«الميركاتو».. ساخـــــن غامـض شـتاءً 3-3

ت + ت - الحجم الطبيعي

«البوندسليغا».. كوكب بايرن ميونخ والباقون في فلكه

«مارادونا أغلى لاعب في التاريخ.. نابولي يدفع 13.5 مليون دولار للتعاقد مع الساحر الأرجنتيني»، من تجاوز الأربعين من عمره ربما يتذكر هذا الخبر جيداً.. ذلك الخبر الذي قلب العالم في الثمانينات وغير موازين اللعبة وقتها، عندما انتقل النجم الأرجنتيني لأكبر وأغنى دوري في العالم في ذلك العصر، وهو الدوري الإيطالي، الكالتشيو..

جنة كرة القدم، صاحب الصفقات الخرافية، وحلم أي نجم يخطو خطواته في عالم كرة القدم، أن يشمله الحظ برعايته ويتوج مسيرته بالمرور على الدوري الإيطالي، واللعب في أحد فرقه التاريخية.. ميلان ونابولي ولاتسيو وبارما ويوفنتوس وبعدها إنتر ميلان ومعها روما، حيث نجوم العالم من مختلف الجنسيات يلعبون هناك، ومتعة كرة القدم قلبها العاصمة روما.. والصفقات المليونية لا تكون إلا هناك..

دوام الحال من المحال، الفساد سوس ينخر في الحديد، وتهاوى الدوري الإيطالي عبر سنوات، وظل يتراجع، وتنعدم الفرص، وتقل الأموال، ويمتنع الفاسدون عن الإنفاق، فتضعف المداخيل، ليصبح الدوري الإيطالي جنة كرة القدم، نار يبتعد عنها النجوم، ويخشونها في سوق الانتقالات، وفي السنوات الخمس الأخيرة، بدأ الدوري الإيطالي يستعيد بعضاً من عافيته.

وبات يوفنتوس تحديداً يعود لسوق الانتقالات، ولكنه لم يجرؤ على الخوض في صراع مع الفرق الكبرى، واكتفى بالبذخ على أبناء دوريه لدفع المبالغ الضخمة فيهم، مثلما دفع 90 مليون يورو في الانتقالات الصيفية قبل الماضية للتعاقد مع الأرجنتيني غونزالو هيغواين من نابولي، ثم دخل الاستعمار الصيني للأندية الإيطالية.

فاشترت شركات صينية ومستثمرون أندية ميلان وإنتر، وبدأت الموارد المالية تتوفر في العامين الأخيرين، ولكن أغلب الصفقات كانت.. صينية! كانت تلك مقدمة لا بد منها للحديث عن الدوري الإيطالي وتعاقداته وفقاً لسياقها التاريخي، كي نصل للآنية، حيث التوقعات والشائعات التي تحيط بالدوري الإيطالي «جنة كرة القدم» في الانتقالات الشتوية الحالية، الذي لن تكون في قاموسه المبالغ القياسية.

يوفنتوس

بطل المواسم الستة الأخيرة، في سوق الانتقالات بعدما وجد نفسه يلاحق إنتر ميلان ثم نابولي على صدارة الدوري هذا الموسم، وارتبط اسمه بلاعب وسط ليفربول الإنجليزي ومنتخب ألمانيا إيمري جان، لكن المدير التنفيذي لعملاق تورينو جوزيبي ماروتا قال لشبكة «بريميوم سبورت» السبت الماضي: «ندرك بأنه لاعب جيد وفرصة جيدة (ليوفنتوس من أجل تعزيز وسطه) لكن لا شيء أكثر من ذلك».

ويأتي تصريح ماروتا، في الوقت الذي يشوب عملية المفاوضات مع حارس ميلان الإيطالي دوناروما، تعتيم كامل، فالحارس الشاب مطلوب للسيدة العجوز، حتى إن جيانلويجي بوفون الحارس الدولي الإيطالي العملاق، له حديث سرب في الصحافة الإيطالية مع اللاعب، أخبره فيه أنه خليفته في يوفنتوس، وأن الوقت قد حان للعب مع البيانكونيري.

وفي ظل سياسة التعتيم على الصفقات التي ينتهجها يوفنتوس، فأغلب الصفقات التي تدور في الصحافة الأوروبية، هي صفقات مرشحة للخروج من يوفنتوس، مثل العرض الذي أكدت عليه شبكة «إسبن» الأميركية، التي قالت إن تشلسي تقدم لليوفي للتعاقد مع الجناح الأيسر أليكس سانديرو مقابل 50 مليون يورو.

