التي يرغب بها، مستغلاً تألقه في الموسم الماضي، بل وأن الجناح الإنجليزي مضى أكثر من ذلك وهو يطلب إيقاف مباحثات تمديد العقد حتى نهاية المونديال على أمل أن يتألق ويسعى إلى الحصول على راتب أسبوعي أكبر، وكانت الإجابة من مان سيتي، قبل أو بعد المونديال أن هذا الراتب المعروض غير قابل للتفاوض، وأن الميزانية المحددة لتجديد التعاقد ستظل كما هي.

واتبع مان سيتي سياسة عادلة في تمديد عقود نجوم الفريق، ولا أدل على ذلك من تمديد أكبر نجوم الفريق لعقودهم لفترات طويلة، بينما يظل رحيم سترلينغ وحده الذي لم يمدد عقده بين المستهدفين لتمديد العقود في الفترة الأخيرة من قبل مان سيتي.

مباحثات

وكشف مصدر مقرب من رابطة الأندية الأوروبية (إيكا)، وهي التجمع الرياضي الذي يضم 103 أندية من 53 دولة أوروبية، بينها أندية النخبة الكبرى في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، أن «إيكا» تدرس فعلياً عقد جلسة لجمعيتها العمومية من أجل التزام جماعي بتحديد سقف لرواتب اللاعبين خاصة في تجديد العقود، مشيراً إلى أن هذا المقترح جاء بعد أن تابعت «إيكا» مجموعة من الاجتماعات الثنائية والثلاثية بين الأندية الكبرى للتنسيق في مسألة تمديد عقود النجوم، متخذين من الدرس الذي قدمه مان سيتي منهاجاً للاستمرار عليه.

وأضاف المصدر إن أول من بادر إلى الاستفادة من تجربة مان سيتي هو جاره وغريمه التاريخي مان يونايتد، الذي استفاد بالفعل من الدرس الذي قدمه سيتي له بالمجان في مفاوضات التعاقد مع لاعب أرسنال السابق اليكسس سانشيز، حيث رفض مان سيتي تجاوز الميزانية المحددة للتعاقد مع اللاعب بينما استجاب يونايتد لشروط سانشيز، وهو ما فتح الباب أمام مطالبات كبيرة من بقية لاعبي الفريق وعلى رأسهم حارس المرمى ديفيد دي خيا الذي قرر يونايتد أخيراً التوقف عن مفاوضات تمديد عقده، وقرر اتباع أسلوب السيتي في تقييم الموقف وتقديم صفقة عادلة، وعلى اللاعب القبول بها أو الرفض.

ولعل تصريحات مورينيو في أن دي خيا يمكن أن يرحل عن الفريق هي اعتراف باتباع يونايتد لسياسة مان سيتي التي ألهمت أيضاً النادي اللندني العريق أرسنال الذي أكد بوضوح أنه لن يتجاوز سقف الرواتب المحدد لتمديد عقد الويلزي آرون رامزي، وكان أرسنال قد مدد عقد الألماني مسعود أوزيل، مستفيداً من الميزانية المتبقية لعدم تمديد عقد سانشيز، إلا أن تمديد عقد أوزيل أدى إلى ارتفاع في سقف الرواتب، ما دفع رامزي إلى المطالبة بالمساواة مع الألماني وهو ما يرفضه أرسنال حالياً، وكشفت مصادر في النادي اللندني اتخاذ قرار بمنح رامزي الفرصة ليقبل بالعرض المقدم أو أن يغادر النادي في يناير، واعترف المصدر نفسه أن إدارة أرسنال اعتبرت موقف مان سيتي في التفاوض من أجل تمديد عقود نجومه موقفاً مثالياً يمكن أن يشكل الدرس في هذه الوضعية التي باتت تسبب الكثير من الإرهاق المالي للأندية، حيث يتبارى النجوم ومن خلفهم وكلاء أعمالهم في ابتداع شروط جديدة، والسعي إلى الوصول إلى مبالغ مالية خرافية، حيث طالب بعض اللاعبين بزيادة راتبه بمقدار 100 ألف جنية استرليني في الأسبوع، ومبلغ الزيادة نفسه يعد راتباً أسبوعياً من الفئة الأولى في بعض الأندية.

ضغط

وأضاف المصدر أن الأندية الكبرى خاصة في إسبانيا باتت تشعر أن مطالب اللاعبين المتزايدة ستدفعها إلى الإفلاس إذا لم تتخذ قراراً حاسماً الآن، مواصلاً: أندية كرة القدم باتت هدفاً لوكلاء أعمال النجوم، الذين يسعون إلى الحصول على أكبر قدر من الأموال، وحجتهم في ذلك أن الأندية تحصل على الكثير من أموال الرعاية، في الوقت الذي يتجاهلون مقدار ما تصرفه الأندية، ويعتبرون أن الأهم هو الحصول على أكبر مبلغ ممكن، عبر زيادة المبالغ التي يحصلون عليها عبر النسبة من إدارة أموال اللاعب.

Email