«البيان الرياضي» يواصل مناقشة ملف التحكيم

فريد علي: أقترح إنشاء رابطة مستقلة لقضاة الملاعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل «البيان الرياضي» فتح ملف التحكيم في الحلقة الثالثة على التوالي ليس بغرض الترصد وإنما سعياً لتدارك السلبيات التي تعرقل خطط التطور المنشودة، حيث نعرض اليوم آراء أهل المهنة للاسترشاد بآرائهم في خطوات التطور، ونرحب بأية آراء أو تعقيب من أهل الاختصاص بما يخدم الطموحات المرجوة للارتقاء بالأداء التحكيمي.

ويقترح الحكم الدولي الأسبق فريد علي إنشاء رابطة للحكام تكون لها الاستقلالية المالية والإدارية، تتواكب مع عصر الاحتراف، على أن تديرها لجنة تنفيذية تضم نخبة متميزة من الحكام السابقين المتميزين، من أجل إعادة صياغة المنظومة التحكيمية التي تمر بمرحلة صعبة تتطلب تكاتف الجميع من أجل وضع التحكيم في الطريق الصحيح، مع ضرورة تفعيل اتفاقات التوأمة الموقعة بين اتحاد الكرة وعدد من الاتحادات الشقيقة والصديقة، وخاصة في بند تبادل الحكام لأن هذا هو الأنسب لنا خلال الفترة الحالية، وكانت لنا تجربة ناجحة في هذا المجال قبل عدة سنوات حينما قمت شخصياً بالتحكيم في أوزباكستان، وجاء حكام من هناك ليديروا بعض مباريات دورينا.

كواليس

وعن الوضع التحكيمي وما يدور في كواليس الحكام من أزمات وصراعات يقول الدولي الأسبق فريد علي: نحن في حاجة إلى قائد محنك يتولى إدارة المنظومة التحكيمية، ويستطيع السيطرة على قضاة الملاعب، ويعيد التحكيم لمستواه بعد التراجع الكبير في المستوى منذ أن تمت الاستعانة بالمدير الفني الذي يدير العمل بطريقة غير صحيحة وتمت الإشارة لذلك إعلامياً عدة مرات، ولا أحد تحرك من المسؤولين، وللأسف توجد بعض الأصوات التي تدافع عنه.

رفض التحليل

وعن مدى رضائه عن واقعة رفض الحكام حضور الاجتماع الأسبوعي إذا قام المدير الفني بتحليل أداء الحكام قال: أنا مع تصرف الحكام، لأن ما يحدث من المدير الفني خلال الاجتماع الأسبوعي لا يمت للمهنية بصلة، حيث توجد محاباة للبعض والتغاضي عن أخطاء للبعض ومحاسبة البعض بشكل غير منطقي، ما وضع الحكام تحت ضغط نفسي كبير كان يتوجب اتخاذ موقف لعدم التمادي في مثل تلك التصرفات الخاطئة، وهنا كان لا بد من إدارة اتحاد الكرة التدخل ومحاسبة المدير الفني الذي يسيء لمنظومة العمل ويؤثر بشكل سلبي في معنويات كوادرنا التحكيمية.

تعيينات

وكشف الحكم الدولي الأسبق فريد علي عن كواليس تعيينات الحكام في الجولة السادسة لدوري الخليج العربي بقوله إن المدير الفني «خبصها» بتعييناته الخاطئة في ظل غياب علي الطريفي، فهل يعقل أن يتم تعيين حكم درجة أولى مع كل الاحترام والتقدير له وموهبته التحكيمية؟ إلا أنه لم يكن الحكم المناسب لهذه المباراة، وكان يجب تعيين طاقم دولي للمباراة وتقنية الفيديو، وكان يجب الاعتذار عن تعيين الحكم الدولي محمد عبدالله لمباراة نهائي كأس محمد السادس، وخاصة أن الاتحاد العربي يمكنه تعيين حكم آخر، لحاجة اللجنة لجهوده لإدارة الديربي الساخن بين العين والجزيرة، ولعل كل من شاهد طريقة إدارته للنهائي وتعامله بروح القانون ولغة الجسد يدرك أننا افتقدنا هذا الحكم المتميز في مباراة ديربي العاصمة.

مباراة درويش

وبهذه المناسبة أتساءل أين حكم مثل أحمد عيسى درويش المرشح للقائمة الدولية للفترة المقبلة، أليس من باب أولى أن يتم إسناد المباراة له لتكون اختباراً قوياً له وهو على أقدام الشارة الدولية، وإن لم تثق بكوادرنا التحكيمية فمن العدل ألا ترشحهم للدولية.

