«القمر السماوي» عازم على تغيير قواعد «لعبة الأبطال»

«مان سيتي» يبدأ موسم الحلم الأوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد موسم استثنائي في الدوري الإنجليزي حطم فيه كل الأرقام القياسية لأقوى الدوريات على مستوى العالم، يدخل مانشستر سيتي اليوم إلى البطولة الأوروبية الكبرى للأندية، عندما يستهل مشواره في دوري الأبطال، مستضيفاً ليون الفرنسي، في افتتاح مبارياته في المجموعة الأوروبية السادسة، التي تضم أيضاً شاختار الأوكراني، وهوفنهايم الألماني.

ويبدو «القمر السماوي» عازماً على تغيير قواعد «لعبة الأبطال» داخل المستطيل الأخضر كما نجح قبل موسمين في تغيير قواعد اللعبة خارج المستطيل الأخضر، عندما فرضت نتائج مان سيتي، وإنجازاته على صعيد الدوري الإنجليزي، على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أن يتخلى عن قاعدته القديمة، وتصنيفه الذي يعشقه بشدة بوضع أسماء بعينها على رأس المجموعات عند القرعة بغض الطرف عن ما أنجزته في الموسم الماضي على مستوى بطولة الأندية أبطال الدوري، أو حتى على المستوى المحلي لهذه الأندية.

حيث كان يعتمد نظام التراكم التاريخي، الذي منح أندية فرصة التواجد في مجموعات سهلة وغير مستحقة على الرغم من أن الأبطال المحليين كانوا يتواجهون معاً، في المجموعة نفسها، ليجبر مان سيتي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى الاحتكام إلى أرض الواقع، ونسيان التاريخ، الذي تسببت نتائج مان سيتي في نسف الكثير من ثوابته في البطولة الأوروبية، ليقر «يويفا» بأحقية حامل لقب الدوري في بلاده، في الحصول على مقعد رأس المجموعة الأوروبية، الذي كان يذهب إلى أحد الأندية التاريخية في المسابقة، حتى لو جاء تأهله إلى مرحلة المجموعات عن طريق الملحق الأوروبي، وخوض تصفيات التمهيدي، في الوقت الذي يحتل فيها صاحب لقب الدوري المركز الثالث أو الرابع، استناداً على التاريخ الذي كان يفضله «يويفا» قبل أن يغير مانشستر سيتي قواعد اللعبة بالكامل.

وهو يقدم مستويات مذهلة في الدوري المحلي، ونتائج رائعة في البطولة الأوروبية الكبرى للأندية التي يحاول الفوز بلقبها للمرة الأولى في تاريخه بعد أن اقترب من قبل من هذا الحلم عندما تأهل إلى نصف النهائي في موسم 2015 - 2016، قبل أن يخسر بضربة حظ أمام ريال مدريد، الذي انتقل إلى المباراة النهائية ونجح في الفوز باللقب، الذي كان أحد ثلاثة ألقاب على التوالي تمكن النادي الملكي من إضافتها إلى رقمه القياسي في الحصول على لقب الأبطال.

7

وبعد سبعة مواسم متتالية من التأهل إلى دوري الأبطال، بات «السيتزين» أحد الأندية التي تتلقى ترشيحات دائماً بلعب دور أساسي في البطولة، بل تجاوزت الترشيحات هذه المرة، لتضعه على رأس الأندية المرشحة لإيقاف السيطرة الإسبانية على لقب البطولة، بل ان معظم الترشيحات وضعت مان سيتي تحديداً كمرشح أول للحصول على لقب دوري الأبطال هذا الموسم، واستندت الترشحات على ما حدث قبل بداية الموسم الماضي للدوري الإنجليزي، الذي كان سيتي بعيداً عن المرشحين الأوائل للحصول على لقبه، بعد الموسم الأول مع المدرب بيب غوارديولا.

