معجزة القياصرة تُسـقط برشلونة وتعــيد كـتابة تاريـخ «الأبطال»

فرحة نجوم روما بالفوز التاريخي | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح ذئاب العاصمة الإيطالية، في إعادة عهد القياصرة الذين حكموا العالم انطلاقاً من روما، وأبهروا العالم، وهم يكتبون التاريخ في الملعب التاريخي الأولمبيكو، الذي شهد واحدة من معجزات كرة القدم، عندما تمكن رفاق «الأمير الصغير» دنيللي دي روسي، من إسقاط الكبير برشلونة الذي جاء إلى العاصمة الإيطالية أول من أمس.

وهو واثق الخطى، مقتنعاً بوصوله إلى نصف نهائي الأبطال، معتمداً على مجموعة من الأرقام التاريخية التي يصعب أن تقهر، ولكن إرادة قياصرة روما كانت أكبر من تاريخ البارسا في الأبطال.

فمن صنع تاريخ العالم قديماً، قادر بالطبع على الوصول إلى المجد حديثاً في عالم كرة القدم. أول الأرقام التي حطمها ذئاب روما، وكان يعول عليها برشلونة بشدة، هي قدرة الفريق الكاتالوني على التسجيل في أي وقت من المباراة، مع احتفاظ رفاق ميسي بسجل مبهر في الأبطال،.

حيث لم يفشل الفريق في الوصول إلى شباك أي فريق منافس خلال أكبر منافسة للأندية الأوروبية هذا الموسم، وكان النادي الكاتالوني يستبعد تماماً أن يتعرض للهزيمة المذلة التي لقيها من قبل في الملعب الأولمبي للعاصمة الإيطالية عام 2002، عندما خسر في مواجهة الذئاب 0 – 3، بل وكان جاهزاً بقوة لعدم تكرار فشله في التسجيل .

كما حدث في آخر زيارة له للأراضي الإيطالية في الموسم الماضي، عندما خسر بالنتيجة نفسها أمام «السيدة العجوز» يوفنتوس، فذلك اليوفي الذي يسيطر على البطولة الإيطالية لسبع مواسم على التوالي، وهذا روما الذي كان آخر عهده باللقب الإيطالي في موسم 2001، عندما كان فابيو كابيلو مدرباً للفريق، ويقود هجومه الملك فرانشيسكو توتي، والأرجنتيني الأسطوري غابريل عمر باتيستوتا.

فالبارسا يملك في صفوفه الأسطورة الأكبر في التاريخ الحديث للكرة الأرجنتينية، النجم المتوج بلقب الأفضل في العالم خمس مرات، ليونيل ميسي، الذي يمر بأفضل حالاته الفنية، وهو يقود برشلونة من نصر إلى آخر، وكان آخر إنجازاته الهاتريك في شباك ليغانيس في الدوري الإسباني السبت الماضي، بهذه الخلفية أتى برشلونة إلى الملعب الأولمبي، في العاصمة الإيطالية، واثقاً من تسجيل هدف على الأقل.

وحينها يثق من أن الذئاب لن يستطيع أن يسجل رباعية ليعادل بها نتيجة الذهاب، ولكن حدث ما لم يتوقع أحد، في مباراة عرفت واقعة غريبة هي الأولى من نوعها فلأول مرة يتمكن لاعبان سجلا في مرمى فريقهما بالخطأ في مباراة الذهاب من تسجيل هدفين في مرمى الخصم في لقاء العودة «دي روسي ومانولاس».

3

قبل لقاء أول من أمس لم تستقبل شباك برشلونة إلا 3 أهداف خلال هذا الموسم في دوري الأبطال، منها هدف لروما نفسه في لقاء الذهاب، وكان الأهم ن كل ذلك أن البارسا لم يعرف السقوط.

ومغادرة مرحلة الإقصاء طوال تاريخيه في المنافسات الأوروبية «الأبطال والدوري الأوروبي»، متى ما تمكن من تحقيق الفوز بفارق ثلاثة أهداف في لقاء الذهاب، ولكن النادي الكاتالوني شهد ما لم يعرفه من قبل في هذه البطولة، عندما سقط للمرة الأولى.

وهو الذي اعتقد أن رباعية الذهاب كانت كافية، وأن نادي العاصمة الإيطالية، لا يملك من القدرات، ما يمكن أن يكرر ما قام به البارسا نفسه، عندما تمكن من تحويل خسارته 0 – 4 أمام باريس سان جيرمان في الموسم الماضي، إلى انتصار تاريخي، في أكبر «ريمونتادا» في تاريخ دوري الأبطال، عندما فاز إياباً 6 – 1.

ولكن كان عليه هذه المرة أن يتذوق طعم الحسرة، وأن يدفع ثمن استهتار لاعبيه ومدربهم بذئاب روما، الفريق الذي لا يملك إلا القتال من أجل الوصول إلى المجد الأوروبي في الأبطال، ذلك الذي ظل يحاول من أجله سنوات طوال.

10

أحد أهم الأرقام التي حققها القياصرة في ليلة العودة التاريخية، كان ما قام به هجوم روما في الشوط الأول، عندما تمكن من التصويب 10 مرات تجاه مرمى برشلونة.

وهي المرة الأولى في تاريخ النادي الكاتالوني في دوري الأبطال، التي يجد نفسه فيها في هذا الموقف الغريب، فلم يسبق أن سمح «هجوم» برشلونة لأي نادي بالتقدم للوصول إلى المناطق الدفاعية للبارسا بهذه الكثافة، بل وتهديد مرمى الفريق في عشر مناسبات في شوط واحد.