أين آل علي؟

كما أتساءل المرة الثانية أين حكمنا الدولي عمر آل علي من مثل تلك الديربيات القوية، وألاحظ أنه منذ أن تم منحه الشارة الدولية لم تسند له مباراة كبيرة، فمتى يمنح مثل تلك المباريات؟

صدفة أم سهواً؟

وتطرق فريد علي إلى قضية غاية في الأهمية ولها مغزى خطر، مشيراً إلى وجود حكم دولي من حكام النخبة لم يقم بإدارة أي مباراة لأحد الفرق الأربعة الكبار المنافسة على اللقب منذ الجولة السادسة عشرة للموسم الماضي وتحديداً يوم 22 فبراير 2019، وقال هذا تدخل من خارج اللجنة أم أن اسمه سقط سهواً من كشف التعبينات؟

تطبيق خاطئ

وتحدث فريد علي عن تقنية الفيديو بقوله، اتحاد الكرة أنفق الملايين من أجل الاستعانة بتقنية الفيديو، لتحقيق مزيد من العدالة خلال إدارة المباريات، ولكن للأسف لا يتم التطبيق الصحيح لتلك التقنية، بمعنى أنها طارت في الهواء ولعل الاستعانة بخبير تقنية الفيديو ديفيد إلاري المدير الفني في المجلس التشريعي لكرة القدم IFAB أثبتت أن تطبيقنا للتقنية لا يتم بالشكل الصحيح.

تسجيل للمحادثات

وأضاف: يجب التطرق لنقطة مهمة تتعلق بالمحادثات التي تدار بين حكم الساحة وزميله في عربة تقنية الفيديو، حيث سمعت أنهم يتحدثون في أمور ليست من واجبات تقنية الفيديو، ويجب نشر مثل هذه المحادثات في الحالات المثيرة للجدل على موقع اتحاد الكرة الإلكتروني، حتى يقتنع الناس بالقرارات المتخذة، وبما دار حتى يقتنع الجميع بالقرارات، وللعلم هذه ليست بدعة بل يتم تطبيقها في الاتحاد الأميركي والإنجليزي وعدد من الاتحادات العالمية، كنوع من الشفافية.

الثواب والعقاب

وتطرق الحكم الدولي الأسبق إلى قضية غياب العقاب في حالة ارتكاب حكم لأخطاء مؤثرة وقال لا بد من تطبيق سياسة الثواب والعقاب لمن يقومون بإدارة المباريات، فمن غير المعقول أن يرتكب حكم خطأ جسيماً وفي الجولة التالية يقوم بالتحكيم كأنه لم يخطئ، مثل هذه الأمور تخلق نوعاً من عدم المبالاة لدى الحكام، لغياب مبدأ تطبيق العقاب على من يخطئ، وقد شاهدنا تلك الأمثلة عدة مرات خلال الموسم الجاري.

أين اللجنة؟

وتساءل الدولي الأسبق فريد علي عن دور لجنة الحكام في كل ما يمر بالتحكيم، ويقول للأسف الشديد لا أجد دوراً للجنة خلال الفترة الماضية بعد أن تقلصت كل صلاحيات اللجنة، وأصبحت اجتماعاتها نادرة، وكنا نأمل أن تقوم بدور الرقيب على أداء الحكام وسير العمل، ولكن ما نراه على أرض الواقع يختلف تماماً عما يجب أن يكون عليه العمل وتلك سلبية لا بد من أن تجد حلاً.

محمد عمر: ما يحدث كارثة تحتاج وقفة جادة

وصف محمد عمر رئيس لجنة الحكام الأسبق، ما يحدث في كواليس الحكام، بأنه كارثة، وله آثار سلبية انعكست على أداء الحكام خلال المنافسات الرسمية في الفترة الماضية، وقال: التحكيم أصبح النقطة السلبية في دورينا، ولا بد من التدخل الفوري لقيادات اتحاد الكرة، حتى لا يتواصل هبوط الأداء، ما يعرض سمعة التحكيم الإماراتي للخطر، خاصة أنه أصبح النقطة السلبية في دورينا هذا الموسم، رغم تطبيق تقنية الفار.

وأضاف: ألاحظ زيادة معدلات الاستعانة بتقنية «فار» خلال المباريات، وتلك سلبية كبيرة، لأن أساس الاستعانة بتلك التقنية للحالات الدقيقة، وليس اللجوء لها 4 أو 5 مرات خلال المباراة الواحدة، ما يتطلب إعادة صياغة لكيفية التعامل مع تلك التقنية، إضافة إلى ضرورة زيادة تركيز الحكام أنفسهم لتقليل نسبة الاستعانة بتلك التقنية، وشخصياً، حزين للتراجع الكبير في مستوى عدد من الحكام، ما يؤثر في نتائج المباريات، وهذا يتطلب وقفة من لجنة الحكام، ولكن ما نسمعه عن لجنة الحكام نفسها من عدم تعاون بين أعضائها، يدعو للتعجب، والمحصلة نراها في الملاعب، وهنا يأتي السؤال التقليدي، أين اتحاد الكرة من كل ذلك؟.

