«البيان » في الميدان

مراكز تدريب الأطفال في الحدائق منجم المواهب

مركز تدريب النصر في الورقاء 3 | تصوير دينيس مالاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعدّ مراكز تدريب كرة القدم في الحدائق العامّـة، التي أطلقها ناديا النصر والوصل بالتعاون مع بلدية دبي، مبادرة فريدة من نوعها لاكتشاف المواهـب وتحفيزهم على ممارسة كرة القدم وجعل الرياضة أسلوب حياة لدى الأطفال وتؤمن لهم حياة مليئة بالنشاط والحيويّـة بدلاً من الاستخدام المفرط للألعاب الالكترونية.

وفكرة إطلاق هذه المراكز في الحدائق وفي قلب الأحياء السكنية وجدت صدى واسعاً وتجاوباً كبيراً من أولياء الأمور الذين كانوا يواجهون مشكلة بعد المسافة بين مقرّ سكنهم والأندية.

وتكمن أهمية هذه المراكز في إتاحة الفرصة للأطفال لتحقيق أحلامهم ولما لا صناعة بعض النجوم مثلما ساهمت ملاعب الفريج في بروز لاعبين كبار في كرة الإمارات، وفتح النصر 4 مراكز تدريب في 4 حدائق بدبي هي البرشاء جنوب وند الحمر والورقاء3 وعود المطينة1 فيما اطلق الوصل مع بداية الموسم الحالي 3 مراكز في حدائق البرشاء1 والورقاء 1 والمزهر2.

تجربة ناجحة

وكشف عادل شاكري عضو مجلس إدارة النصر مشرف أكاديمية الكرة أن تجربة المراكز ناجحة بكافة المقاييس من خلال زيادة عدد اللاعبين المنتسبين للأكاديمية مقارنة بالمواسم الماضية إلى 400%.

وقال: الهدف من إطلاق المراكز الوصول إلى اللاعبين بما فيهم من كان متردداً حول ممارسة كرة القدم في المناطق السكنية ذات الكثافة العالية من المواطنين مثل البرشاء والورقاء والخوانيج، وهي مناطق تبتعد عن مقر النادي أكثر من 40 دقيقة بغض النظر عن زحمة السير، اليوم أصبح مركز التدريب في قلب الحي السكني، وهو عامل مهمّ لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال.

قاعدة الاختيار

وأضاف: زادت المراكز من قاعدة الاختيار، أصبح ممكناً اختيار الأفضل من اللاعبين وليس المتوفر، في السابق كنا مرتبطين بعدد قليل من الممارسين من الأطفال بينما الآن القاعدة واسعة.

كنا نتحجّج أن أولياء الأمور لا يريدون أبناءهم يلعبون كرة قدم بينما علينا أن نسأل ماهي احتياجاتهم، المشكلة تكمن في عدم توفر البيئة المناسبة لممارسة كرة القدم قريباً، من مقرّ سكنهم، وتابع: نجحنا في خلق بيئة مناسبة لممارسة كرة قدم للأطفال وتطوير موهبتهم وبالتأكيد سنجني ثمار هذه المراكز على المدى البعيد بين 7 و10 سنوات.

فكرة إنشاء المراكز

وتابع عادل شاكري وقال إن فكرة إنشاء المراكز نبعت من خلال استبيان قامت به أكاديمية الكرة بشأن ممارسة الأطفال لكرة القدم وتم الكشف عن السبب الرئيسي في حرمان أولياء الأمور لأبنائهم من ممارسة اللعبة بسبب عامل البعد عن مقر النادي وما يسببه ذلك من استغراق للكثير من الوقت وإرهاق الأبناء.

وأضاف: بحثنا عن حل مناسب لعزوف الأطفال عن ممارسة كرة القدم وكيف نصل إلى الأطفال الصغار ووجدنا أنه من الأفضل الاقتراب منهم وفتح مراكز تدريب قريبة من الأحياء السكنية وتم اختيار الحدائق العامة بحكم توفر الملاعب والمرافق الصحية وقد تبنى مجلس إدارة شركة الكرة الفكرة وتمت مخاطبة بلدية دبي التي رحبت بها ومنحتنا موافقتها على استغلال بعض الملاعب في الحدائق العامة في 4 مناطق.

صدى طيب

وأكد شاكري أن الفكرة وجدت صدى طيباً لدى أولياء الأمور وسجلنا إقبالاً كبيراً على المراكز وصل إلى أكثر من 300 لاعب منهم 30 لاعباً فلتة كروية كان من الصعب الوصول إليهم. وأوضح أنه تم تجهيز المراكز بأدوات التدريب وتسخير مدربين أصحاب كفاءة وطواقم طبية وتوفير الأزياء الرياضية للاعبين حتى يشعروا وكأنهم في النادي مشيرا إلى أن المراكز تستقطب لاعبين من مختلف الجنسيات لكن أغلبهم من أبناء المواطنين.

