الجولة 19.. صدمة وخوف

ليس لأنها شهدت إقامة 3 قمم كبرى فحسب، ولكن لأن الجولة 19 من دوري الخليج العربي لكرة القدم في الإمارات، قد أفرزت معطيات وحقائق ووقائع غاية في الأهمية والتأثير على مسار المنافسة، وبما يجعلها جولة «صدمة وخوف» بامتياز على المستويات الثلاثة في لائحة الترتيب العام لفرق البطولة!

صدى باهت

«الصدمة والخوف» في الجولة 19 من دوري الإمارات، تمثلت في إفرازات التعادل الذي آلت إليه قمة الجزيرة المتصدر وشباب الأهلي الطامح بقوة إلى الدخول في صلب الصراع على درع الدوري، والصدى المعنوي الباهت وغير المعتاد لقمة العين والوصل.

رسائل واضحة

كما تمثلت «الصدمة والخوف» في مباراة النصر والشارقة، بالرسائل البالغة الوضوح للنصر بعد فوزه على الشارقة الذي بات متخوفاً من استمرار التراجع في النتائج الذي أفقده القمة وأوصله إلى المركز الثالث، وكذلك بعث بني ياس رسائل مخيفة للمنافسين على اللقب بعد أن رسخ قوته في ذهنية الشارع الكروي الإماراتي إثر حصد نقاط مباراته مع اتحاد كلباء، وكما كانت الصدمة حاضرة في الخماسية الكاسحة لخورفكان في شباك الظفرة في أول انتصار لخورفكان على الظفرة في دوري المحترفين، وكذلك في العودة بالثلاثة لعجمان على حساب الوحدة، وأدخل حتا الخوف في قلوب فرق منطقتي الوسط والهبوط بعد أن خلط الأوراق في الصراع من أجل البقاء بعد فوزه على الفجيرة.

ليست مبالغة

ولا شك في أن «جولة» تفرز مبارياتها السبع كل هذه الخلاصات والمعطيات، لا يبدو وصفها بـ «الصدمة والخوف»، مبالغاً أو غير موضوعي، لا سيما وأن خلاصة «الصدمة والخوف» سوف لا يقتصر صداها على الجولة 19 فحسب، بل سيمتد إلى جولات قادمة، وربما يشكل نقطة لظهور إفرازات ومعطيات أخرى في الجولات الحاسمة المتبقية من عمر البطولة!

أوضح صورة

ومن أوضح صور «الصدمة والخوف» في الجولة 19 لدوري الإمارات، إفلات الجزيرة بقمة الترتيب العام بعد تعادله في الوقت بدل من الضائع مع منافسه الصعب شباب الأهلي، وهي النتيجة التي أسست لحقيقة جديدة على الجزيرة إدراكها تماماً، والمتمثلة بحتمية «الاستفادة» من درس الشارقة المتصدر «السابق»، والذي أزاحه الجزيرة نفسه!

استثمار الخسارة

بني ياس، الفريق الرائع الذي لم ينس حظه من «الصدمة والخوف»، فتقدم ثانياً بجدارة بعدما خدم نفسه بنفسه، و«استثمر» خسارة الشارقة من النصر، فلخص حقيقة أنه أشبه بـ «زلزال سماوي» يضرب «عرض الدوري بطوله» بأداء ممتع ونتائج لم تعد مفاجأة أو صدفة.

المحب الشرقاوي

أما الشارقة، فإن الحديث عنه، يبدو مؤلماً ليس للمحب الشرقاوي فحسب، بل لأبناء الوسط الكروي الإماراتي، فبعد أن وقف الشارقة على قمة الترتيب في جولات عدة، خسر تلك الصدارة، وبات الهاجس من القادم يؤثر بشكل واضح على صورة وحظوظ بطل آخر نسخة!

ابن «التانغو»

النصر، الفريق الذي لخص فكرة الاشتياق لاعتلاء منصة التتويج بدرع الدوري، في أبلغ صورة، بعد فوزه على الشارقة، وطمأنة محبيه في أن القادم سيكون أبلغ، مع عدم إغفال السحر الأرجنتيني في ظهور تلك الصورة الباهرة بعد تولي ابن «التانغو» دياز مهام الإدارة الفنية.

أشهر «ريمونتادا»

وفي واحدة من أشهر حالات «الريمونتادا» في كرة القدم الإماراتية، نجح شباب الأهلي في أن يكون هو فارس تلك «الريمونتادا» التي لا تتعلق بالعودة في مباراة واحدة كما هو معتاد عند تداول مفهوم «الريمونتادا»، بل أن «فرسان دبي» سجلوا «ريمونتادا» على صعيد كل بطولات الموسم الجاري بعد تولي الوطني مهدي علي دفة القيادة الفنية، ونجاحه مع فريقه في العودة إلى صلب المنافسة على درع الدوري رغم فارق الـ 8 نقاط مع المتصدر الجزيرة، والتأهل إلى نهائي «الكأسين» مع النصر، وقبلها، الفوز بلقب كأس سوبر الخليج العربي على حساب الشارقة!

قناعة عزير

يوسف عزير، نجم كرة القدم الإماراتية السابق، أعرب عن قناعته بأن دوري الإمارات قد دخل فعلياً المرحلة الأصعب في ضوء إفرازات الجولة 19، معللاً ذلك باتساع رقعة المنافسة على الدرع بين 3 فرق، الجزيرة وبني ياس والنصر، مع توفر فرصة حقيقية أمام شباب الأهلي للدخول في «حلبة» الصراع على الدرع.

الرضا بـ «المقسوم»

وشدد يوسف عزير على أن دخول دوري الإمارات في المرحلة الأصعب بعد جولته الـ 19، لا يقتصر على التنافس على الدرع فحسب، بل يشمل الصراع الأسخن في مؤخرة الترتيب بين حتا والفجيرة، مع إمكانية دخول عجمان دائرة ذلك الصراع في حال لم يُحسن نتائجه في الجولات المتبقية، مشيراً إلى أن منطقة الوسط، تبدو بعيدة عن الدخول في أي حالة من «الصعوبة» في الجولات المتبقية، رابطاً ذلك بما أسماه بـ «رضا» فرق تلك المنطقة بـ «المقسوم»!