كما سمح الفريق للاعب واحد بالوصول إلى شباكه للمرة الثالثة، منها هدفان في مباراتين على التوالي، وتحديداً البوسني أدين دزيكو، الذي اعتبر أن أصح قرار قام به في حياته، هو رفض الانتقال إلى تشيلسي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، مضيفاً لم أكن سأعيش ليلة مثل هذه، إنها اللحظة التي من أجلها احترفت كرة القدم، هناك مشوار طويل قبل المجد الأكبر.

ولكن في النهاية سيكتب التاريخ أننا نجحنا في إبعاد أحد أكبر المرشحين للقب، وعدنا بعد أن اعتقد الجميع أننا غادرنا البطولة، حتى الكثير من جمهور الذئاب حضر الملعب للاستمتاع «بآخر» ليلة لنا في الأبطال هذا الموسم، فشاهد ليلة لن ينساها، وسيذكرونها للأجيال، إنها الليلة التي عاد فيها الذائب من بعيد وأسقطوا برشلونة.

07

فشل برشلونة للمرة السابعة على التوالي من تحقيق الفوز على الأراضي الإيطالية، حيث تعادل في 4 مباريات وخسر 3 منها، وكانت المرة الأخيرة التي فاز فيها البارسا في إيطاليا عندما تخطى ميلان 3 ـ 2 عام 2011.

فالفيردي: فشلنا في التعامل مع الضغط

أبدى إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة الإسباني، حزنه الشديد بعد خسارة فريقه أمام روما الإيطالي، أول من أمس، وخروج الفريق من منافسات دوري أبطال أوروبا.

وتمكن روما من تحقيق الفوز على برشلونة 3 - 0 في إياب دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا. وكان برشلونة فاز في مباراة الذهاب التي أقيمت في إسبانيا 4 - 1 لكنه فشل في الحفاظ على تقدمه ليصعد روما للدور قبل النهائي، مستفيداً من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين، حيث إن مجموع مباراتي الذهاب والإياب 4-4.

وقال فالفيردي، إن «لاعبي روما اعتمدوا على الضغط العالي من منتصف ملعبنا وهو ما صعب الأمور على الفريق للعب بطريقتهم المعتادة».

وأضاف: «لم نتمكن من التغلب على الضغط الذي قام به لاعبو روما. فازوا بالكرة الثانية، توقيت أهدافهم كان مهما. كان يوماً سيئاً بالنسبة لنا. الحقيقة أنهم كانوا جيدين للغاية ونحن لم نكن بمثل كفاءتهم».

إنييستا: وداعاً دوري الأبطال

اعترف اللاعب الإسباني أندريس إنييستا، نجم وسط نادي برشلونة لكرة القدم، أن المباراة التي خاضها، أول من أمس، أمام روما الإيطالي قد تكون الأخيرة له في بطولة دوري أبطال أوروبا.

وودع برشلونة بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إثر سقوطه مساء أمس أمام روما بثلاثية نظيفة في إياب دور الثمانية، رغم فوزه في مباراة الذهاب بنتيجة 4 - 1. ويفكر إنييستا في الرحيل عن «كامب نو»، معقل برشلونة، هذا الصيف، حيث تثور التكهنات حول اقتراب انتقاله لأحد أندية الدوري الصيني.

وأعرب اللاعب الإسباني المخضرم عن خيبة أمله بعد خروج برشلونة من دوري أبطال أوروبا، مؤكداً أن هذه المرة قد تكون هي الأخيرة له التي يشارك فيها في البطولة الأوروبية الأشهر للفرق. وأضاف إنييستا قائلاً: «إنه إقصاء مؤلم للغاية، لأنه لم يكن أحد يتوقعه نظراً للتفوق الذي كنا نتمتع به».

دي فرانشيسكو.. الملهم في اليوم الكبير

وصف دانييلي دي روسي قائد روما مدربه اوسيبيو دي فرانشيسكو بالملهم في اليوم الكبير بعدما قاد الفريق لفوز مذهل 3- 0 على برشلونة أول من أمس والتأهل لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في 34 عاماً.

وتخلى دي فرانشيسكو عن خطة 4-5-1 التي استخدمها في الخسارة 4-1 في مباراة الذهاب باستاد نو كامب واعتمد على 3-4-3 ليتفوق على متصدر الدوري الإسباني بفضل الضغط العالي والتمريرات الطويلة خلف الدفاع.

وأبلغ دي روسي الصحافيين بعد تأهل روما بسبب قاعدة فارق الأهداف خارج الملعب «كان أمامنا طريق طويل بعد مباراة الذهاب لكن الفضل يعود للمدرب لأنه فكر في هذه الخطة قبل يومين وزرعها في رؤوسنا وأتت ثمارها بشكل مذهل».

وأشار دي فرانشيسكو إلى أن الهدف من تغيير خطته كان جعل فريقه أكثر خطورة في الأطراف وأشاد بلاعبي فريقه بعد أداء شبه مثالي. واعتمد مدرب روما خطة لعب غير معتادة لفريقه قائمة على أسلوب 3-4-3، تمكن عبرها من شل هجوم برشلونة.

ويدرك دي فرانشيسكو، اللاعب السابق لروما، بأن ناديه نادراً ما يفوز بالألقاب وخير دليل على ذلك أحرازه الدوري الإيطالي ثلاث مرات فقط منذ تأسيسه قبل 100 عام. إلا أن ذلك لا يحول دون أن يطمح الفريق هذا الموسم إلى المزيد، موضحاً «يتعين علينا أن تكون كييف (مسرح المباراة النهائية) الهدف. لماذا لا نفكر بتحقيق إنجاز أكبر بعد مباراة مماثلة».

 

Email