ألقاب النجوم سطوة المحب على المحبوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا يُلاحق لقب «الجوهرة السوداء» أديسون أرانتيس دو ناشيمنتو المعروف اختصاراً بـ «بيليه»، و«الطائرة الورقية الفضائية» دييغو مارادونا، و«البرغوث» ميسي، و«الدون» رونالدو، و«القيصر» بكنباور، و«الفرعون» محمد صلاح، وهنا في الإمارات، «عموري» عمر عبد الرحمن، و«سمعة» إسماعيل مطر، ومن قبل، «البرنس» عدنان الطلياني، و«الباتريوت» زهير بخيت، و«الرأس الذهبية» خالد إسماعيل، و«الجنرال» إسماعيل راشد؟ لا جواب، سوى أنها، سطوة وسلطة محب على محبوب، المحبوب، النجم الذي صال وجال، فأسعد جموعاً لم يكن أمامها إلا أن ترتدي ثوب محب عمد إلى «تدليع» ذلك النجم، والوفاء له بربط اسمه بلقب يبقى خالداً محفوراً في ذاكرة الجميع طوال عقود من الزمن.

الأوسع صيتاً

ولا يبدو غريباً عدم معرفة مَن الذي أطلق تلك الألقاب بالتحديد على نجوم كرة القدم، هنا في الإمارات، وهناك في دول أخرى، ربما لأن المحب لا يهمه أن يكون معروفاً بقدر ما أن يلتصق اللقب بنجمه المحبوب، وهذه دلالة معنوية راقية على قوة العاطفة، ونكران الذات من جانب المحب تحديداً، كونه لا يريد أن يكون الأكبر شهرة، والأوسع صيتاً من نجمه المحبوب!

نكهة مميزة

وبكل تأكيد، إن ألقاب النجوم، قد أضفت نكهة مميزة على مجمل تفاصيل كرة القدم، وجعلتها أكثر تشويقاً وجذباً سواء للإعلام أم الجماهير، حتى بات اللقب في أحيان كثيرة، أكثر تداولاً من الاسم الحقيقي للنجم نفسه في مختلف المجالات الإعلامية والجماهيرية، وحتى التسويقية في بلدان عدة، وجهات رياضية شتى عملت على استثمار لقب النجم في الترويج والدعاية أكثر من استخدام اسمه الرسمي.

حدة التنافس

ورغم الجانب الإيجابي لمجمل فصول قصة إطلاق الألقاب على نجوم كرة القدم، إلا أن تلك القصة لم تخل من فصول أخرى، اتسمت في أغلبها بنوع من الحدة في التنافس، وهذا غالباً ما يحدث في مدرجات الملاعب بين جماهير الأندية المتنافسة، خصوصاً في قمم «الديربي» و«الكلاسيكو» الشهيرة إماراتياً وعالمياً، مع عدم «براءة» الإعلام الرياضي بمختلف مسمياته، من «استغلال» تلك الألقاب بطريقة لا تخلو من «تصعيد سلمي» أحياناً!

الأسماء الأطول

ولا غرابة في أن يكون البرازيليون، الأكثر إطلاقاً للألقاب المحببة على نجومهم في كرة القدم، ربما نظراً لطول الأسماء الحقيقية لأولئك النجوم، كما الحال مع «الجوهرة السوداء أو الملك بيليه» أديسون ارانتيس دو ناشيمنتو، و«كاكا» ريكاردو إيزكسون دوس سانتوس ليتي، و«رونالدينيو» رونالدو دي أسيس موريرا، و«هالك» جيفانيلدو فييرا دي سوزا، أو ربما لأنهم الأكثر جنوناً بـ«الساحرة المستديرة»!

غرابة وطرافة

ولم تخل الكثير من الألقاب التي التصقت التصاقاً بنجوم كرة القدم، وباتت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم، من الكثير من الغرابة إلى حد الطرافة، لارتباط تلك الألقاب بأسماء طيور وحيوانات ونباتات، وصلات رحم، وأوصاف من النادر أن يُنادى بها الإنسان العادي بعيداً عن ملاعب كرة القدم!