وأشار محمد عمر إلى تأثر العلاقة بين الحكام والمدير الفني، وقال: نسبة كبيرة من الحكام ليست على وفاق مع المدير الفني، وهذا ليس في الصالح العام، وهنا، لا بد من وقفة من أجل تصحيح المسار، بعد أن وصلت الأمور بينهما لطريق مسدود، وقال: لو كان رئيس اللجنة من الحكام السابقين، وصاحب مهنة ما كانت الأمور وصلت إلى هذا الحد، ولذلك لا بد أن يتم تعيين حكم سابق لتولي مهمة نائب رئيس اللجنة، واللوائح تسمح بذلك، وتسند إليه مهمة إعادة تصحيح الصورة، وعودة هيبة التحكيم مرة أخرى، وأن يكون شفاف في تعامله مع مختلف وسائل الإعلام، لأنها جزء من نجاح المنظومة، وأتذكر ونحن في المسؤولية، قمنا بإذاعة أحد اجتماعات التحليل الأسبوعية تلفزيونياً، كنوع من الشفافية مع الإعلام والشارع الرياضي، فما المانع في تكرار التجربة؟.

مجاملة

وفي ما يتعلق بالمجاملة في التعيينات، يقول الدولي السابق محمد عمر: لا أريد التطرق لتلك النقطة، لأن المسؤول عن التحكيم لديه الصورة كاملة، مقارنة بأي شخص آخر، ولكن لا بد في التعيينات أن تكون الأولوية للحكم الدولي، ومن غير المقبول أن يوجد حكم دولي وأقوم بإسناد مهمة مباراة كبيرة لزميل آخر، ويجب اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة.

وأبدى محمد عمر حزنه من استبعاد الحكم الدولي سلطان المرزوقي، وقال: بكل صراحة، لقد ظلم هذا الرجل بكل ما تعنيه الكلمة، وكان من المفترض أن يتم الجلوس معه، وتوجيه بأية إرشادات أو ملاحظات، ومنحه مهلة لتصحيح أوضاعه، ولكن أن يتم سحب الشارة منه بتلك الطريقة، فنحن لا نقبلها أبداً، وإذا استمر التقييم بتلك الطريقة، فسوف نخسر كثيراً من الحكام خلال الفترة المقبلة.

مسلم أحمد: الأجواء غير صحية

أبدى الحكم الدولي الأسبق مسلم أحمد استياءه من الأجواء غير الصحية المحيطة بالحكام، التي تنعكس بالسلب على أدائهم خلال تأدية مهمتهم في المباريات، مشيراً إلى ما حدث خلال الجولات الماضية، والذي يعكس الواقع المؤسف الذي يعيشه الحكام، وقال: البيئة الإيجابية واحدة من أهم عوامل النجاح ولا بد من الحرص على وجودها لضمان ظهور حكامنا بالمستوى الذي يأمله الجميع منهم، والذي يتواكب مع قدراتهم وإمكاناتهم المميزة.

وتساءل مسلم أحمد كيف يسمح اتحاد الكرة بأن يتواصل مسلسل الحكام والمدير الفني حتى يصل لما وصلت إليه الأمور حالياً؟ وقال: كان من المفترض حسم الملف بشكل سريع وحازم بعد أن تعددت أخطاء المدير الفني لأن نجاح الحكام أو إخفاقهم ينصب على صورة اتحاد الكرة في المجتمع.

وعاد مسلم أحمد بذاكرته إلى الوراء حينما كان يقوم بإدارة المباريات، وقال: كنا جميعاً على قلب رجل واحد، وكنا نذهب إلى الملاعب المختلفة لتشجيع زملائنا ومساندتهم والشد من أزرهم، والسؤال أين تلك الروح في الجيل الجديد، لأن النجاح ينسب للكل وكذلك الإخفاق وأتمنى أن تعود تلك الروح حتى يكون الجميع على قلب رجل واحد.

وأضاف: لسنا راضين على مستوى التحكيم خلال الفترة السابقة، ونأمل أن تكون هناك وقفة جادة من اتحاد الكرة لتصحيح المسار، بما يخدم اللعبة وتطورها.

Email