محبوب: 5 مراكز للوصل بنهايـة الموسم

صرح محمد علي محبوب مدير أكاديمية الوصل لكرة القدم أن الهدف من مراكز التدريب هو تقريب المسافة بين اللاعبين الصغار ومنازلهم وبذلك يتمكنون من العودة مبكراً، مشيراً إلى أن نادي الوصل يعتزم فتح 5 مراكز بنهاية الموسم الحالي في مناطق مختلفة بعيدة عن مقر أكاديمية النادي بما أن عامل البعد من أبرز العوائق التي تواجه الأندية في استقطاب اللاعبين الصغار.

وقال: في إطار حرص شركة الوصل لكرة القدم على تفعيل دور أكاديمية الكرة وتطويرها وتوسيع قاعدة اختيار اللاعبين الناشئين لتكون الرافد الرئيسي للفريق الأول والمنتخبات الوطنية، قمنا بإطلاق هذه المراكز، وأضاف: إطلاق هذه المراكز في الحدائق العامة يؤكد الدور الرائد الذي يلعبه نادي الوصل الرياضي منذ تأسيسه في دعم الشباب والرياضة في الدولة.

شراكة مثمرة

وتابع: تأتي هذه المراكز في إطار شراكة مثمرة بين شركة الوصل لكرة القدم وبلدية دبي والتي تم على إثرها تحويل بعض الحدائق إلى مراكز تدريب خارجية للبحث والكشف عن المواهب في عدد من الأحياء السكنية ومنح فرصة ممارسة كرة القدم للأطفال الذين تحرمهم ظروف إقامتهم البعيدة عن النادي من ذلك.

وأكد محبوب أن شركة الوصل لكرة القدم قامت بإطلاق مراكز تدريب بمواصفات عالية وتحت إشراف مجموعة من المدربين الأكفاء، وأوضح أن مركز تدريب حديقة البرشاء 1 تم افتتاحه ليشمل سكان منطقة بردبي ويستقبل الأطفال بواقع 3 أيام في الأسبوع ( الأحد والثلاثاء والأربعاء).

وتم تخصيص مركز الورقاء 1و2 إلى سكان منطقة برّ ديرة خلال أيام الاثنين والثلاثاء والخميس ومركز حديقة المزهر2و3 لتقريب خدمات الأكاديمية لسكان إمارة الشارقة وعجمان خلال أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء وتعمل كافة هذه المراكز من الساعة الرابعة عصراً إلى السادسة مساء.

مكاسب عدة

وأضاف محبوب أن المبادرة حققت العديد من المكاسب سواء لأولياء الأمور من خلال إتاحة الفرصة لأبنائهم للعب كرة القدم وتحقيق أحلامهم أو لأمهات اللاعبين اللاتي يرافقن أبناءهن إلى ملاعب التدريب وأصبح بإمكانهنّ ممارسة رياضة المشي في الحديقة العامة أثناء وقت التدريب.

إضافـة إلى استفادة نـادي الوصل من مواهب جيدة، وتحقيق العديد من الأهداف المجتمعية نظراً لدور الرياضة في الحفاظ على صحة المجتمع وإبعاد الأطفال عن بعض الممارسات السلبية مثل الاستخدام المفرط للألعاب الالكترونية والانترنيت بشكل عام وتغيير عقليتهم إلى الأفضل وقال:

أولياء الأمور وعائلات اللاعبين يشعرون بالإطمئنان أكثر لأن أبناءهم يتدربون قريبين منهم وأصبحوا يتابعون التدريبات بكثافة و تلقينا العديد من المقترحات من بينها المطالبة بتعميم التجربة على مناطق أخرى في دبي، وتابع: بعض الآباء لم تكن لديهم النية في تسجيل أبنائهم بالأندية لكن فتح مراكز التدريب بالقرب من منازلهم جعلهم يغيرون موقفهــم.

حمدون: اختيار المناطق حسب الكثافة السكانية

أكد محمد إسحاق (حمدون) عضو لجنة الاستقطاب بنادي النصر أن مراكز تدريب الأطفال في الحدائق العامة فكرة جيدة لاكتشاف المواهب وزيادة عدد ممارسي كرة القدم في الأكاديمية، مشيراً إلى أن اختيار المناطق تمّ بطريقة مدروسة وحسب الكثافة السكانية للمواطنين.

وأوضح حمدون أنه تم الخفض في أعمار اللاعبين المستهدفين لتجنب بعض نقائص الموسم الماضي بسبب الإقبال الكبير من مختلف الأعمار، وقال: نجاح التجربة في الموسم الماضي كان حافزاً لنا لإطلاق مركز رابع في ند الحمر، ومن أجل تحسين نوعية التدريب قمنا بتقليص عدد اللاعبين المستهدفين من خلال استقطاب الأعمار الصغيرة.

