في البرواز

الحارس الإلكتروني

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد عصر كل يوم، مع شمس الأصيل، يهرول إلى أحد الفرجان المتاخمة للبيت.. ينخرط مع ربعه في منافسات كروية لا تنتهي إلا مع انسحاب ضوء النهار وحلول مساء جديد، تنغمس فيه منطقة السلع، البعيدة عن أبوظبي قرابة الـ 330 كيلو متراً، مكان دأب أن يتنفس مع الليل شهيق السكينة، فلا تسمع فيه إلا هفيف رياح هادئة تزفزف بين جدران البيوت.

بعد ساعات اللعب، يؤوب إلى بيته، وملابسه مغبّرة بذرات الرمال.. يدلف إلى مأواه في غرفته الصغيرة التي زيّن حوائطها بصور حراس المرمى.. كان ينعم باحتواء الأسرة كلها بعد أن تُوفيت والدته وهو طفل.. احترموا رغبته في اللعب، وتعلقه بتقليد الحارس الفرنسي باتس، وعبد القادر حسن حارس المنتخب الوطني.. يعجبه اختلاف الحارس في ملبسه ووقفته وشجاعته وهو يذود عن مرماه، استهوته حالة القفز والطيران التي يقوم بها بعض حراس المرمى.. في إحدى المرات، شاهده محمد الشحي كشاف نادي الوحدة وضمه إلى قلعة العنابي، وهناك أعجب به عبد الرحمن الجمال مدرب البراعم، في عام 1988 وفد مع شقيقه عبد الرزاق للإقامة في أبوظبي.. تدرب بجدية والتزام، ساعياً إلى تحقيق حلمه بتمثيل منتخب الوطن، تدرج مع فرق الناشئين حتى وصل إلى الفريق الأول عام 1996 وعمره 19 عاماً، بعد أن انصاع لنصيحة الكيني محمد جوجو مدرب حراس المرمى بأن يتحلى بالصبر وينتظر فرصته في المشاركة للإعلان عن نفسه وألا ينزعج من عدم المشاركة، فصبر حتى نال مأموله، ولعب أولى مبارياته أمام الأهلي.. وانضم إلى منتخب الشباب في نهائيات كأس آسيا في كوريا الجنوبية عام 1996، ومع انشغاله بكرة القدم اهتم بدراسته وتخرج في كلية التقنية عام 2000، مهندساً للكومبيوتر، فأطلق عليه زملاؤه لقب الحارس الإلكتروني بسبب معلوماته الكثيفة في هذا المضمار.

إنه عبد الباسط محمد عبد الله الحمادي المولود في 1-7-1977 حارس مرمى نادي الوحدة والمنتخب الوطني السابق، الذي يهوى السباحة وصيد الأسماك، وقبلهما تسديد ركلات الجزاء، حيث سبق وسدد الركلة السادسة في مرمى الوصل في نهائي كأس رئيس الدولة وسجل منها هدفاً، كما سدد مع منتخب الشباب ركلة وسجل منها هدفاً في اليابان عام 96، وحصل مع شباب الأبيض يومها على المركز الثالث وبرونزية البطولة في كوريا الجنوبية.

له العديد من الأصدقاء في الوسط الرياضي، أبرزهم عبد الله سالم وأحمد خليل من الوحدة، وسليم عبد الرحمن من الوصل، وسلطان راشد من العين، وكاظم علي من النصر، ومدرب حراس الأهلي عباس إبراهيم.

يعتبر اليوفينتوس وريال مدريد والهلال السعودي والوحدة والوصل فرقه المفضلة.

حصل على لقب أحسن حارس في بطولة مجلس التعاون الخليجي للأندية تحت 17 سنة.

وفاز في عام 2000 بكأس رئيس الدولة وكأس الاتحاد، وفي عام 2014 أعلن عبد الباسط اعتزاله وعمره (38 سنة) بعد مسيرة بدأها 1988، كان خلالها أحد أبرز اللاعبين الذين أسهموا في تتويج الفريق الأول للوحدة بالألقاب، ثم لعب لنادي الجزيرة في 2004 معاراً، وبعدها انتقل إلى نادي الظفرة في منتصف 2007.

عمل بعد اعتزاله مديراً لفريق الوحدة.. لذلك استحق أن يكون أحد نجوم البرواز.

Email