أوراق احترافية

الجـولة 15.. من أجل الملك

Ⅶ خلال مباراة فريق النصر والشارقة | تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل هناك مَن لعب «طبعاً من دون قصد وسبب» من أجل فريق الشارقة الأول لكرة القدم في الجولة 15 لدوري الخليج العربي؟ جل معطيات الجولة تشير إلى أن هناك مَن لعب فعلاً من أجل الملك، العين الوصيف، خسر بالثلاثة من الظفرة، شباب الأهلي الرابع، تعثر في محطة عجمان، الجزيرة الثالث، وحده مَن عبر.. الفارق في النقاط بين الأربعة الكبار، اتسع بشكل واضح وجلي!

قمة

وبكل تأكيد، الذنب ليس ذنب الشارقة، الملك قد لعب لنفسه، وحقق المطلوب بفوز عسير على النصر، ليغرد وحيداً بقمة الترتيب برصيد مميز وبفارق 5 نقاط عن أقرب المطاردين له!

هدوء

وما يحسب للشارقة ومدربه الوطني «ملك الهدوء والاتزان» عبدالعزيز العنبري، أن تفكيره غالباً ما ينصب على المباراة التي يدخلها في أي جولة، بكثير من الفلسفة الواقعية.

تقنية

شهدت مباراة النصر وضيفه الشارقة، استخدام تقنية «الفار» أكثر من مرة للتأكد من صحة بعض الحالات، ورغم أن الشارقة قد استمر في حصد النقاط بفوزه الصعب على العميد بهدف من دون رد سجله اللاعب ريان منديز في الدقيقة 74، شهدت المباراة إثارة فنية وعصبية بدأت من طرد لاعب العميد طارق أحمد بعد سلوك من اللاعب لم يكن له داعٍ، حيث أكمل فريق النصر الشوط الثاني بعشرة لاعبين، وتأثر كثيراً بذلك الطرد.

أسلوب

كعادته، دخل فريق الشارقة بنفس التشكيلة وبنفس الأسلوب، وهو عدم استقبال هدف في الشوط الأول، واستنزاف المنافس بدنياً رغم أفضلية النصر في نفس الشوط، وفي الدقيقة 22، شن اللاعب سيف راشد هجمة من الجهة اليمنى، أسفرت عن هدف ملغى، وبالرجوع إلى «الفار»، ألغى الحكم الهدف بحجة أن الكرة لمست يد اللاعب سيف راشد عند تسكينه الكرة، شهدت المباراة تحولاً جذرياً لفريق الشارقة بطرد لاعب النصر.

استحواذ

وفي الشوط الثاني، سجل الشارقة أفضلية في الاستحواذ ونقل الكرة، حيث أخرج عبدالعزيز العنبري، لاعبه علي الضنحاني وأدخل محمد الشحي، ليلعب ماجد سرور محل علي الضنحاني كظهير أيمن، ليكون تركيز وتكثيف فريق الشارقة على هذه الجهة، وقد حقق مراده محرزاً هدف الفوز الوحيد في المباراة.

وفي المقابل، لم يكن فريق النصر يستحق الخسارة بالأداء القتالي الجيد والانضباط، وقد يكون الشوط الأول، أفضل شوط من الناحية الانضباطية، وكان النصر الأفضل في الناحية الدفاعية التي أجاد فيها كفريق واحد، والتحول الهجومي في وجود نيغريدو وحبيب الفردان وروني فرنانديز وسيرجيو دوترا، لكن العميد لم يستطع مجاراة الملك، وهو يلعب بعشرة لاعبين طوال أكثر من شوط.

حذر

الجزيرة ثالث الترتيب، وحده من بين الرباعي الكبير، الذي لعب لنفسه، فاز بالخمسة، واقنع أداء ونتيجة، وأثبت أنه صاحب حظوظ في الدرع، وإن ذهب الملك الشرقاوي بالصدارة، ولكن الحذر واجب من جانب الجزيرة، لأن إلحاق الهزيمة بالفجيرة لا يعني سوى عبور منافس من فرق مؤخرة الترتيب!

