دوري «أدنوك».. مَن زرع حصد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أُسدل الستار على دوري «أدنوك» للمحترفين لكرة القدم في الإمارات لموسم 2021 - 2022، ونال كل فريق من فرقه الـ 14، النصيب والاستحقاق و«المقسوم»، وفقاً للمقولة العربية الشهيرة «مَن جد وجد ومَن زرع حصد»، وبما يناسب ما تم بذله طوال الجولات الـ 26، التي شهدت فصولاً مثيرة، أسهمت بمجملها في الخروج بالخلاصة النهائية التي أفضت إليها الجولة 26 الأخيرة الختامية من البطولة.

ولعل من بين أبرز فصول دوري «أدنوك» 2022، التتويج المستحق لفريق العين بدرع البطولة، وللمرة 14 في تاريخ «الزعيم»، وهي النتيجة التي تبدو أكثر من واقعية، والأقرب إلى الموضوعية وفقاً لأداء ومستويات ونتائج العين مقارنة مع ما قدمته الفرق المرشحة مسبقاً للوقوف على منصة التتويج.

وفيما توج العين بطلاً، وقبل 3 جولات من محطة الختام، نال فريق الشارقة مركز وصافة الترتيب العام لفرق البطولة باستحقاق بعدما سجل عودة أشبه بـ «الانتفاضة» في غالبية جولات الدور الثاني من البطولة، لا سيما بعد التعاقد مع المدرب الروماني كوزمين، والذي نجح وبامتياز في إعادة الروح المعروفة عن الشارقة باعتباره أحد أعمدة كرة القدم الإماراتية، إلى الحد الذي جعل من تلك العودة مدخلاً رئيسياً لإمكانية رؤية فريق «شرقاوي» مختلف في الموسم المقبل.

صمود العروبة

وفي فصل شبح الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، ورغم التوقعات المسبقة بمغادرة الثنائي المؤلف من العروبة والإمارات دوري المحترفين، إلا أن «فورة» فريق العروبة في الجولات الـ 3 قبل الأخيرة، أبقى الحسم معلقاً حتى الجولة الأخيرة، وهي «الفورة» التي تُحسب لفريق العروبة في «الصمود» في ميدان التحدي مع الظفرة حتى الرمق الأخير من البطولة.

التراجع المؤلم

وشهد دوري «أدنوك»، فصلاً مثيراً من التراجع المؤلم لركنين مهمين من أركان كرة القدم الإماراتية، الجزيرة وشباب الأهلي، ليس لأنهما حصلا على المركزين الرابع والخامس على التوالي في لائحة الترتيب العام الختامي للبطولة فحسب، ولكن لأنهما قدما مستويات متباينة في أغلب الجولات، وبما قاد إلى خسارة الجزيرة «معركة» الدفاع عن اللقب الذي يحمله عن النسخة الماضية.

وفقدان شباب الأهلي فرصة الدخول إلى مربع أقرانه الكبار.ولم يقتصر الألم على فصل تراجع الجزيرة وشباب الأهلي فحسب، بل امتد ليشمل كبيرين آخرين من كبار كرة القدم الإماراتية، الوصل والنصر، بخروجهما بمحصلة مخيبة، بالحصول على المركزين السادس والثامن على التوالي، وهي نتيجة محزنة فعلاً لعشاق الفريقين ولعموم المتابعين لأحوال «الساحرة المستديرة» في الإمارات.

ورغم محاولته الجادة في اللحاق وانتزاع القمة من العين، إلا أن فريق الوحدة فقد الأمل بتحقيق تلك الغاية المنشودة في الأمتار الأخيرة، بالتعثر في الجولات الحاسمة من مشوار التحدي، ليكتفي العنابي بثالث الترتيب العام لفرق البطولة، وعلى أمل أن تكون محاولته أكثر نجاحاً في دوري الموسم المقبل.

فكر عالمي

إسماعيل راشد، نجم كرة القدم الإماراتية السابق، لفت إلى أن دوري «أدنوك»، أفرز العديد من الظواهر الإيجابية، في مقدمتها، عودة «الزعيم العيناوي» من الباب الكبير، والتتويج بدرع البطولة عن جدارة واستحقاق، وقبل الختام بـ 3 جولات، معللاً تلك العودة بالتعاقد الناجح مع المدرب الكرواتي ريبروف، مثنياً على كفاءة المدرب، مشيراً إلى أنه من فئة المدربين أصحاب الفكر العالمي المتقدم.

إضافة إلى وجود الهداف لابا كودجو في كتيبة العين الزاخرة بالأسماء المميزة المؤهلة لصناعة الفارق الكبير مقارنة مع ما تضمه تشكيلات الفرق الأخرى، لا سيما تلك المرشحة مقدماً لمنافسة «الزعيم» على درع دوري «أدنوك».

رغبة التحدي

وأضاف راشد قائلاً: الدوري «أفرز أيضاً إيجابيات أخرى، منها ظهور كوكبة من اللاعبين المقيمين الأكفاء، أمثال أريك وكوامي في فريق العين، وألكسندر في الوصل، وغيرهم، وعدم حسم هوية الهابط الثاني إلى دوري الدرجة الأولى حتى الرمق الأخير من البطولة، ما شكل مؤشراً على قوة المنافسة ورغبة التحدي لدى الفرق المتصارعة من أجل النجاة من شبح الهبوط».

صراع محتدم

وعن أبرز السلبيات أجاب راشد بالقول: من الطبيعي أن تشهد بطولة بحجم وقيمة الدوري، حالات بالإمكان وضعها في خانة «السلبيات»، منها، الحسم المبكر لـ«معركة» الفوز بدرع البطولة، وقبل 3 جولات من إسدال الستار، وبفارق 10 نقاط مع صاحب المركز الثاني، على العكس تماماً من الوضع في دوري الموسم الماضي، والذي بقيت هوية البطل معلقة حتى المباراة الأخيرة في الجولة الختامية بعد صراع محتدم بين الجزيرة وبني ياس.

دعم المنتخبات

ولفت إسماعيل راشد إلى أن دوري «أدنوك»، شهد سلبيات أخرى واضحة تمثلت في هبوط وتراجع مستوى وأداء ونتائج الجزيرة وشباب الأهلي تحديداً، وظهور «بعض» المدربين بفكر تدريبي لا يتلاءم مع متطلبات كرة القدم الحديثة، وعدم بروز لاعبين مواطنين جدد بعدد مقبول يمكن التعويل عليهم لدعم صفوف المنتخبات الوطنية.

Email