50 مدرباً لأنديتنا في 3 مواسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

توسعت ظاهرة إحلال وإبدال المدربين على نحو ملحوظ، وبدأت تترسخ في دورينا، وكأنها (موضة)، تتنافس الأندية على تقليدها، غير مبالية بتداعياتها وتأثيراتها الخطيرة في ضرب الاستقرار الفني، وإرهاق الميزانية المالية، وبرغم أن مسابقة الدوري لم تنقضِ منها سوى 4 جولات فقط، إلا أن مقصلة الإقالة طالت 5 مدربين.

وكان أول الضحايا مدرب اتحاد كلباء، الإيطالي فابيو فيفياني، وتبعه مدرب النصر، البرازيلي كايو زاناردي، والهولندي موريس شتاين مدرب الوحدة، والهولندي يورغن استربيل مدرب الجزيرة، والبرازيلي باولو كاميلي مدرب خورفكان.

تغييرات

بالإقالات الخمس التي أعلنتها الأندية هذا الموسم، ارتفع إجمالي عدد المدربين الذين تمت إقالتهم أو قدموا استقالتهم خلال ثلاثة مواسم، بما في ذلك الموسم الحالي، إلى 50 مدرباً من جنسيات مختلفة، وزادت عدد التغييرات إلى 53 تغييراً، باعتبار أن 3 مدربين عادوا إلى نفس النادي بعد الانفصال.

تصدر فريق نادي النصر قائمة الأندية الأكثر إحلالاً وإبدالاً للمدربين، بـ 7 مدربين، بمن فيهم البرازيلي كايو زاناردي، الذي تولى تدريب الفريق لمدة شهر في موسم 2018-2019، خلفاً للصربي إيفان يوفانوفيتش، واستعان به النادي مرة أخرى خلفاً للإسباني بينات.

واستمر مدرباً للفريق بداية من أبريل وحتى سبتمبر، قبل أن يتم إعفاؤه، ليتولى المهمة الهولندي يان فيرسلاين، الذي أقيل، ليخلفه الكرواتي يورتشيتش كرونوسلاف.

مهمة

ويأتي بعد النصر، فريق حتا، الذي استبدل 6 مدربين، من ضمنهم مدربين توليا المهمة مؤقتاً، وهما المواطنان عبد المجيد النمر، ووليد عبيد، واستبدل الجزيرة 5 مدربين، بمن فيهم الهولندي مارسيل كايزر، الذي سبق أن فسخ عقده قبل أن يعود لقيادة الفريق الموسم الحالي، كما استبدل الفجيرة 5 مدربين، من ضمنهم المواطن عبد الله مسفر، الذي تولى المهمة مؤقتاً، خلفاً للأرجنتيني مارادونا.

وعاد ليتولى المهمة مؤقتاً أيضاً، خلفاً للتشيكي هاشيك، واستبدل شباب الأهلي 4 مدربين، بمن فيهم المدرب المواطن مهدي علي، الذي قاد الفريق، بعد إنهاء عقد الروماني كوزمين بالتراضي، واستبدلت أندية العين، والوصل، وبني ياس، واتحاد كلباء، والظفرة، وخورفكان، 3 مدربين، والشارقة مدربَيْن.

ذهاب وعودة

عاد ثلاثة من المدربين الحاليين لقيادة الأجهزة الفنية من أبواب أندية أخرى، بعد أن أقيلوا، وهم الروماني لورينت ريجيكامب، مع الوصل، وسبق أن تولى تدريب الوحدة الموسم الماضي.

كما عاد الأرجنتيني أروابارينا من بوابة شباب الأهلي، وسبق له تدريب الوصل، أما المدرب الثالث، فهو المصري أيمن الرمادي، مدرب عجمان ، عمل قبلها مدرباً لعدد من الأندية الإماراتية، من بينها الشارقة واتحاد كلباء، والظفرة.

حميد فاخر: إدارات الأندية تستبدل المدربين تهرباً من المسؤولية

يرى حميد فاخر، المحلل الفني، واللاعب الدولي السابق، أن ملف إقالات المدربين واستبدالهم، ظل مفتوحاً من دون إغلاق ليس فقط على مستوى الإمارات بل في جميع الدول العربية والخليجية، موضحاً أن إدارات الاندية تستبدل المدربين تهرباً من المسؤولية.

وقال: من وجهة نظري فإن إقالة المدرب بعد جولة أو جولتين إهدار للمال العام، لأن الأندية لا تزال تعتمد على دعم الحكومة ولا يصح تبديد المال العام في الرياضة ولا غير الرياضة بهذه الكيفية غير المسؤولة، فالنادي يتعاقد مع المدرب بمبالغ طائلة .

وفي حال إقالته قبل نهاية العقد يدفع له أيضاً كشرط جزائي وبذلك يتم هدر المال العام وخصوصاً أن بعض الأندية تتعاقد وتقيل أكثر من مدرب في وقت وجيز.

وأضاف لاعب العين والمنتخب الوطني الاسبق: الخلل يكمن في طريقة وآلية اختيار المدرب والتي غالباً ما تتم وفق العاطفة وبعيداً عن المنهجية والمؤسسية.

ياسر سالم: الظاهرة دليل تخبط ومجرد «حقنة مخدر» للجماهير

أكد ياسر سالم، المحلل الفني واللاعب الدولي السابق، أن توافد العديد من المدربين على دورينا بسبب الإقالة أو الاستقالة، سببه العشوائية، والعمل غير المؤسس من قبل إدارة الأندية، لافتاً إلى أن بعض هذه الإدارات تتعاقد مع اللاعبين الأجانب قبل أن تأخذ رأي المدير الفني، وعند أول خطأ تتم محاسبته، ومن ثم الإطاحة به نتيجة أخطاء غيره.

موضحاً أن الاستقرار الفني مطلوب، إذا أرادت الأندية تحقيق النتائج المأمولة، ولكنها تلجأ لتغيير المدربين، كشماعة عمرها قصير الوقت، سرعان ما تتكشف، وقال:

المدرب غالباً كبش فداء، تتم إقالته لتخدير جماهير الفريق، ولكن هذا الأمر لن يستمر كثيراً، إذ سرعان ما يزول مفعول (البنج) لتتكشف الحقيقة، ويفترض أن المدرب يتم استقدامه لتحقيق الاستقرار الفني، والحصول على النتائج المنشودة، ولا يستقيم أن تأتى بمدرب كبير بمبالغ عالية، وتطالبه بتحقيق الانتصارات والبطولات، وفريقك لا يملك الإمكانات والمقومات.

 

Email