حظ

شباب الأهلي، أثبت في الجولة 15 أن بحثه ما زال متواصلاً على قليل من الحظ، تقدم على مضيفه عجمان مرتين، لكنه خسر نقطتين بتعادل لم يدركه المنافس إلا قبل دقائق معدودات من نهاية المباراة، تعادل فرض على شباب الأهلي أن يكون رابع الأربعة الكبار، وبفارق 8 نقاط عن صاحب القمة، الشارقة!

الظفرة والعين.. لحظة عابرة

شكلت الخسارة الثقيلة التي تلقاها العين على يد مضيفه الظفرة بالثلاثة، لحظة عابرة في مسيرة فريق كبير وزعيم، رغم أن العين يعرف مدى قيمة المباراة، وخاصة أنه لا يريد أن يبتعد عن المتصدر فريق الشارقة، وبدأت المباراة بتسجيل فريق الظفرة هدفاً في الدقيقة الثانية بكرة عرضية من رومولو إلى خالد باوزير رأسية في شباك الزعيم.

فريق متطور

وأثبت فريق الظفرة أنه من الفرق المتطورة في الدوري، وخاصة في المستوى الفني المتصاعد من مباراة إلى أخرى، ومن ضربة البداية، ظهر الظفرة بصورة الفريق الأفضل في الانتشار والتقدم في الهجمات المرتدة الذي أجاد فيها في أكثر من مناسبة.

أما فريق العين، فإنه لم يكن حاضراً في أول ربع ساعة من المباراة، زاد على ذلك، تلقيه هدفاً مبكراً أربك كثيراً من حساباته، رغم أن الزعيم قد بدأ المباراة بتشكيلة 4 - 3 - 2- 1 بوجود شيوتاني كظهير أيمن ومحمد عبدالرحمن كوسط أيمن، واستمر استحواذ فريق العين على وسط الملعب من دون خطورة تذكر إلا من خلال التسديدات خارج منطقة الجزاء.

نفس الحال

ولم يتغير حال فريق العين رغم سيطرته في وسط الملعب إلى أن أجرى مدربه تغييراً بخروج مهند العنزي ودخول جمال معروف وتغيير طريقة لعبه إلى أسلوب 3/‏4/‏3 واللعب بثلاثة مهاجمين، وفي الدقيقة 70، أجرى فريق العين تغييراً آخر بدخول دياكيه وخروج روبن روبيرو، واستمر الزعيم في الاستحواذ والسيطرة.

إجادة المرتدات

واعتمد فريق الظفرة على إغلاق وسط الملعب وإجادة المرتدات، وفي الدقيقة 86 سجل الظفرة الهدف الثاني عن طريق هجمة مرتدة من المهاجم رومولو من الجهة اليسرى عن طريق سهيل المنصوري، وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة، سجل الظفرة الهدف الثالث عن طريق رومولو، وقد استحق الفوز نظراً للحالة الفنية الجيدة.

الوصل وبني ياس.. لسعة باردة

جاء فوز بني ياس على الوصل أشبه بلسعة باردة أصابت الإمبراطور في ملعبه وأمام جماهيره، انتزع من خلالها السماوي فوزاً صعباً بهدفين لهدف، بعدما لعب السماوي بطريقة 4/‏3/‏2/‏1 بإتقان رائع في التنفيذ، حيث أجاد في الانتشار الهجومي، معتمداً على الأطراف، مع تقدم حبوش صالح وأورتيغا من خلف المهاجم بيدرو كوندي.

الشق الهجومي

وكانت الإجادة في الشوط الأول من المباراة لبني ياس من خلال الوقوف الجيد والتحول إلى الشق الهجومي بطريقة منظمة، وقد حقق ما أراد في الهدفين.

قطع الكرة

واستمر بني ياس في الهجوم الضاغط على خط وسط الوصل بقطع الكرة بطريقة جيدة، والتحول السريع إلى الهجوم عن طريق يوسف جابر في الجهة اليسرى، لعبها مباشرة إلى اللاعب ليوري جورج خلف مدافعي الوصل مسجلاً الهدف الثاني.

