سقراط أطلق شرارته الأولى قبل عقدين

تمرد نجوم الدوري البرازيلي يصل إلى المعسكرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت في البرازيل حملة من أجل التمرد على نظام المعسكرات التي تنظمها الاندية للاعبيها قبل كل مباراة، وأصبح التقليد الراسخ في كرة القدم البرازيلية بإقامة معسكرات إعداد قبل المباريات وعزل اللاعبين يواجه تهديدا الآن بعدما اتخذ اللاعبون خاصة النجوم منهم موقفاً سببه التأخر في دفع مستحقاتهم.

تأتي الحملة بالتزامن مع أخرى ينظمها اللاعبون للتمرد على جدول المباريات المكثف والتأخر في صرف الرواتب في الوقت ذاته.

وحتى الآن هذا العام رفض اللاعبون في فرق بوتافوغو وبورتوغيزا وفاسكو دا غاما الانضمام إلى المعسكرات لعدم حصولهم على رواتبهم في الوقت المحدد.

ورغم أن الأمر انتهى باقتصار المقاطعة على لاعبي بوتافوغو فإن تحركهم أدى لإعادة تقييم ذلك التقليد وأثار تساؤلات حول التزام اللاعبين البرازيليين.

وقال لوسيو سوروبين مدير الكرة في نوتيكو الذي هبط مؤخرا من دوري الأضواء "كرة القدم أساسها النتائج ولو نجح فاسكو وبوتافوغو في تقديم أداء أفضل بدون معسكرات ستحذو فرق أخرى حذوهما".

وأضاف "لكن الأمر صعب. لو كان لدي لاعبون يتحلون بالمسؤولية والتركيز ويطبقون الاحتراف فلم أكن لأتردد في إنهاء سياسة المعسكرات. لكني لا أملك مثلهم".

تقليد

وإقامة المعسكرات الطويلة تقليد راسخ يستخدم للسيطرة على اللاعبين. وتتجمع الفرق في فنادق أو في مقار التدريبات الخاصة بالأندية لليلة أو ليلتين قبل المباريات ليتسنى لإدارة الفريق مراقبة اللاعبين وإعدادهم للعب وإبعادهم عن المؤثرات الخارجية.

وتمرد لاعبو بوتافوغو في بداية العام بسبب تأخر رواتهبم لأسابيع عديدة، ورفضوا الانضمام للمعسكرات احتجاجا على هذا. وأثبتت التجربة نجاحها واستمرت رغم حصول اللاعبين على ما لهم من مستحقات.

ومر بوتافوغو ومقره ريو دي جانيرو بواحد من أفضل مواسمه منذ سنوات بعد فوزه بالبطولة المحلية للولاية في مايو الماضي، ثم احتل المركز الرابع في الدوري ليضمن اللعب في كأس ليبرتادوريس في أميركا الجنوبية للمرة الأولى منذ 1996.

جنون

وقال بوليفار قلب دفاع بوتافوغو وهو واحد من المخضرمين في الفريق إن اللاعبين يدركون تسليط الأضواء عليهم ويعتنون ببعضهم البعض.

وفي البرازيل يراقب المشجعون اللاعبين الذين يتم رصدهم يمارسون حياتهم الاجتماعية قبل المباريات، وهي مهمة صارت أسهل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت.

وقال بوليفار الذي سبق له اللعب في موناكو الفرنسي "لا نتجسس على بعضنا البعض، لكننا ندرك أننا حصلنا على تصويت بالثقة ونحتاج لاحترام ذلك وأن نكون على مستوى المسؤولية. لا يمكن لهذا أن ينجح إن لم تكن لديك ثقة في اللاعبين".

وأضاف بوليفار أنه حين عرف اللاعبون الأوروبيون بأمر المعسكرات اعتبروه جنوناً.

وحتى في البرازيل لطالما اعتبرت سياسة المعسكرات تقليداً عفا عليه الزمن. وفي مطلع ثمانينات القرن الماضي وصفها سقراط لاعب الوسط في فريق كورنثيانز بأنها "انحراف سيئ السمعة" ثم نظم أوقاته عبر اليوم حين كان يدرس الطب وقتها من أجل تجنب الخروج عن المألوف.

ثم قاد سقراط زملاءه في عملية تصويت ضد سياسة المعسكرات ورفضوها لسنوات طويلة خلال فترة عرفت باسم "ديمقراطية كورنثيانز"، لكنه حين رحل عن النادي في 1984 عادت المعسكرات. ولبعض اللاعبين الآخرين قصص أسطورية في الهروب من المعسكرات.

تركيز

وترك روماريو وزميله الصاعد وقتها رونالدو معسكر البرازيل في ليلة أثناء بطولة كأس كوبا أميركا. وبعد الخروج من المعسكر فوجئ رونالدو بأن روماريو قد رتب سيارة أجرة لنقلهما إلى ناد ليلي. وقال رونالدو "بعدها بسنوات" كان أمراً رائعاً.

لكن على الجانب الآخر يوجد لاعبون كثر يعتقدون في جدوى هذا التقليد.

وقال موزيس مورا قلب دفاع بورتوغيزا الذي سبق له اللعب في أندية ببلغاريا وروسيا وقطر والصين "تسمح المعسكرات للفريق بالتجمع والحديث عن المباراة ومشاهدة لقطات فيديو للمنافسين وللاسترخاء. مثل هذه الأشياء تبقيك في حالة تركيز".

وأضاف "في البرازيل تخوض الفرق مباراتين في الأسبوع وهذا شيء قاس. يقضي اللاعبون مع بعضهم البعض وقتا يفوق ما يقضونه مع أسرهم. يحتاج اللاعبون لاسترخاء للابتعاد عن التفكير في كرة القدم وتخفيف الضغوط".

 

 

تاريخ

لا يبدو الهروب من معسكرات اللاعبين والتمرد عليها جديداً على الكرة البرازيلية فقد فر غارينشا أحد افضل اللاعبين في تاريخ بوتافوغو ومنتخب البرازيل من فندق كان يقيم به ناديه أثناء جولة بالسويد عام 1959 معتبرا ان عدم التمتع بالسياحة في البلد الأوروبي والبقاء في فندق الفريق من الأمور غير المقبولة.

خاصة انه أجبر على الأمر ذاته في السنة السابقة عندما رافق منتخب بلاده في مونديال السويد 1958 حين حصلت على أول ألقابها في المونديال، كما حرم ريناتو غاوتشو من المشاركة في نهائيات كأس العالم 1986 بسبب مشاركته في احتفال عشية البطولة.

Email