إصابات النجوم.. الحذر لا يمنع القدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وأيضاً هي واحدة من أعلى الألعاب الرياضية في معدّل الإصابات، وهو أمر متوقع خلال المباريات، في ظل الحماس والاندفاع القوي لممارسيها، لكن هناك إصابات أخرى يتعرض لها نجوم الكرة، بعيداً عن المنافسات، مهما كانت درجات حذرهم، نتيجة ثوانٍ من الإهمال، أو التهور.

يقول الدكتور عمرو صلاح الدين اختصاصي العلاج الطبيعي في نادي الإمارات: إن تناول لاعبي الكرة للوجبات السريعة «الفاست فوود» بكثرة، وعدم الحصول على فترات النوم الكافي، تعرض اللاعبين إلى احتمالية الإصابة بنسب أكبر، سواء داخل الملعب أو خارجه، لأنها تتسبب في ارتفاع معدلات إجهاد اللاعبين، وغياب التركيز، سواء داخل الملعب أو خارجه.

وأوضح: «الجميع يعرف مدى أضرار الوجبات السريعة على الشخص العادي، وبالتالي، ترتفع نسب تلك الأضرار على الرياضي، وخاصة كرة القدم، التي تحتاج معدلات لياقة بدنية عالية، أما فترات النوم، فالمقصود بها ليس النوم بعد الفجر، ولكن النوم في المواعيد الطبيعية مساءً، والاستيقاظ مبكراً».

وأكمل: «كما يتطلب الأمر من اللاعب، الذهاب ما لا يقل عن 3 مرات إلى صالة اللياقة البدنية، مع الاهتمام بالتغذية الصحية، والنوم المبكر، مع إطفاء الإضاءة، للسماح للجسم باستعادة نشاطه وحيويته كاملة، وهناك، على سبيل المثال، غدة خاصة بإعادة بناء الجسم والنمو، لا تعمل إلا في الظلام، وكلها أمور يجب على الرياضي الالتزام بأعلى معاييرها، لزيادة معدلات التركيز، وتجنب الإصابات غير المتوقعة».

إيذاء النفس

يؤكد ما يقوله الدكتور عمرو صلاح الدين، أهمية تعامل لاعب الكرة بحرص خارج الملعب، إلا أن هناك نجوماً وجدوا طريقهم إلى إيذاء أنفسهم بغرابة شديدة، ومنهم لاعب كرة القدم السويدي رامي كايب، والذي غاب عن الملاعب لأسابيع طويلة، بعد كسر فكه وهو يأكل جزرة، والغريب أن كايب قبلها تعرض لضربة قوية في الوجه خلال مباراة لفريقه هيرنفين الهولندي، ومع هذا لم يصب بأذى، إلا أثناء تناوله الطعام.

وتعرض فرينكي دي جونغ لاعب برشلونة، لإصابة غريبة في العام الماضي، بعدما أظهر يداً منتفخة، نتيجة لدغة نحلة، أما كريس سمولينغ المدافع السابق لمانشستر يونايتد، فكان يقضي إجازته السنوية في بالي، عندما تعرض للسع من قنديل البحر، أثناء ركوب الأمواج، وأغمي عليه من الحرارة الشديدة، وتم نقله إلى المستشفى، بعد اصطدام رأسه بالأرض.

وغاب ديف بيسانت لاعب منتخب إنجلترا السابق، لمدة شهرين، بسبب إصابة في القدم، تعرض لها عندما سقطت زجاجة كريمة السلطة في مطبخه، وحاول السيطرة عليها بقدمه العارية، لينتهي الأمر بكسر الزجاجة، وتمزق وتر في إصبع قدمه الكبير.

وعندما حاول ريو فيرديناند نجم مانشستر يونايتد وإنجلترا السابق، الحصول على فترة راحة طويلة من الإجهاد، أراح ساقه لفترة طويلة أثناء لعب «البلاي استيشن»، ليتعرض لإصابة في أربطة الركبة، أبعدته فترة طويلة عن الملاعب، وبعدها دهسته ابنته البالغة من العمر عامين حينها، وهي على دراجتها ثلاثية العجلات، ما تسبب في إصابة كاحله.

بينما كلف برايان روبسون، بمهمة إيقاظ بول جاسكوين من النوم قبل كأس العالم 1990، ولكنه فشل في مهمته، وبدلاً من ذلك، قلب السرير لدفع جاسكوين للخارج، وسقط السرير على أصبع قدم روبسون وكسره.

