حكاية حلم

زايد.. وسر المدينة!

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الجمع يحيطون به، تغمرهم السعادة وهم يستمعون إلى حديثه العذب، وكلماته البسيطة التي تصل إلى وجدانهم، وتتوغل في عقولهم، وتطمئن قلوبهم.. كلمات تلقائية خالدة، لطالما كانت نبراساً مشعاً، تضاء به السبل والطرقات، وتستفتح بها المسيرات، وتكتمل عبر حروفها النجاحات.. مبكراً، أدرك بفطرته الذكية، حلم شباب الوطن، الذين انبهروا في سبعينيات القرن الماضي بالملاعب الأوروبية، وراحوا يتابعون الفرق العالمية، ويحلمون أن يكون لديهم مثلها.

بعد برهة صمت، مصحوبة بهمسات وهمهمة، سمعوها مدوية.. الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يطلب من مستشاريه اختيار المكان، وتحديد الزمان، لتشييد مدينة رياضية، على أحدث طراز، بحيث تضاهي أفضل الملاعب العالمية.

حلم داعب خيال الرياضيين، يغازل طموحهم المتقد، أن يكون لديهم مدينة رياضية شاملة، مثل تلك التي رأوها في الألعاب الأولمبية الكبيرة، وكان رحمه الله، يرى أن هذه المدينة، ستحمل سر التألق الإماراتي في مختلف الألعاب والرياضات، ومنها ستنطلق مسيرة الإنجازات، وعلى ملاعبها المختلفة، سيتبارى المتنافسون والرفقاء.. فشمل تصميمها ملاعب كرة القدم، وكرة السلة، ‏والكرة الطائرة، وكرة الطائرة الشاطئية، وملاعب التنس، والبولينغ والتزلج على الجليد، ومركزاً للياقة البدنية.

على مساحة 12 مليون قدم.. افتتحت المدينة عام 1980، ومعها انطلقت رياضة الإمارات، تتخطى السحب، في قفزات وطموحات لا تنتهي عند الإنشاءات، فعلى أرضها حقق الأبيض العديد من الانتصارات، وصار اسماً لامعاً في الكرة الآسيوية والعربية، لا سيما بعد أن وصل لمونديال 1990، في ظل عدد من الموهوبين الهواة، وتألق العديد من نجوم الألعاب الأخرى في مختلف المنافسات والسباقات، وعلى أرض المدينة، أقيمت العديد من البطولات العالمية الكبرى، وقد صدقت نظرة الوالد المؤسس، رحمه الله، حين أيقن أن هذه المدينة ستكون مصدر سعادة أبناء الإمارات وغيرهم، وقد تجلى ذلك، حين استضافت أهم البطولات، كان أبرزها ‏بطولة العالم للأندية، وفي عهده، رحمه الله، كانت الاستضافة الكبرى لكأس العالم للشباب عام 2003، وقبلها استضافت 1996 ‏كأس آسيا، وحصل فيها الأبيض على الوصافة، بعد الخسارة من السعودية ‏بالركلات الترجيحية.‏ ‏

وهكذا، لم يعد الحلم حلماً، بل أضحى واقعاً تتوارثه وتفخر به الأجيال المتعاقبة.. إنها مدينة زايد الرياضية، التي تحمل سر التفوق، لأنها.. حلم وطن.

Email