إلا أن الفريق تمكن في الموسم الثاني مع المدرب الإسباني، من إبهار العالم أجمع بعد أن حقق مجموعة من الأرقام القياسية لم تكن تخطر على بال أي متابع للكرة العالمية، خصوصاً أنها تحققت في الدوري الأقوى والأصعب بين الدوريات الكبرى في العالم.

مفارقة غريبة

وبعد أن نجح مانشستر سيتي في تثبيت أقدامه في البطولة الأوروبية الكبرى للأندية، حيث تعود على تجاوز مرحلة المجموعات في المواسم الأربعة الأخيرة لها في البطولة، ظهرت مفارقة غريبة، أو ربما هي امتحان يحتاجه مان سيتي ليقوى عوده أكثر في البطولة، التي بات مؤهلاً بالفعل هذا الموسم أن يحصل على لقبها.

ففي المواسم الأربعة الأخيرة اصطدم طريق القمر السماوي بأحد طرفي المباراة النهائية، ومرتين بالفريق الذي توج باللقب في نهاية الموسم، ومرة بفريق نجح في التأهل إلى نصف النهائي.

ففي موسم 2015 غادر مان سيتي البطولة على يد برشلونة، الذي واصل المسيرة في ذلك الموسم، حتى المباراة النهائية، وخطف اللقب من يوفنتوس الإيطالي، وفي الموسم الذي تلاه غادر البطولة في مرحلة نصف النهائي، بعد أن خسر بهدف أمام ريال مدريد في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، ليتمكن النادي الملكي بعدها من خطف اللقب من أمام جاره أتليتكو مدريد.

ثم في الموسم قبل الماضي انتهت مسيرة السيتي بفارق الأهداف المسجلة على الأرض أمام موناكو الفرنسي، الذي واصل المسيرة حتى نصف نهائي البطولة، وغادر أمام يوفنتوس الذي تأهل إلى المباراة النهائية وخسر أمام ريال مدريد، الذي احتفظ باللقب للمرة الثالثة بعد الفوز 3 - 1 على ليفربول في كييف في نهائي الموسم الماضي، وكان ليفربول قد وصل إلى المباراة النهائية بعد أن تخطى مانشستر سيتي في مرحلة ربع النهائي.

هذه المواجهات كشفت عن معدن سيتي الحقيقي أنه لا يغادر البطولة إلا إذا صادف في طريقه أحد عملاقة الموسم، ومواجهات من هذه النوعية، تقوي الفريق في مستقبله، وتمنحه القدرة على التعامل مع أصعب الظروف.

ثقة

ويدخل مانشستر سيتي إلى البطولة اليوم، وهو يملك الثقة الكاملة بقدرته على إنهاء المشوار في ملعب واندا التابع لأتليتكو مدريد في العاصمة الإسبانية التي سيطر فريقها الآخر الريال على اللقب في آخر ثلاثة مواسم، مكملاً السيطرة الإسبانية على البطولة في مواسمها الخمسة الأخيرة.

حيث سبق للريال أن فاز باللقب قبل أن ينجح برشلونة في الحصول عليه، ليسلم الريال بعد ذلك في المواسم الثالثة الأخيرة إلى الغريم التقليدي، الذي تمكن مرتين من الفوز على مستضيف نهائي البطولة هذا الموسم أتليتكو مدريد، الذي كاد أن يخطف اللقب لولا عودة الريال في الثواني الأخيرة لموسم 2014، ثم حرمته ضربات الترجيح من لقب 2016، وهو يحلم باللقب هذه المرة على أرضه.

هدف

لعل من الأشياء المشجّعة لـ«مان سيتي» من أجل كسر الهيمنة الإسبانية، وجود الخبير الإسباني غوراديولا في القيادة الفنية لمانشستر سيتي، واحتضان مدريد للمباراة النهائية، حيث قاد غوارديولا من قبل برشلونة على السيطرة على لقب الأبطال، الذي عرف التواجد للعام الثالث على التوالي في العاصمة الإسبانية مدريد خلال المواسم الثلاثة الأخيرة.

Email