لاعبون مواطنون دون أندية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

اشتكى عدد من اللاعبين المواطنين المحترفين من هيمنة اللاعبين المقيمين على أندية المحترفين وأندية الدرجة الأولى ما تسبب في حرمانهم من إيجاد أندية يلعبون لها في الموسم الجديد بعد غلق باب الانتقالات الصيفية 6 أكتوبر الماضي.

وتضم قائمة اللاعبين دون أندية أسماء معروفة وبعضهم لعبوا للمنتخبات الوطنية وفي أندية كبيرة خلال مشوارهم الاحترافي مثل: وحيد إسماعيل لاعب الوصل وعجمان السابق، ومحمد الخديم لاعب دبا الفجيرة، واتحاد كلباء وعجمان السابق، الفائز بلقب أفضل لاعب مواطن لدوري الدرجة الأولى في موسم 2015-2016، وحسن محمد مهاجم أندية دبي والنصر والوصل سابقاً، وأحمد علي لاعب الوصل والظفرة سابقاً، وأحمد حبوش لاعب نادي خورفكان سابقاً، وحميد أحمد الذي لعب 136 مباراة كاملة في دوري المحترفين وحمل قميص أندية الشارقة والنصر والجزيرة والفجيرة، وعبدالله الجمحي الذي لعب لمنتخبات الناشئين والشباب والأولمبي وأندية الشباب والشعب والوحدة وعجمان، وإسماعيل أحمد لاعب ناديي دبي وعجمان سابقاً، ومانع محمد لاعب شباب الأهلي سابقاً والعديد من اللاعبين الآخرين.

فرص

وقال اللاعبون لـ«البيان الرياضي» إن فرص إيجاد أندية يلعبون لها في الموسم الكروي الجديد معدومة بسبب توجه الأندية لاستقطاب اللاعبين المقيمين بشكل مبالغ فيه، حتى أن بعضها فتحت لهم مراكز تدريب داخلها للاختبار والتدريب ثم انتقاء أفضلهم لتعزيز صفوفها، مؤكدين أن هذه الظاهرة سيكون لها تأثير سلبي على عمل الأكاديميات وحتى المنتخبات الوطنية في المستقبل.
وأوضح اللاعب محمد الخديم، أنه تعذر عليه إيجاد نادٍ بنهاية عقده مع عجمان في الموسم الماضي، ووجد نفسه في بطالة كروية بسبب توجه الأندية لاستقطاب اللاعبين المقيمين من خارج الدولة، ولعب محمد الخديم مع أندية دبا الفجيرة واتحاد كلباء وعجمان، وقضى أغلب مسيرته الكروية في دوري المحترفين قبل أن يجد نفسه هذا الموسم دون نادٍ، وأوضح: الكثير من اللاعبين يعانون من هذه المشكلة، لم يتمكنوا من التوقيع لأي نادٍ، وكثيرون أيضاً اضطروا للتوقيع لأندية في الدرجة الثانية رغم أنهم أصحاب إمكانات كبيرة وسبق أن لعبوا في أندية كبيرة بدوري المحترفين. وتابع: السبب الرئيس هو اعتماد الأندية على اللاعبين المقيمين بعدما استغلت تعديل اللائحة وإلغاء شرط الإقامة السارية لمدة لا تقل عن 3 سنوات.

تعاقد

وأوضح الخديم، أن السماح بالتعاقد مع 6 لاعبين مقيمين في الفريق الأول والرديف في أندية المحترفين والدرجة الأولى قضى على آمال العديد من اللاعبين المواطنين، وقال: كنا في المواسم السابقة نلجأ للعب في أندية الدرجة الأولى في حال تعذر التوقيع لأحد أندية المحترفين لكن حالياً أصبحت الحظوظ منعدمة في ظل اكتساح اللاعبين المقيمين لكل الأندية.

وأضاف: كنت قريباً من التوقيع لأحد أندية أبوظبي خلال فترة الانتقالات لكن النادي الذي فاوضني تعاقد مع لاعب مقيم واعتذر لي. وطالب الخديم بإلغاء فئة اللاعب المقيم في أندية الدرجة الأولى على الأقل حتى يضمن اللاعب المواطن المحترف مكاناً له ضمن هذه الأندية، وقال: تتحجج الأندية كون اللاعب المقيم أقل سعراً من اللاعب المواطن وهذا غير صحيح، هناك لاعبون مقيمون متواجدون حالياً رواتبهم عالية وقريبة حتى من الأجانب، أنا أعرف لاعبين رواتبهم فوق الـ 200 ألف درهم.