وأصيب سام ألاردايس مهاجم وست هام السابق، بقطع في أصبع قدمه، بعد أن داس على كأس مكسورة، وغاب سانتياغو كانيزاريس، عن المشاركة مع منتخب إسبانيا في مونديال 2002، بعد سقوط زجاجة كريم الحلاقة على قدمه، ليصاب بقطع في الوتر، والأغرب، كانت إصابة آلان رايت الظهير الأيسر السابق لأستون فيلا، والذي أصيب في ركبته، وهو يحاول الوصول إلى الدواسات في سيارته الفيراري.

وأصيب الإسكتلندي كيفن كايل، أثناء وجوده في سندرلاند، بعدما ألقى ابنه بوعاء من الماء المغلي على فخذيه، وأصيب داريوس فاسيل مهاجم أستون فيلا وإنجلترا السابق، عندما حاول التخلص من تجمع دموي في إصبع قدمه باستخدام مثقاب كهربائي، وأصيب ديفيد جيمس حارس المرمى الإنجليزي السابق، عندما حاول الوصول إلى جهاز التحكم عن بعد، وتجددت الإصابة بعدها خلال رحلة لصيد الأسماك.

ولم يترك تشارلي جورج أسطورة أرسنال، الإصابة بقطع أصبعه بواسطة جزازة العشب، من إكمال مشواره في الملاعب، فيما تعرض كيرون داير لاعب نيوكاسل السابق، للإصابة في عينه اليسرى، بعد اصطدامه بعمود المرمى خلال التدريب.

إصابات الملاعب

وبالنسبة للإصابات داخل الملاعب، ووفقاً لدراسة حديثة، نشرها نادي برشلونة الإسباني على موقعه، ففي المتوسط، يتعرض فريق كرة القدم محترفاً، ومكوناً من 25 لاعباً، لـ 50 إصابة على مدار الموسم، ما يعني أن اللاعب يمكن أن يتعرض للإصابة مرتين سنوياً.

وأشارت الدراسة، إلى أنه رغم جميع الإجراءات التي تتخذها الأندية المحترفة لتجنب الإصابات، وإعادة لاعبيها إلى الميدان في أسرع وقت ممكن، إلا أن نسبة الإصابة في كرة القدم، لا تزال مرتفعة، بوصول معدل الإصابة في كرة القدم الاحترافية إلى 8.1 إصابات/‏‏1000 ساعة.

ويصل معدل حدوث إصابات المباريات، 36 إصابة/‏‏1000 ساعة لعب، وبنسبة أعلى بنحو 10 مرات من معدل حدوث إصابات أثناء التدريب، إذ يصل المعدل إلى 3.7 إصابات/‏‏1000 ساعة تدريب، وإصابات الأطراف السفلية لها أعلى معدلات الإصابة، بمعدل 6.8 إصابات/‏‏1000 ساعة، مقارنة بأجزاء أخرى من الجسم.

والجذع هو الجزء الثاني من الجسم، الذي يعاني من أكبر عدد من الإصابات، بمعدل 0.4 إصابة/‏‏1000 ساعة، بينما جاءت الأطراف العلوية في المرتبة الثالثة، بمعدل 0.3 إصابة/‏‏1000 ساعة، وتمثل الرأس والرقبة، أقل معدلاً للإصابة، بمتوسط 0.2 إصابة/‏‏1000 ساعة.

والإصابة الأكثر شيوعاً، هي إصابة العضلات، بمعدل 4.6 إصابة/‏‏1000 ساعة، وتليها الكدمات، 1.4 إصابة/‏‏1000 ساعة من التعرض للمباريات أو التدريب، والإصابات الأخرى غير المحددة، 0.6 إصابة/‏‏1000 ساعة، والمفاصل والأربطة، 0.4 إصابة/‏‏ 1000 ساعة، وكسور العظام وإصابات الإجهاد، 0.2 إصابة/‏‏1000 ساعة، والتمزقات 0.05 إصابة/‏‏1000 ساعة، وإصابات الجهاز العصبي المركزي، 0.04 إصابة/‏‏1000 ساعة.

ولا يختلف معدل الإصابة في البطولات الأوروبية الخمس الرئيسة، وهي الدوريات الإنجليزي، الإيطالي، الألماني، الفرنسي والإسباني، عن معدل الدوريات الاحترافية الأخرى، وتتراوح ما بين 7.6 إلى 6.8 إصابات/‏‏1000 ساعة من المباريات والتدريب.

 

Email