مشكلة الوصل

ولعب الوصل بغياب لاعب الوسط خميس إسماعيل للإصابة، وحل محله خليل خميس وأمامهم المحترفون الأربعة، لكن مشكلة الوصل ظهرت في عدم المعاونة الدفاعية، خاصة المهاجمين عند فقدان الكرة، إضافة إلى أن الوسط لم يقم بالدور الجيد في قطع الكرات أمام المدافعين، ما سهل كثيراً من مهمة بني ياس في الوصول بسهولة لمرمى الوصل، إضافة إلى أن خط الدفاع لم يُحسن التمركز الصحيح، خصوصاً ما يتعلق بعدم وجود الرقابة الشديدة على مهاجمي السماوي.

شباب الأهلي وعجمان.. آه من الحظ

لم يكن غائباً تصور «صرخة آه» من أعماق لاعبي فريق شباب الأهلي، وهم يفقدون نقطتين أمام ضيفهم عجمان المجتهد، في الدقائق الأخيرة من المباراة، ربما بسبب سوء الحظ والطالع معاً، حيث تسبب التعادل بعرقلة مسيرة شباب الأهلي نحو القمة.

تركيز واستقرار

ورغم أفضلية فريق شباب الأهلي، وتركيزه باستقرار تشكيلته، ووجود جميع لاعبيه المحترفين، إلا أنه واجه منافساً جيداً من الناحية الفنية، يعرف ماذا يريد من كل مباراة، وبعد بداية جيدة وهدف لم يهدأ فريق شباب الأهلي، واستمر في الضغط العالي، واستثمر حالة «التوهان» لدى المنافس، ليسجل الهدف الثاي في الدقيقة 31، لايميليانو فيتشو.

خلف المدافعين

وفي الوقت الذي كانت أفضلية فريق شباب الأهلي في الشق الهجومي، نجح اللاعب مامي تيام مهاجم فريق عجمان، في تسجيل الهدف الأول، بفضل خطأ غياب الرقابة الفردية.

وفي الشوط الثاني، استمر الاستحواذ لفريق شباب الأهلي بدون فاعلية، إلى أن وصل استحواذه إلى 54 مقابل 46 لفريق عجمان، وحصلت بعض التغييرات للفريقين، وأجرى أيمن الرمادي مدرب عجمان تغييراً هجومياً يحسب له، بدخول محمد هلال مكان حسن عبد الرحمن، وهو تغيير تكتيكي، ليلعب في الجهة اليمنى، ومن هجمة منظمة من الجهة اليمني، سجل عجمان هدف التعادل، ليربح البرتقالي من منافسه نقطة ثمينة، ويخسر شباب الأهلي نقطتين غاليتين.

الفجيرة والجزيرة.. تجنُّب «المطب»

نجح فريق الجزيرة في تجنب «مطب» مضيفه الفجيرة، بعدما فاز بالخمسة، رغم غياب المهاجم الدولي علي مبخوت، وبدأ بتشكيلته في اللامركزية في خط الهجوم، بوجود ناصر برازيت وخلفه خلفان مبارك في اليمين، اسانتي في اليسار، ونجح في التسجيل من الجهتين اليمنى واليسرى، وأيضاً من العمق، وفي الهدف الأول، نجح اللاعب ناصر برازيت في التحرك الجيد، وسجل المهاجم اسانتي في الدقيقة 20.

وتواصلت سيطرة فريق الجزيرة بتسجيل الهدف الثاني والثالث منهياً الشوط الأول بتفوق ثلاثي.

وفرض فريق الجزيرة سيطرته في الشوط الثاني، بتسجيل الهدف الرابع من خطأ دفاع الفجيرة في تشتيت الكرة بالرأس، وكثرت الأخطاء في فريق الفجيرة، واحتسب الحكم ضربة جزاء لناصر برازيت، سجلها اللاعب نفسه هدفاً خامساً.

