رياضيون يكشفون أسباب إخفاق التجربة خارجياً

احترافنا الخارجي..وهم!

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

محاولات عدة شهدتها كرة القدم الإماراتية على مدار العقود الماضية لاحتراف بعض اللاعبين خارجياً وتحديداً في الملاعب الأوروبية لكن معظم تلك التجارب لم تستمر أو يكتب لها النجاح لعدة أسباب وعوائق لم تجعل من احتراف هؤلاء اللاعبين حقيقياً، ومؤخراً تم الإعلان عن انتقال حارس نادي الشارقة ماجد محسن مصبح «21 عاماً»، وأحمد عامر النقبي مهاجم كلباء «مواليد 1998» للاحتراف في نادي ديبورتيفو ليجانيس الإسباني لكرة القدم الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى «لا لايغا»، وهي التجربة الجديدة التي يتمنى لها الشارع الرياضي أن تكلل بالنجاح.

تجارب محدودة

وتعد تجارب اللاعبين الإماراتيين في الاحتراف الخارجي محدودة ولا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ومن أشهرها تجربة عبدالله الكمالي مع اتلتيكو برانانس البرازيلي، وحمدان الكمالي مع فريق ليون الفرنسي، وتجربة الثلاثي عبيد الطويلة وراشد عبد الرحمن ومحمد سرور للاحتراف ضمن فريق أف سي تون السويسري في العام 2005، ثم فيصل خليل في عام 2006 مع فريق شاتورا الفرنسي، وفهد مسعود موسم 2007 - 2008.

ومشكلة الاحتراف الخارجي ليست قاصرة على اللاعب الإماراتي فحسب لكنها تمتد للملاعب الخليجية التي لم تجد حالة واحدة تذكر باستثناء تجربة الحارس العماني علي الحبسي الذي نجح نوعاً ما في تجربته في ملاعب الإنجليز وهي حالة فردية نادرة بين لاعبي منطقتنا الخليجية، كذلك محاولة اللاعبين السعوديين حسين عبد الغني لاعب أهلي جدة الذي احترف في نيوشاتل السويسري لمدة موسم واحد عام 2008، وفؤاد أنور لاعب النصر السعودي أول لاعب في المملكة يحترف خارجياً مع شوانغ الصيني في تجربة لم تزد عن 8 أشهر، أضف لهما الأسطورة سامي الجابر الذي خاض تجربة احترافية قصيرة لمدة 5 أشهر في ولفرهامبتون الإنجليزي بداية من أغسطس 2000 وحتى نهاية يناير 2001.

أسباب المشكلة

«البيان الرياضي» استطلعت آراء رياضيين للوقوف على تجارب اللاعب الإماراتي الخارجية وأسباب المشكلة، فضلاً عن نصائحهم للاعبين المقبلين على تجارب احترافية جديدة. من جانبه، أكد الكابتن فاروق عبد الرحمن نجم منتخبنا ونادي الوصل السابق أن تجارب الاحتراف معدومة في تاريخ الكرة الإماراتية ولا يمكن أن نطلق على تجربة استمرت لموسم أو نصف موسم تجربة احترافية. وأضاف: إن أهم عائق يواجه اللاعبين هو العائد المادي حيث يتحصل اللاعب هنا على عائد مادي كبير مقارنة بما قد يحصل عليه عند الاحتراف الخارجي، مشيراً إلى أنه لا توجد الخامات الجيدة المؤهلة للاحتراف الخارجي في الوقت الراهن باستثناء بعض اللاعبين الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة مثل: علي مبخوت وعمر عبد الرحمن وأحمد خليل وخالد عيسى. وواصل: من الصعب جداً أن يحترف اللاعب الإماراتي في الملاعب الأوروبية التي تحتاج إلى بنية جسدية قوية وهذا الوصف نادر في لاعبينا لذا من الصعب أن يخوضوا تجربة الاحتراف الأوروبية.

تأسيس اللاعب

كما طالب نجم الوصل الأسبق، بضرورة تأسيس اللاعب منذ الصغر في أكاديميات كرة القدم على حياة الاحتراف وليس في سن العشرين لأنه من الصعب أن تطلب من اللاعب أن يغير من عاداته وتقاليده في عام أو عامين لذا دائماً ما تفشل تجارب الاحتراف. وقال: على اللاعب دور كبير في مضاعفة الجهد والصبر إذا جاءته عروض للاحتراف الخارجي، ونتمنى أن يحترف لاعبونا خارجياً لانعكاس ذلك على الكرة الإماراتية وتطورها فضلاً عن إعطاء صورة جيدة للاعب الإماراتي حول العالم.

احتراف ناجح

وأضاف خالد درويش لاعب منتخبنا الوطني ونادي الوصل السابق، أن الكرة الإماراتية

تذخر بالعديد من المواهب التي تمتلك القدرة على الاحتراف الخارجي، لافتاً إلى أن أهم شرط لتحقيق احتراف ناجح على أرض الواقع يتمثل في ضرورة تأسيس هؤلاء اللاعبين والدفع بهم للاحتراف في الصغر وليس في سن الثلاثين.

وأضاف: أهم عقبة تواجه اللاعب الإماراتي تتمثل في عقلية اللاعبين حيث يرفض معظمهم الاحتراف الخارجي نظراً للاغتراب والبعد عن الأهل واختلاف العادات والتقاليد، مشيراً إلى أن الاحتراف في سن مبكرة سيجعل اللاعب أكثر تأقلماً وتقبلاً للعيش في الخارج وبالتالي نجاح تجربته الاحترافية.

وختم تصريحاته قائلاً: لابد من توافر كافة الجهود من قبل المؤسسات الرياضية والأندية والوكلاء واللاعب نفسه لتشجيع التجارب الاحترافية وتحفيزها والدفع بها لتحقيق تجارب ناجحة مما ينعكس بالإيجاب على تطور الكرة الإماراتية وسمعتها الإيجابية خارجياً.

Email