وهناك أيضاً الكلام الدائر على سعي ريال مدريد وبرشلونة خلف الأرجنتيني باولو ديبالا، الذي يرفض يوفنتوس التخلي عنه.

نابولي

في ظل سعيه الدائم للفوز بلقب الدوري المحلي للمرة الأولى منذ 1990، سيسعى نابولي الذي ودع مسابقة دوري أبطال أوروبا من الدور الأول، إلى تعزيز هجومه في النصف الثاني من الموسم وهدفه المحتمل لاعب بولونيا سيموني فيردي الذي سيكلفه 25 مليون يورو في حال قرر ضمه إلى صفوفه.

وبخلاف فيردي، فنابولي في حاجة إلى لاعب مدافع وطرف أيسر، ولكن الميزانيات التي يرصدها متصدر الدوري الإيطالي للتعاقد مع لاعبين، لا تكفي في الوقت الحالي سوى لتصعيد ناشئين أو التعاقد مع أسماء مغمورة لا تبدي الصحافة اهتماماً بها لصعوبة الحصول على صور لهؤلاء اللاعبين المغمورين أو معلومات عنهم، ولذلك فنابولي لا يشغل بال الإعلام الأوروبي عامة، بل والإيطالي أيضاً رغم تصدره للبطولة.

ميلان

خلافاً ليوفنتوس ونابولي واللذين يعرضان ميزانيات ليست ضخمة للتعاقدات، فميلان ليس لديه ميزانيات من الأساس، وعلى الأغلب سيتوجه إلى بيع عدد من لاعبيه في ظل المصاعب المالية التي يعاني منها النادي نتيجة ما دفعه من أموال طائلة الصيف المنصرم دون أن يطرأ أي تحسن ملموس على نتائجه، فلم تجلب الأموال الصينية لميلان، سوى صفقات أقرب للسلع الصينية التجارية ذات الجودة الضعيفة.

وكون ميلان قابعاً في منتصف الترتيب حتى بعد تغيير مدربه فينتشنزو مونتيلا والاستعانة بلاعب وسطه السابق جينارو غاتوزو، فحال ميلان لا يسمح بالبحث عن صفقات، وينصب الاهتمام على حارسه جانلويجي دوناروما في ظل تجدد الحديث عن إمكانية رحيله عن «سان سيرو».

إنتر ميلان

ولا يختلف حال إنتر ميلان كثيراً عن الجار ميلان، ولكن ربما يعد أفضل قليلاً، بسعيه خلف بقايا الدوري الإنجليزي والإسباني.

«ليغ 1».. عام البيع للهروب من مقصلة «يويفا»

وهو الدور الذي قام به ميلان لسنوات أيام بيرلسكوني، الذي كان ينتظر اللاعبين الذين يستغنى عنهم ريال مدريد وبرشلونة مجاناً ليضمهم دون أن يدفع أموالاً، والآن إنتر يحاول تقمص الدور نفسه.

ولكن هذه المرة مع مانشستر يونايتد، فينتظر ما سيفصح عنه اليونايتد بشأن لاعبه هنريك مختاريان، الذي لا يريده البرتغالي جوزيه مورينيو في صفوف فريقه، إنتر ينتظر الاستغناء عن اللاعب للانقضاض عليه دون أن يدفع أموال.

في المقابل فقد يفقد إنتر لاعب السلوفاكي ميلان سكرينر، والذي أبدى بيب غوارديولا مدرب مان سيتي اهتمامه به لدعم مركز لاعب الوسط المحوري، وقد يقدم سيتي 30 مليون يورو كحد أقصى للتعاقد مع اللاعب.

البوندسليغا

دائماً الدوري الألماني لا يسير في مسار المنافسة على الصفقات الضخمة والأرقام المبالغ فيها، يسير بروية، ويعرف ماذا يريد ومتى يدخل في منافسة عليه، وهذا الأمر ينطبق على بايرن ميونخ، باعتبار أن البوندسليغا كوكبه والباقين يسيرون في فلكه، أما باقي الأندية فتصنع نجومها، وتكتشف لاعبيها، وتثمنهم، حتى يأتي بايرن ليشتريهم فيما بعد.

البايرن

صحيح أن بايرن ميونيخ في طريقه للفوز بلقب الدوري الألماني مرة أخرى كما جرت العادة، كونه يتقدم بفارق 11 نقطة عن شالكه الثاني مع انتصاف الموسم، لكن ذلك لن يجعله يتخلى عن فلسفة إضعاف المنافسين، ذلك النهج الذي اتبعه النادي البافاري لسنوات طوال مع شتوتغارت وماينز وكايزرسلاوترن وبوروسيا دورتموند، وغيرها من الأندية التي كلما علا نجمها، قصقص بايرن ميونخ ريشها.