ولم ينجح مدرب الفجيرة في اختيار الأسلوب والتكتيك المثالي في المباراة، ما سهل من قوة الجزيرة في وسط الملعب، الذي لم يجد أي مقاومة من وسط الفجيرة، الذي أجرى مدربه في الشوط الثاني بعض التغييرات في وسط الملعب، لكن الأخطاء استمرت، فخسر الفجيرة بالخمسة.

الإمارات وكلباء.. لا جديد

لم تسفر مباراة الإمارات وضيفه اتحاد كلباء عن جديد يشار له بالبنان، سوى التعادل الإيجابي، وفواصل من الشد والبطاقات الصفراء والحمراء في الدقائق الأخيرة من تلك المباراة التي ظهرت بصورة فنية ضعيفة من الفريقين، حيث لم نشهد أي إثارة أو ندية إلا في العشر دقائق الأخيرة، حيث وضح مدى تخوف كل فريق من الخسارة، لذا كان الحذر طابع المباراة.

وشهدت المباراة الكثير من السلبيات في مقابل غياب الهجمات المنظمة، وتعدد التمريرات الخاطئة بشكل كبير، وعدم وجود فرص ضائعة حقيقية، لذا كانت واحدة من أسوء مباريات الجولة، واعتمد كلباء على الكرات الطولية، ولكن لم ينفع هذا الأسلوب للفريق وخاصة أن الكرات الطولية تمنح الأفضلية للمدافع.

عدم نجاح

وفي المقابل، لعب فريق الإمارات بتشكيلة معتادة إلى حد ما باستثناء غياب محترفه كايو ونجمه وليد عنبر، حيث حاول إدراك الفوز، لكنه لم ينجح، قبل أن تشهد المباراة في آخر عشر دقائق، تحركاً من الفريقين، وإن كان فريق الإمارات أكثر وصولاً لمرمى كلباء، حيث سجل اللاعب شيخ دياباتي من كرة عرضية عكسها اللاعب سبيل غازي، هدف السبق، لكن لم تمر سوى دقيقتين ومن خطأ من المدفعين، احتسب حكم المباراة، ركلة جزاء لفريق كلباء سجلها جوجاك.

الوحدة ودبا الفجيرة.. توهّج وخفوت

أفرزت نتيجة مباراة الوحدة وضيفه دبا الفجيرة، حقيقة أن العنابي يتوهج ودبا يخفت، ليس لأن العنابي فاز بالثلاثة فحسب، ولكن لأن فريق الوحدة قدم مستوى مقنعاً، في مقابل منافس بات على مشارف الهبوط فعلياً.

ومن الناحية الفنية، المباراة لم تصل إلى المستوى المطلوب، نظراً لحالة الفريقين في جدول الدوري، فريق الوحدة يريد أن يلحق بالفرق المتصدرة، بعد الخسارة في الأسبوع الماضي أمام فريق العين، وفريق دبا يريد أن يخرج من المركز الأخير، خاصة أن الفريق لديه 4 نقاط.

ولعب فريق الوحدة بنفس تشكيلته المعتادة، بغياب اللاعب مراد باتنا، لوجوده في دكة الاحتياط، ونسبياً فريق الوحدة استحوذ أكثر على وسط الملعب، ومن خلال أفضلية الوحدة في سيطرته في وسط الملعب، سجل اللاعب خليل إبراهيم من تمريرة ليوناردو في الدقيقة 14.

وفي الشوط الثاني، أجرى مدرب دبا تغييرات هجومية، تاركاً وسط الملعب لفريق الوحدة، سجل منها اللاعب سبستيان تيغالي هدفاً، ورغم سيطرة واستحواذ الوحدة، قام مدربه بتغيير اللاعب محمد الحمادي، ودخول أحمد علي، لزيادة الفاعلية الهجومية، ليسجل تيغالي الهدف الثاني في الدقيقة 57، وشهدت المباراة، الخشونة في أرضية الملعب من الفريقين.

Email