توشح زعيمها بالنجمة الثانية محققاً حلماً عمره 21 عاماً

آسيا بنفسجية اللون.. بأمر رجال العين

العين بطل آسيا 2024 يحتفل باللقب | تصوير : سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

نهض الزعيم شامخاً متجاوزاً عثرات الخطى المحلية ليتربع ملكاً متوجاً على عرش الكرة الآسيوية وليكتب أبطاله بمداد من ذهب الفصل الأخير من حكاية حلم عمره 21 عاماً، وبطولة ظلت تتمنع منذ آخر مرة تلونت بالبنفسج الزاهي قبل أن تنضم إلى قائمة البطولات العيناوية في وقت سابق من عام 2003.

جاءت البطولة الآسيوية موشحة بالنجمة الثانية طائعة مختارة بأمر رجال أوفوا بما عاهدوا فرغبة العين كانت عاصفة ضربت الجميع في الطريق إلى منصة التتويج حيث تحلى الأبطال بالشجاعة والنجاعة والهيبة وقالوا كلمتهم القوية في مختلف الميادين ليحرزوا نتائج لافتة ويصعدوا قبل جولتين من انتهاء مرحلة المجموعات إلى الدور ثمن النهائي متصدرين المجموعة الأولى برصيد (15 نقطة)، وتابعوا أفضليتهم ونجاحاتهم الميدانية متجاوزين منافسيهم في مرحلتي ربع ونصف النهائي ليتواجدوا في النهائي الآسيوي الكبير ويتوجوا باللقب في نهاية المطاف.

صدارة بجدارة

تصدر العين المجموعة الأولى التي ضمت إلى جانبه كلاً من بختاكور الأوزبكي، وأهال التركماني، والفيحاء السعودي برصيد 15 نقطة جمعها من 6 مباريات فاز 5 وخسر 1 وسجل 17 هدفاً مقابل 9 ولجت مرماه، ففي استهلالية مشواره بالمنافسة قابل فريق بختاكور الأوزبكي، في الجولة الأولى بمرحلة المجموعات على ملعب بختاكور المركزي، في 19 سبتمبر 2023 وحقق فوزاً مبهراً على مضيفه بثلاثية نظيفة، وفي الجولة الثانية فاز على ضيفه أهال التركماني، بأربعة أهداف مقابل هدفين في اللقاء الذي جرى على ملعب استاد هزاع بن زايد في 3 أكتوبر، لتهل بشريات التأهل منذ أول جولتين.

وبعدها تابع الزعيم أفضليته ونتائجه القوية محققاً الفوز بالجولة الثالثة على الفيحاء السعودي بأربعة أهداف مقابل هدف على ملعب استاد هزاع بن زايد في 24 أكتوبر، وكرر الفوز على ذات الفريق بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الجولة الرابعة بملعب مدينة المجمعة الرياضية في 7 نوفمبر 2023.

وخسر لأول مرة بالجولة الخامسة أمام ضيفه بختاكور الأوزبكي، بهدف لثلاثة في 28 نوفمبر 2023، غير أنه كان قد ضمن تأهله متصدراً برصيد (12 نقطة)، قبل أن يضم مضيفه أهال التركماني، إلى قائمة ضحاياه بالفوز عليه بهدفين لهدف على ملعب استاد اشقباد في 5 ديسمبر 2023، ليصعد إلى ثمن النهائي القاري.

توهج

في 14 فبراير الماضي دشن الزعيم مشواره ضمن ثمن النهائي وبدأ مرحلة أخرى من التحديات، وطار ليقابل ناساف كراشي، في جولة الذهاب وهناك في معقل الفريق الأوزبكي ووسط حضور حاشد لأنصاره اكتفى الزعيم العيناوي بنتيجة التعادل السلبي بعد أداء متميز أضاع خلاله فرصاً عدة كانت كفيلة بأن تضمن له الفوز لم يوفق لاعبوه في ترجمتها إلى أهداف.

وفي جولة الإياب التي جرت على ملعب استاد هزاع بن زايد 21 فبراير، قلب العين تأخره أمام الفريق الأوزبكي، بهدف ولج مرماه في الدقيقة 51 إلى فوز ثمين 2 - 1، وسجل له كل من التوغولى لابا كودجو، والمغربي سفيان رحيمي، في الدقيقتين 55 و90 على التوالي ليسعد جماهيره بالتأهل إلى الدور ربع النهائي.

فريق النجوم

بعد أن أصبح العين رسمياً ضمن فرق الثمانية الكبار بالقارة الآسيوية، تضاعفت لدى لاعبيه معدلات الثقة، وارتفعت طموحات جماهيره وأصبح تركيزه منصباً بصفة أساسية على المسابقة الآسيوية، وفي 4 مارس استقبل زائره فريق النصر السعودي، المدجج بالنجوم العالميين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو.