وصرح حمدون أن مراكز التدريب تقدم خدمة مجتمعية إضافة إلى دورها في اكتشاف المواهب وصقلها، وقال: منحنا الفرصة للأطفال لممارسة كرة القدم بواقع 3 أيام أسبوعياً ولمدة ساعتين للحصة الواحدة، ونجحنا بذلك في التخفيف من انشغالهم بالألعاب الإلكترونية.

وكشف حمدون أن الفئات العمرية المستهدفة في مراكز التدريب تتراوح بين 2011 و2014، مشيراً إلى أن المراكز الأربعة تضم حالياً 100 لاعب، أغلبهم من المواهب المميزة، وأضاف: جميع اللاعبين ملتزمون بساعات التدريب المبرمجة لهم حسب كل مركز، وهم متحفزون للعب كرة القدم ويأتون قبل ساعة.

أولياء الأمور: فتحت باب الأمل

أثنى أولياء أمور اللاعبين على مبادرة إطلاق مراكز التدريب في الحدائق العامة وعلى دورها الإيجابي من الناحيتين المجتمعية والرياضية وصنعت أملاً للأطفال لتحويل أحلامهم إلى حقيقة.

ووصفت إحدى أمهات الأطفال المبادرة بالفريدة من نوعها على مستوى الدولة والقادرة على تحقيق أحلام المئات من الأطفال الذين تحرمهم ظروف إقامتهم البعيدة عن النادي من لعب كرة القدم. فيما صرح محمد عبد الرحيم والد الطفل عبد الرحيم أحد لاعبي مركز التدريب التابع لنادي النصر بالورقاء3 أن الفكرة ممتازة ومحفزة للأطفال لممارسة هوايتهم المفضلة.

وقال: الفكرة منحتنا شعوراً بأن النادي أصبح ملتصقاً أكثر بجماهيره وأنه موجود في قلب الفريج، في السابق كان مجرد التفكير في تسجيل ابني في الأكاديمية يشكل عبئاً بسبب طول المسافة وما تستغرقه من وقت طويل ذهاباً وإياباً وخاصة أوقات الذروة، لقد طلب مني ابني أكثر من مرة تسجيله في النادي.

ولكن العائق الوحيد كان البعد، شيئاً فشيئاً تنازل عن حلمه وهو ممارسة كرة القدم في ناديه المفضل قبل أن يصبح الأمر ممكناً بفضل فتح مركز تدريب حديقة الورقاء3 القريب من منزلنا. وأوضحت والدة أحد اللاعبين المنتسبين لمركز تدريب الوصل أن الفكرة ممتازة متمنية تعميمها في بقية الحدائق الأخرى.

فيصل تاتان: فكرة ممتازة ومردودها جيد للكرة الإماراتية

أكد فيصل تاتان مدرب مشرف على مركز تدريب الوصل في الورقاء1 أن الفكرة ممتازة لاستقطاب الأطفال لممارسة كرة القدم في الحدائق، وهي تحتاج إلى تطوير أكثر، وأن مردودها سيكون جيداً على النادي أولاً وكرة الإمارات بشكل عام، وقال: من إيجابيات هذه الفكرة أنها تترجم العلاقة القوية بين الوصل وجمهوره بما أن أغلب المنتسبين لمركز التدريب هم من محبي الإمبراطور.

وأضاف: مركز تدريب الورقاء1 كان تجربة أولى بالنسبة لنا وسنتشاور مع الإدارة من أجل الإبقاء عليه كمركز مستمرّ، لأن الإقبال جيد ومن الصعب تنقل الأطفال الصغار إلى مقر النادي بسبب طول المسافة، وحتى يكون مركزاً لاستقطاب اللاعبين من الفئة العمرية 6 و7 و8.

وصرح تاتان أن مراكز تدريب الوصل في البرشاء والمزهر والورقاء ستكون عبارة عن مراكز لتجميع اللاعبين واستقطاب المواهب ثم انتقاء العناصر المميزة لفرق الأكاديمية.

مشيراً إلى أن وجود المركز في قلب الأحياء السكنية يحفز أولياء الأمور والأطفال أنفسهم على ممارسة كرة القــدم. وأوضح تاتان أن أكاديمية نادي الوصل قامت بتوفير كل أدوات التدريب وكادر فني حتى يشعر الأطفال أنهم في النادي، وقال: البداية مشجعة وقد تلقينا وعوداً من إدارة الأكاديمية لتطوير هذا المشروع وتعميمه على بعض المناطق الأخرى لتحقيق أهدافه الرياضية والمجتمعية.

Email