تهدف إلى التقليل من الحالات الجدلية في مباريات كرة القدم

«كاميرا الحكم».. تطويق للأخطاء وبحث عن الشفافية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تمض إلا أشهر معدودة على آخر إضافة في سلك التحكيم في مباريات كرة القدم، والمتعلقة بـ«الكارت الأزرق»، إلا وظهرت إضافة تقنية جديدة في طريقها للتطبيق الرسمي على نطاق عالمي أوسع، تتعلق باستخدام «كاميرا فيديو» توضع في أذن حكم الساحة خلال وقت المباراة، بهدف التقليل من الحالات الجدلية، وسعياً إلى تطويق ورصد الأخطاء.

والحد منها سواء من اللاعبين أم الناتجة عن قرارات الحكم نفسه، بحثاً عن الشفافية المطلوبة عند اتخاذ القرار بشأن أي حالة تستوجب تصدياً صارماً من حكم المباراة.

وتتلخص فكرة تقنية «كاميرا الحكم»، في قيام الحكم بتسجيل مدة وجيزة قد لا تتعدى نصف دقيقة من زمن المباراة للعودة إلى تلك المدة المسجلة عند حدوث أي حالة تحكيم جدلية أو سلوك شائن أو قول غير منضبط تجاه الحكم من لاعب ما، وليس تسجيل أحداث المباراة كاملة.

وعملياً، تم تجريب تقنية «كاميرا الحكم» الجديدة منذ أكثر من عام في دوري الهواة الإنجليزي، قبل أن يتم تطبيقها عملياً لأول مرة في الجولة 36 من الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليغ» من قبل حكم مباراة كريستال بالاس ومانشستر يونايتد.

إضافة إلى تطبيقها أيضاً لأول مرة في مباراة ضمن الدوري الألماني في فبراير الماضي، تمهيداً لتطبيقها على نطاق عالمي أوسع بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في حال القناعة بجدوى التقنية الجديدة.

ومع حالة الترقب لتطبيق تقنية «كاميرا الحكم» الجديدة على نطاق عالمي، تبقى الجهود متواصلة من أجل الاستمتاع بمباريات كرة قدم خالية أو على الأقل، لا تشهد حالات تحكيم جدلية عالية الحدة نتيجة سلوكيات خارجة عن النص سواء من اللاعبين أم حتى نتيجة قرارات جدلية هي الأخرى صادرة من الحكم نفسه!

لعبة أخطاء

علي حمد، الحكم الدولي الإماراتي السابق، شدد على أن تقنية «كاميرا الحكم» الجديدة، تندرج في إطار حالة التقلبات أو التطورات التي غالباً ما يشهدها سلك التحكيم في كرة القدم على مستوى العالم بين فترة وأخرى بهدف الوصول إلى الشفافية وتحجيم الأخطاء والهفوات.

كما الحال في تطبيق تقنية «الفار» و«الكارت الأزرق» وغيرهما، لافتاً إلى أن تقنية «كاميرا الحكم»، تقلل كثيراً من مستويات متعة كرة القدم باعتبارها لعبة أخطاء في الأصل.

وأضاف حمد قائلاً: أنا أرى أن تطبيق تقنية «كاميرا الحكم» الجديدة، لن تضيف شيئاً جوهرياً، ولن تأتي بجديد أكثر مما جاءت به تقنية «الفار»، بل على العكس، سوف تؤدي التقنية الجديدة إلى التقليل من متعة كرة القدم، وتخفيض مستوى تركيز الحكم في مجريات المباراة، وتشتيت انتباهه بدرجة كبيرة، في ظل انتشار «كاميرات» كثيرة في أرجاء الملعب مرتبطة بتقنية «الفار».

ولفت حمد، إلى أن تقنية «كاميرا الحكم» تعيق كثيراً من انسيابية حركة الحكم خلال إدارته للمباراة، كونها توضع على أذن واحدة، ما ينتج عنه، عبء إضافي على الحكم، وبالتالي عدم فائدة التقنية الجديدة، داعياً إلى ضرورة الاكتفاء بتقنية «الفار» في تحجيم الأخطاء ورصدها، ومعالجة الحالات الجدلية في مباريات كرة القدم.

وشدد علي حمد على أن كرة القدم لعبة تقوم في الأساس على الخطأ، وأن متعتها في حدوث الأخطاء، مشدداً على أن أخطاء كرة القدم، وسلك التحكيم، لن تنتهي سواء باستحداث تقنية «كاميرا الحكم»، أو غيرها، معللاً ذلك بكون الحكم إنسان، ومن الطبيعي أن يقع في دائرة أخطاء كرة القدم التي تقوم في الأصل على حقيقة كونها لعبة أخطاء.

Email