«بجعة» و«زرافة»

ومن أغرب تلك الألقاب وأكثرها طرافة، لقب النجم الهولندي ذائع الصيت ماركو فان باستن، «البجعة»، ومواطنه رود خوليت، «الزهرة»، والنجم الإنجليزي جاك تشارلتون، «الزرافة»، ومواطنه النجم كيفن كيغان، «الفار»، والنجم الأورغواياني كريسيتيان رودريغز، «البصل»، والنجم الأرجنتيني أرييل أورتيغا، «الحمار»، والنجم الألماني فيليب لام، «اللاسلكي»، والنجم الأرجنتيني سافيولا، «الأرنب»، والنجم الإيطالي بيرغومي، «العم»، ومواطنه كاربوني، «الجد»!

قصص مثيرة

ومثلما اتسمت الكثير من ألقاب نجوم كرة القدم بالغرابة والطرافة، فإن هناك ألقاباً أخرى ارتبطت بقصص مثيرة كان أبطالها أولئك النجوم، لعل أشهرهم النجم البرازيلي الأشهر، أديسون ارانتيس دو ناشيمنتو، الذي عرف فيما بعد بـ«الجوهرة السوداء أو الملك بيليه»، وهو اللقب الذي تلخصت فصول قصته في كون أديسون قد لعب في طفولته حارساً للمرمى، فناداه أصدقاؤه بلغتهم البرتغالية بـ«بيليه»، حتى صارت تلك الكلمة لقباً ملاصقاً له.

النجوم العرب

ولم يكن نصيب نجوم كرة القدم العربية قليلاً من تلك الألقاب، فهناك «المرعب» للكويتي جاسم يعقوب، و«الأسطورة» للسعودي ماجد عبدالله، و«الساحر» للعراقي أحمد راضي، و«الطائر» للبحريني حمود سلطان، و«الإمبراطور» للتونسي طارق ذياب، وغيرهم المئات من النجوم العرب الذين حملوا ألقاباً مميزة عرفاناً ووفاءً لعطائهم في المستطيل الأخضر.

تقدير عالٍ

إسماعيل راشد نجم كرة القدم الإماراتية السابق، الملقب بـ«الجنرال»، لفت إلى أن إطلاق اللقب على نجم كرة القدم يمثل تقديراً عالي المستوى لعطاء ذلك النجم، وبغض النظر عمن أطلق ذلك اللقب سواء أكان جمهوراً أم ناقداً رياضياً أم أي معني بكرة القدم، مشدداً على أن اللقب يعكس صورة من صور الحب والعلاقة القوية المتبادلة بين النجم وجماهيره، مشيراً إلى أن الكثير من الألقاب قد غطت على الأسماء الحقيقية للنجوم أصحاب الألقاب.

العام 2001

وكشف راشد النقاب عن أن الهولندي يوهان بوسكامب المدرب الأسبق لفريق الوصل الأول لكرة القدم، هو من أطلق عليه لقب «الجنرال» في العام 2001، موضحاً أن المدرب أطلق اللقب بعد إحدى الوحدات التدريبية مع فريقه السابق الفهود، وتقديراً للعطاء الذي قدمه في ذلك الموسم، مبدياً سعادته باللقب، مثمناً خطوة المدرب بوسكامب في تسميته بـ«الجنرال».

نجوم كبار

وشدد «الجنرال» إسماعيل راشد على أن كرة القدم الإماراتية تزخر بنجوم كبار سابقاً وحالياً، استحقوا نيل ألقاب جميلة ومعبّرة جداً، مثل «البرنس» للنجم عدنان الطلياني، و«الفهد الأسمر» للنجم فهد خميس، و«باتريوت» و«الزهري» و«الولد الشقي» للنجم زهير بخيت، و«المدفعجي» للنجم بخيت سعد، و«الرأس الذهبية» للنجم خالد إسماعيل، و«عموري» للنجم عمر عبد الرحمن، و«سمعة» للنجم إسماعيل مطر، وغيرهم من النجوم السابقين والحاليين الذين يستحقون نيل الألقاب التي تعكس قوة علاقتهم المتبادلة مع جماهيرهم أو نقاد ومتابعي كرة القدم الإماراتية.

Email