والسنغالي ساديو ماني، في جولة الذهاب من الدور ربع النهائي، على ملعب استاد هزاع بن زايد وسط حضور جماهيري كثيف بلغ أكثر من 21 ألف متفرج، نجح في تحقيق الفوز بهدف نظيف، وبعد أسبوع وتحديداً في 11 مارس تجدد اللقاء بين العملاقين في ديربي خليجي بنكهة آسيوية، ووسط حشود جماهيرية كبيرة قدم العين واحدة من أروع مبارياته بالمسابقة القارية واستطاع أن يتقدم مرتين بواسطة نجمه المغربي المتألق سفيان رحيمي في الدقيقتين 28 و45 على التوالي، قبل أن يعود النصر ليعادل النتيجة.

ويتقدم بالهدف الثالث في الدقيقة 72 لكن البديل سلطان الشامسي، عادل النتيجة بتسجيله هدفاً رائعاً في الدقيقة 103، قبل أن يحرز النصر هدفه الرابع في الدقيقة 118 عن طريق ركلة جزاء سددها رونالدو، ليعادل نتيجة مجموع المباراتين 4 - 4 ويحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، والتي تألق فيها الحارس الدولي خالد عيسى، ليقود فريقه للفوز 3 - 1 ويتأهل بالتالي إلى نصف النهائي ويصبح ضمن الأربعة الكبار بالقارة الآسيوية.

زلزال

كان التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا بمثابة إنجاز لافت لا يحققه إلا فريق بحجم الزعيم، قياساً على الظروف القاسية التي واجهها الفريق في المسابقات المحلية بسبب ضغط المباريات، وهو الأمر الذي عزز كثيراً من معنويات اللاعبين وضاعف من ثقتهم بأنفسهم، وبدوا أكثر إصراراً وعزيمة على الذهاب إلى نهائي البطولة.

فكان الموعد مع منافس قوي هو الهلال السعودي الذي جاء إلى العين تسبقه شهرته وانتصاراته التي بلغت 34 فوزاً توالياً، وفي مساء 17 أبريل احتشدت الأمنيات في قلوب الجماهير الإماراتية التي احتشدت بدورها على ملعب استاد هزاع بن زايد، وأمام أكثر من 21 ألف متفرج قال الزعيم كلمته وبسط هيمنته على أرض ملعب المباراة.

واستطاع أن يفرض سطوته وسلطانه ويزلزل الهلال بأربعة أهداف لهدفين، بعد أن تابع النجم المغربي سفيان رحيمي، سطوعه مسجلاً ثلاثة أهداف لوحده بينما سجل اليخاندرو كاكو، هدفاً رابعاً وبذلك تضاعف معدل التفاؤل لدى العيناوية، وذهب فريقهم إلى الرياض يحمل في حقائبه أحلام النهائي القاري الكبير.

وهناك بسط هيمنته ورغم تقدم أصحاب الأرض بهدف مبكر في الدقيقة الرابعة عن طريق ركلة جزاء نجح العين في تسجيل هدف في الدقيقة 12 بواسطة نجمه ايريك جورجيتس، قبل أن يخرج مصاباً ليخسر الفريق بهدف لهدفين ليفوز في مجموع المباراتين 5 - 4 ويعود الزعيم ببطاقة التأهل إلى نهائي أكبر مسابقات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للأندية بعد أن قدم لاعبوه تضحيات جساماً وقالوا كلمتهم القوية ليتجاوزوا منافسيهم واحداً تلو الآخر.

ذهاب وإياب النهائي

ضرب العين موعداً مع يوكوهاما الياباني في ذهاب النهائي القاري وطار في رحلة استغرقت 10 ساعات ليواجه مضيفه على ملعب نسيان وهناك وأمام أكثر من 60 ألف متفرج ضرب العين بقوة ليتقدم بهدف عن طريق محمد عباس، بعد مرور 12 دقيقة، وأضاع فرصاً أخرى في الشوط الأول.

والذي أنهاه متقدماً بهدف دون رد، غير أن الفريق الياباني استعان بمؤازرة جماهيره واستفاد من الإرهاق الذي أصاب بعض لاعبي العين ليعود في الشوط الثاني ويسجل مرتين وينهى اللقاء فائزاً بهدفين لهدف، وفي لقاء الإياب نجح الزعيم في تحقيق الفوز ليصعد إلى منصة التتويج ويعانق المجد مكرراً سيناريو الإنجاز الكبير الذي تحقق في وقت سابق من العام 2003 عندما صعد إلى منصات التتويج وحصل على كأس البطولة.

 

Email