في البرواز.. الجوهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان لا يزال صغيراً، عندما انساب إلى سمعه، دندنة أخيه، عبد الرزاق، وهو يشدو بأغنية «إنت عمري» لأم كلثوم.. أطربه الصوت الشجي، وظل يردد معه: «رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا.. علموني أندم على الماضي وجراحه»

هكذا نشأ وترعرع، في عائلة بها اثنان من نجوم كرة الإمارات، هما عبد الرزاق وعباس إبراهيم، عرف وهو يلامس سنواته الأولى، كيف يمزج بين فن الكرة والموسيقى، يلعب كما الفنان، ويعزف أجمل الألحان.

بحكم أهلاوية العائلة، كان طبيعياً، أن يتجه إلى النادي الأهلي، حيث يلعب أخواه في القلعة الحمراء بدبي، وبالفعل انضم إلى فريق تحت 11 سنة، ونظراً لأنه كان صغير السن حينذاك، فضل المدرب أن يجلسه للمشاهدة، لكنه ملّ الجلوس على الخط، وقرر أن يتجه مع أصدقائه إلى نادي النصر، ولأن شهرة شقيقه عبد الرازق سبقته إلى هناك، فقد فكان مرحباً به في القلعة الزرقاء، غير أنه فوجئ بعد أيام أن الأهلي سجله في فرق الناشئين رسمياً، وأصبح ممنوعاً من اللعب للنصر، لكن المسؤولين فيه تمسكوا به، وأقنعوه بالاستمرار واللعب في المباريات الودية، وبالفعل تم هذا لمدة 3 سنوات كاملة، حتى أنهى الشيخ مانع بن خليفة هذه المشكلة، وتم تسجيله في صفوف النصر تحت 15 سنة، ثم 17، ليتدرب مع الكابتن رجب عبد الرحمن، قبل تصعيده إلى الفريق الأول وعمره 16 عاماً، بيد أن اللوائح حينذاك كانت تمنع التصعيد لأقل من 17 سنة، فظل على حاله لمدة عام آخر، بعدها لعب أول مباراة وكانت أمام الأهلي، واستمر في التألق مع النصر حتى انضم إلى المنتخب الأولمبي عام 1995 ومنه إلى المنتخب الأول 1997، وخلال هذه الفترة شارك في مونديال الشباب عام 97 في ماليزيا، وتألق في صناعة اللعب والهجمات، فأطلق عليه المعلق الرياضي علي حميد لقب الجوهرة.

إنه محمد إبراهيم حسين البلوشي، المولود في دبي يوم 22 يونيو 1977، نجم نادي النصر والمنتخب الوطني السابق الذي تعلم من أخيه عبد الرازق فن العزف، لكنها هواية لا تتعدى، كما قال، أسوار البيت، فيما أتقن معه فنون كرة القدم، وكان هو الجوهرة.. واستحق أن يكون واحداً من نجوم البرواز.

Email