وأضاف: من المفترض أن يكون هؤلاء اللاعبون مقيمون فعلاً في الإمارات، ولكنهم ينزلون من الطائرة مباشرة إلى الملعب على حسابنا، هم لاعبون محترفون في ثوب لاعب مقيم. وصرح الخديم أن المشكلة ستتعمق أكثر وتظهر سلبياتها بشكل أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة مع تزايد عدد اللاعبين المقيمين على حساب اللاعب المواطن وتمسّ تأثيراتها المنتخبات الوطنية، مشيراً إلى أن مستقبله الكروي غامض.

وختم: أنديتنا تشارك فعلياً بـ6 أجانب وليس أربعة، وهذا الأمر له انعكاسات في المشاركات الخارجية، ولاحظنا ذلك في مسابقة دوري أبطال آسيا الأخيرة، حيث لم تظهر أنديتنا بالشكل المطلوب لأنها افتقدت لاعبين بحكم أن اللاعب المقيم يعتبر لاعباً أجنبياً.

حظوظ

من جهته، أكد حميد أحمد (32 عاماً) لاعب الشارقة والنصر والجزيرة سابقاً، أنه واحد من اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم خارج قوائم الأندية في الموسم الجديد بنهاية عقده مع الفجيرة في الأشهر القليلة الماضية، بسبب تركيز الأندية على استقطاب اللاعبين المقيمين، وقال: هناك العديد من اللاعبين مثلي لم يوفقوا في التوقيع لأي نادٍ قبل غلق فترة الميركاتو، وأعتقد أن هذه المشكلة ستتفاقم في المستقبل ويكون لها تأثير على اللاعبين الصغار الصاعدين.

وأوضح حميد أحمد، أن تطبيق قرار اللاعب المقيم بشكل خاطئ بتعمد الأندية استقطاب لاعبين محترفين من دوريات خارجية والتعاقد معهم على أساس ضمن فئة اللاعب المقيم، الأمر الذي قلل حظوظ اللاعبين الموطنين ومن الفئات الأخرى في اللعب في دوري المحترفين وفي الدرجة الأولى، مشدداً على ضرورة مراجعة اللوائح وإلزام الأندية بعدد أقل من اللاعبين المقيمين وقال: الجيل المقبل يواجه تحديات كبيرة في ظل اعتماد الأندية على 4 لاعبين أجانب والسماح لها بتسجيل 6 مقيمين بين الفريق الأول.

فائدة

بدوره، صرح عبدالله الجمحي الذي انتهى عقده مع عجمان بنهاية الموسم الملغى أنه لم يتمكن من إيجاد نادٍ يواصل به مسيرته الكروية، وأن الأمر أصبح في منتهى الصعوبة، مشيراً إلى أن إلغاء شرط الإقامة السارية لمدة 3 سنوات أوجد أرضية ملائمة للأندية لاستقطاب هذه الفئة بشكل مكثف، وقال: أغلب الأندية تقوم بالتعاقد مع لاعبين لم يسبق لهم الإقامة في الدولة يوماً واحداً.

وأكد الجمحي الذي لعب لمنتخبات الناشئين والشباب والأولمبي ولأندية شباب الأهلي والوحدة والشعب أن تركيز الأندية على اللاعب المقيم بحجة أن اللاعب المواطن مكلف من ناحية الراتب والامتيازات الأخرى التي تشمل السكن، وهذا الأمر غير صحيح، لأن هناك لاعبين مقيمين يكلفون الأندية مبالغ طائلة إضافة إلى أنهم محترفون في ثوب مقيمين، مقترحاً ضرورة التزام الأندية بميثاق شرف وأن يكون اللاعب مقيماً فعلاً في الدولة أو الاقتصار على هذه الفئة ضمن أندية المحترفين حتى يجد اللاعبون المواطنون المحترفون فرصة للعب في أندية الدرجة الأولى على الأقل.

Email