جلسة حوارية أطلقها «المجلس الرياضي» وشرطة دبي

«منصة التشجيع» تبحث عن سعادة الجماهير

عبد الله الغيثي وناصر أمان آل رحمة ووليد إبراهيم الحوسني وبطي الفلاسي وأحمد المهري والمشاركين في الجلسة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد المشاركون في الجلسة الحوارية «منصة التشجيع الرياضي» التي أطلقها مجلس دبي الرياضي وشرطة دبي يوم أمس في مقر المجلس بحضور عدد من الأطراف المعنية في كرة القدم بالدولة، على ضرورة عكس الوجه الحضاري للدولة في ملاعبنا الرياضية وتعزيز التواصل بين الأندية والجماهير الرياضية وتوحيد الجهود لإسعاد جماهيرنا الرياضية لترسيخ ثقافة التشجيع الإيجابي والتواصل بين الجماهير وإدارات الأندية من خلال الاستفادة المثلى من وسائل التواصل الاجتماعي لنقل الرسائل الإيجابية وثقافة النقد البنّاء بين جميع أطراف اللعبة.

تحدث في اللقاء اللواء عبد الله الغيثي مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بشرطة دبي، وناصر أمان آل رحمة مساعد أمين عام مجلس دبي الرياضي، ووليد إبراهيم الحوسني المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين، وبطي الفلاسي مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي، وأحلام الفيل مسؤولة الاتصال المؤسسي في الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، وأحمد سالم المهري مدير إدارة التطوير الرياضي بالإنابة، وحسن حبيب نائب مدير قناة دبي الرياضية، وراشد الزعابي رئيس مكتب دبي لصحيفة الاتحاد، وعمران محمد رئيس القسم الرياضي في دبي لصحيفة الاتحاد، ومحمد علي عامر المدير التنفيذي لنادي الوصل، بحضور عدد من المديرين التنفيذيين لأندية دبي، والإعلاميين البارزين ومديري الإدارات والأقسام بمجلس دبي الرياضي وشرطة دبي، ومديري المراكز الإعلامية، ورؤساء الروابط الجماهيرية بأندية دبي.

قنوات مفتوحة

وأكد اللواء عبد الله الغيثي، أهمية وجود قنوات تواصل مفتوحة بين الأندية والجمهور، وقال إن المدرجات خلت نسبياً من المشجعين في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يحتاج إعادة التخطيط ووضع الحلول لإعادة الجماهير إلى المدرجات، مشيراً إلى أن نسبة تجاوزات الجمهور من الطلبة تتفوق على المشجعين الآخرين من الفئات السنية الأعلى، ما جعلهم يقومون بزيارات لتوعية طلبة المدارس في هذا الجانب.

وأضاف اللواء عبد الله الغيثي: «نمتلك في دولتنا أفضل المنشآت الرياضية المصممة، وتوجد حرية تعبير خاصة في المجال الرياضي، ودورنا أن ننمي الوعي لدى الجمهور بحدود التشجيع، ومدى خطورة التعبير عن المشاعر بصورة سلبية تجاه الآخرين، لذلك لا بد أن يكون هناك تنسيق بين رابطة الجماهير وإدارات الأندية، وأن يعرف الجمهور التزاماتهم بحق المسؤولين».

من جهته، رحّب ناصر أمان آل رحمة، بالحضور والمشاركين، وقال إن مجلس دبي الرياضي وفق منهجية تتناول الفعاليات الرياضية المختلفة إلى جانب عمل الأندية من لاعبين ومجالس إدارات وكوادر فنية وإدارية من خلال تطبيق الحوكمة والعمل من أجل إسعاد جماهير الأندية وتعزيز وجودها في الملاعب، والجمهور هو محور مهم في نطاق عملنا كونه عنصراً أساسياً في نجاح وتطور وانتشار اللعبة والارتفاع بالمستوى الفني لفرقنا، ونحن ندرك أن جمهورنا يعشق ناديه ويريد لفريقه أن يكون فائزاً دائماً، وهذا حق للجمهور، كما أن الخسارة تسبب الحزن لدى الجمهور، ولا نريد أن نصادر حق الجمهور في التعبير عن شعوره في الفوز أو الخسارة، لذلك نؤكد فتح قنوات التواصل بين الأندية والجمهور لترسيخ ثقافة النقد البناء والتعبير الإيجابي.

وتابع ناصر أمان آل رحمة: «سيعمل مجلس دبي الرياضي من خلال القانون الخاص به وبالتعاون مع الأندية في دعم علاقة التواصل والتعاون بين الأندية وجماهيرها، كما تواصل شرطة دبي جهودها الرائعة في تأمين الملاعب وتواصل المؤسسات الإعلامية دورها التوعوي».

التزامكم سعادة

وقال بطي الفلاسي: «أطلقنا حملة «التزامكم سعادة»، التي تهدف إلى التوعية بالتزامات الجمهور الرياضي.. ومنذ إطلاقها وجدنا استجابة كبيرة من المؤسسات الرياضية والإعلامية، وهو ما أدى بشكل لافت إلى انخفاض الظواهر السلبية في مدرجات الملاعب، ومع ظهور المؤثرات الخارجية التي استجدت على الساحة الرياضية بسبب التعصب الجماهيري والتطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة للاختلاف والتعبير عن الرأي، فقد شرّعت الدولة قوانين خاصة بالتواصل الاجتماعي لكي تفتح المجال للنقد البنّاء والتعبير عن الرأي بشكل إيجابي».