وتعاقد مع النجوم الصاعدين المتألقين فيها. ويبدو نجم شالكه والمنتخب الألماني ليون غوريتسكا (22 عاماً) حلقة جديدة من حلقات البايرن، حيث يعد النجم الشاب أحد أبرز أهداف النادي البافاري الذي سيوقع معه عقداً مبدئياً للانضمام إلى صفوفه الصيف المقبل.

وذلك بحسب ما كشفت صحيفة «سبورت بيلد»، وقد يعجل بايرن بالتعاقد مع اللاعب في حالة دخول برشلونة على خط المفاوضات.

دورتموند

قد يكون هناك نشاط أيضاً في سوق الانتقالات عند بوروسيا دورتموند المرشح لخسارة جهوده مهاجمه أندريه شورله الذي ارتبط اسمه بانتقال محتمل إلى وست هام يونايتد الإنجليزي.

كما على دورتموند التعامل مع مستقبل هدافه الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ، المرتبط معه حتى 2021 لكن الحديث تجدد في الآونة الأخيرة عن إمكانية رحيله، وبالتالي فعلى بوروسيا أن يحدد موقفه مبكراً ويبحث عن بديل ليحل محل أوباميانغ.

«ليغ 1»

في الدوري الفرنسي، ضجيج بلا طحين، فهو من الدوريات الخمسة الكبرى، ولكنه يأتي على استحياء، في ظل توحد القطب في «ليغ 1» وضخ المليارات في نادٍ واحد، ما يجعل المنافسة غير موجودة في الدوري الفرنسي.

وهو ما أدى إلى تراجع أندية كبرى ذات تاريخ طويل مثل أوليمبيك ليون ومارسيليا ونانت وغيرها من الأندية صاحبة الصولات والجولات، لصالح النادي الأوحد باريس سان جيرمان، الذي تاريخه كله عمره من عمر بعض كبار اللاعبين الذين اعتزلوا حديثاً.

سان جرمان

ستكون الانتقالات الشتوية الحالية هي عام البيع الكبير في باريس سان جرمان، الذي سيجد نفسه مضطراً هذا الشهر إلى التخلص من بعض اللاعبين بهدف سد العجز وتحقيق التوازن المالي الذي يفرضه قانون اللعب المالي النظيف، بعد إنفاقه الصيف الماضي 222 مليون يورو لضم البرازيلي نيمار من برشلونة.

واستعارته كيليان مبابي من موناكو على أن يتعاقد معه نهائياً في نهاية الموسم مقابل 180 مليون يورو. وتتحدث التقارير عن أن الأرجنتيني خافيير باستوري هو أكثر الراغبين بالرحيل عن النادي الباريسي من أجل تعزيز حظوظه بالمشاركة مع منتخب بلاده في مونديال روسيا الصيف المقبل، وقد يعود مجدداً إلى الدوري الإيطالي.

كما هناك توجه للتخلي عن البرازيلي لوكاس مورا الذي أصبح خارج التشكيلة الأساسية لنادي العاصمة الذي وضع البرازيلي ويندل هدفا له من أجل تعزيز وسطه في النصف الثاني من الموسم لكن يبدو أن الفرصة أفلتت منه، لأن اللاعب أقرب للانتقال من سبورتينغ الى فلوميننسي.

كذلك يحاول نادي العاصمة الفرنسية إيجاد عرض للاعبه الأرجنتيني أنخل دي ماريا، ليحقق من ورائه ربحاً يفيد النادي للهروب من عقوبات «يويفا».

موناكو

يبدو موناكو في طريقه أيضاً للاستفادة المالية من بيع المزيد من اللاعبين، وأبرزهم توما ليمار الذي كان هدفاً لليفربول وآرسنال الإنجليزيين الصيف الماضي، وسياسة موناكو واضحة منذ بداية شراء الملياردير الروسي ديميتري ريبلوفيف للفريق.

حيث التعاقد مع لاعبين شبان والترويج لهم لتحقيق مكاسب مالية، مع دعم الفريق ببعض العناصر الخبيرة لصقل الشبان والمواهب الجديدة، وهي سياسة تحقق دخلاً بالمليارات لفريق الإمارة الفرنسية، وجعلته يحصد ملايين بيع كليان مبابي، واحتمالية بيع توماس ليمار المرشح للانتقال إلى آرسنال الإنجليزي.

 

 

 

 

Email