وأضاف الفلاسي: «يجب أن يكون هناك تعاون بين مختلف المؤسسات الوطنية من الشرطة والمؤسسات الرياضية والإعلامية لنشر الوعي بالقوانين الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي للحد من انتشار السلبيات بين الجماهير، فنحن نسعى كشركاء إلى إيجاد قنوات اتصال فعّال بين إدارات الأندية وبين الجمهور، ونشجع النقد البنّاء والولاء للأندية وحرية التعبير بإيجابية، لكن لا بد من إيجاد متنفس فعّال بين الجمهور وإدارات الأندية لضمان وصول الرأي والرأي الآخر بين طرفي المعادلة».

وتطرق وليد الحوسني إلى مشكلة قلة الحضور الجماهيري، وقال: «تم تشخيص مشكلة الحضور الجماهيري في الفترة الماضية واجتمعنا بإدارات الأندية، إضافة إلى روابط المشجعين، إلى جانب الاستعانة بخبرات أوروبية للتعرف على أبرز الحلول، كما أن هناك توجيهات ستسهم في إحداث نقلة نوعية في الموسم المقبل تهدف إلى زيادة الحضور الجماهيري في المدرجات».

تعبير إيجابي

وقالت أحلام الفيل: «الإمارات تدعم حرية التعبير الإيجابي، حيث تم إصدار دليل إرشادي لشرح الاستخدام الآمن لقنوات التواصل الاجتماعي بين الجمهور، خاصة بعد إصدار قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، وتقوم الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات بدور رئيس لتوعية مستخدمي قنوات التواصل للاستخدام الآمن ومدى خطوة الإساءة وما يترتب عليها من إساءة الاستخدام، وكيفية حماية قنوات التواصل الاجتماعي الرسمية من الاختراق، وتوعية كل الأطراف من الإداريين والمدربين واللاعبين والجمهور بخطورة تداول الرسائل السلبية».

 

التشديد على أهمية تأمين حسابات اللاعبين الرسمية

تضمنت الجلسة شرح القوانين الخاصة بالجرائم الإلكترونية وتوضحيها بنماذج عملية من الواقع، كما تم التأكيد على تدريب وتأهيل المسؤولين عن المواقع الإلكترونية والحسابات الرسمية للمؤسسات الرياضية وإلمامهم بالقوانين الخاصة بالجرائم الإلكترونية، حيث شددت شرطة دبي على أهمية تأمين اللاعبين لحساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي كي لا يتم اختراقها إلكترونياً، فيما كانت أبرز القضايا التي تم تلقيها من الأندية واللاعبين هي حالات السب والاعتداء على الخصوصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأثمرت الجلسة الحوارية عن العديد من الأفكار والمبادرات التي يمكن أن تمثل توصيات للعمل المستقبلي من خلال تعاون مجلس دبي الرياضي وشرطة دبي وجميع الأطراف المشاركة في اللقاء من جهات حكومية وأندية ومؤسسات إعلامية وإعلاميين مؤثرين، وهي: إطلاق حملة توعوية حول الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي في النقد أو التحليل الرياضي، والتفاعل الإيجابي للأندية مع آراء الجمهور وفتح قنوات التواصل معهم طيلة الموسم الرياضي، وتدريب المسؤولين عن المواقع والحسابات الرسمية للأندية في وسائل التواصل الاجتماعي حول التفاعل الأمثل مع جماهير النادي بالتعاون مع الجهات المختصة.

وتضمنت أفكار الجلسة دعوة الجماهير للتواصل المباشر مع الأندية عبر القنوات الرسمية لديها وإبداء الرأي بطريقة بنّاءة وبعيدة عن التجريح، والابتعاد عن استخدام المفردات السلبية التي تقع تحت طائلة القانون، واحترام الحقوق الشخصية للأفراد والمؤسسات العاملة في القطاع الرياضي وفق القوانين الجاري العمل بها، وتفعيل دور المؤثرين في المشهد الرياضي من إعلاميين ورياضيين، واستثمار النماذج المتميزة في رفع مستوى التفاعل الجماهيري الإيجابي مع الأحداث الرياضية، وتفعيل الجانب المجتمعي والثقافي في الأندية وعدم الاكتفاء بالجانب الرياضي.

وشدد جميع المشاركين على ضرورة التعاون التام لتنفيذ هذه الأفكار، بوصفها أساساً للعمل المستقبلي، وسيتم إطلاق مبادرات من جميع الأطراف للبناء على ما تم الاتفاق عليه والوصول إلى الشكل الأمثل لرياضتنا والعلاقة بين أنديتنا وجماهيرها، وعكس الصورة الجميلة لدولة الإمارات العربية المتحدة بكل ما تضمه من جوانب الحياة.

Email